وفاز روحاني.. فهل تتغير ملوحة البحر؟

أنور ماجد عشقي

اصطف المعتدلون بقوة بقيادة هاشمي رفسنجاني والمصلحون برئاسة محمد خاتمي خلف المرشح المعتدل حسن روحاني، وهذا ما أتاح له الفرصة أن يفوز بنسبة تزيد على 50% في الدورة الانتخابية الأولى في إيران على حساب المتطرفين الذين فشلوا في إقناع الشعب الإيراني بتوجهاتهم المتشددة.
بفوز روحاني ابتهج الشارع الإيراني الذي يعيش ضائقة اقتصادية، وغلاء في الأسعار، وانهيارا في العملة، وقهرا للقوميات الأذرية والبلوشية والعرب والأكراد، واضطهادا شديدا وغير مسبوق للسنة، ويترقبون سياسة روحاني الإصلاحية في إعادة حقوقهم المسلوبة.
لقد وجد روحاني نفسه أمام موقف صعب وامتحان عسير.. والسؤال: هل يستطيع أن يعدل في سياسية البرنامج النووي الإيراني، وهل يستطيع أن يأمر مقاتلي حزب الله الذين أهلكوا الحرث والنسل أن ينسحبوا من سوريا، وهل يتمكن من إيقاف الحرب، وهل سيعمل على منع التدخل السافر في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي الداخلية؟
إن هذا يحدث في الدول الديموقراطية لكنه لن يكون في الدول التي تأخذ بالنظام الثيوقراطي، حيث القائد الأعلى يعتقد أنه الولي الفقيه المعصوم من الزلل والخطأ على حد زعمه.
ومع كل هذا لا أريد أبدا أن أكون متشائما، فروحاني قد يخفف من التصريحات غير المسؤولة، وسوف ترسم الابتسامة على وجهه عند كل لقاء. لقد جاءني خبر الفوز وكنت في جدة أنظر إلى البحر المائج وأقول في نفسي: إذا هدأ البحر فهل تتغير ملوحته؟ إن علينا أن ننظر وننتظر ونتمنى أن تكون قناعات المرشد الأعلى خامئني قد تغيرت، عندها سيكون التغيير أمرا محتما. العالم ينتظر، والعرب أيضا ينتظرون التغيير الذي وعد به روحاني لناخبيه الذين أعطوا صوتهم للتغيير.. فهل يحدث التغيير أم أنه سيصطدم بسفن وأمواج المرشد العاتية؟