جمعيـة الوداد الخيـريـة

عبدالله ابو السمح

كان الصديق العزيز صالح التركي رجل الأعمال المعروف باهتماماته بأعمال البـر أو ما يسمى بالتعبير الحديث «المسؤولية الاجتماعية» يـركز في فترة من فتـرات رئاسته لجمعية البـر بجدة باللقطاء، واللقيط هو مجهول الوالدين وفي الأغلب نتاج علاقة محرمة، هو على ما أظن أول من خصص مكانا في جمعية خيـريـة للاهتمام بهؤلاء المظلومين ربما طيلة عمرهم بخطأ والديهم، وقد نجح في استصدار موافقة شرعية على تقييدهم بأسماء عادية ثلاثية ورباعية إخفاء لواقعهم، كما أنهم مشمولون بالهوية السعودية، وقد استطاعت جمعية البر منذ ذلك الحين أن تكون ملاذا ومأوى لأولئكم حديثي الولادة الذين تعثر عليهم الشرطة عند أبواب المساجد وغيرها أو في مستشفيات الولادة حين تختفي الأم بعد الولادة، وقد زاد عددهم بارتفاع عدد الأجانب المتخلفين.. إلخ.. وكانت الجمعية وأمثالها من جمعيات تشجع على تبنيهم من أسر تـريد تبني أطفال أو للثواب العظيم، ثم بنهاية إدارة الأخ صالح التركي ما عدت متابعا لأخبار تلك الفئة البريئة التي استطاع إدماجها مع الأيتام، لكنه على كل حال لم يتقبل فكرة الإجهاض المبكر قبل وقوع الكارثة في أسابيعها الأولى حيث أجازه المشايخ للضرورة.
لقد تطورت جهود الرعاية في إحدى جمعيات مكة المكرمة بفكرة الأم الحاضنة والمرضعة بقصد توفير بيئة طبيعية لذلك اليتيم مجهول الوالدين. وفي الصحف قرأنا عن اجتماع لجمعية تسمى (جمعية الوداد الخيرية) وهي جمعية متخصصة في رعاية الأيتام مجهولي الابوين تأسست عام 1429هـ أي من أربع سنوات، ولكن يبدو أنها محدودة النشاط لأنها محدودة الموارد، الجمعية تتبنى فكرة الأم الحاضنة طبعا مقابل معونة مالية ووفق شروط معتمدة من وزارة الشؤون الاجتماعية ودعمها المالي، وما تقوم به هو عمل خيـر وثوابه كبير، لكني أفضل أن تكون للأيتام بصفة عامة دون تخصيص، وأن يكون التخصيص لمجهولي الأبوين من أهم أنشطتها فالستر هنا مطلوب وواجب أي بدون إشهار. وجزى الله أعضاء الجمعية كل خير على هذا الجهد الطيب وأكثر من أمثالهم.