سقوط الكبار

سقطت قمة الدول الثماني والمعروفة بنادي الكبار في فخ بوتين حين خرجت بمواقف هزيلة وباهتة إزاء الأزمة السورية حيث فشلت في الوصول لإجماع على تنحي رئيس نظام قمعي أجمع العالم على دمويته، حيث أظهرت القمة اختلافات في المواقف خاصة ما صرح به أوباما قبل القمة بأيام حين اتهم النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية ووعد بتعديل موازين القوى في الميدان حتى تأتي المعارضة قوية إلى مؤتمر السلام في جنيف، فإذا بالبيان الختامي يشيح بنظره عن القضية الأساس وهي إبادة الشعب السوري على يد النظام الذي يراد له أن يبقى ممسكا بآلة القتل من جيش وأمن، ويتغافل عن الانتهاك الجسيم للقوانين الدولية مركزا النظر على مشاركة المتطرفين في صفوف المعارضة السورية ولتصبح الأولوية بنظر تلك الدول ليس إنقاذ ملايين السوريين من الدمار الاجتماعي الشامل بل محاسبة المتطرفين في هذا الشعب المظلوم، أي معاقبة النتائج بدلا من معالجة الأسباب المباشرة، وتجاهل البطش الأسدي والسياسات الإجرامية للنظام وحلفائه موسكو وطهران الإقليميين. فالمعادلة الواضحة التي غفل عنها قادة الدول الكبار هي أن التطرف الذي يشكون منه هو نتيجة تخاذلهم في نصرة الشعب أولا وتواطئهم مع القاتل ودعمهم للجلاد ضد الضحية ثانيا ثم إصرارهم على معاقبة المظلوم على ما أصيب به وإثابة الظالم على ما اقترفت يداه.
إن دولا كبرى اقتصاديا وسياسيا تتخذ مثل هذه المواقف غير الأخلاقية وغير المتوافقة مع المنظومة القانونية الإنسانية تعلن بنفسها سقوطها المدوي في وحول المصالح الضيقة القصيرة النظر، وهذا يقضي بسرعة وضرورة تلسيح المعارضة لإسقاط النظام البغيض بالقوة.