مصر الغد تراهن على معجزة للإفلات من التشرذم

خبراء يستشرفون المستقبل ويطالبون الفرقاء بتقديم تنازلات

عكاظ (القاهرة)

مصر الغد كيف ستكون في ضوء مظاهرات 30 يونيو؟ سؤال افتراضى نطرحه لأن الاوضاع مفتوحة على كل السيناريوهات.. وهل كل السيناريوهات ستقود لمزيد من التشرذم والانشقاقات ام ان هناك املا في العودة للوحدة الوطنية، هكذا يقول الخبراء، فيما يحجم البعض الآخر ويقول إن محاولة رسم صورة «مصر الغد» مستحيلة وتصل الاستحالة إلى حد «الدجل السياسى» وتبقى المعطيات كما يقرأها المختصون فى السياسية والاقتصاد والأمن لتقول على المستوى السياسى إن الاحتقان وصل الى مرحلة الخطر والاستقطاب جعل من الشعب المصرى شعبين والخلاف بلغ درجة الافتراق وأسهم الخطاب الاخير للرئيس المصرى فى زيادة الاحتقان والاستقطاب الى حد تبددت معه أية بارقة أمل فى توافق كان ممكنا قبل شهرين أو ثلاثة والاخطر من ذلك أن المواطن المصرى لم يعد يعول على النظام مثلما لم يعد يراهن على المعارضة.. وخطورة هذا الوضع تكمن فى أنه قد يؤدى الى وقوع المحظور المتمثل فى ثورة جياع لا تبقي ولا تذر.
وعلى الصعيد الأمنى ورغم الاجماع على أن طبيعة الشعب المصرى تميل للمسالمة الا أن ثمة تخوفا من عملية شحن سياسى استمرت طوال الشهور الماضية يمكن ان تؤدى -فى ظل الضربات التى تلقتها المؤسسة الامنية- إلى صدامات دموية. أما على الصعيد الاقتصادى فإن الصوره تبدو أكثر قتامة.. وملامح القادم من التدهور تبدو واضحة فى توقف عجلة الانتاج وخروج السياحة من موارد الدخل العام والبطالة المتفاقمة وانخفاض سعر الجنيه المصرى الى حد غير مسبوق وغلاء الاسعار وأزمات الوقود المتكررة التى أسهمت جميعها فى توقف الاستثمار المحلي والاجنبي.
ورغم كل ذلك، فإن الخبراء فى كافة المجالات يظلون يراهنون على «المعجزة « لإنقاذ مصر وانتظار مبادرة لا تأتي من عقلاء لا يتعذر وجودهم وسط حالة مستشرية من الهوس السياسى الذى لا يستثني أحدا.. كما يراهنون على مصالحة وطنية تستلزم تقديم كل الأطراف لتنازلات موجعة لكنها ليست مستحيلة يمكن أن تنقذ مصر من المصير المجهول.