لحظة الحادث.. حياتنا مرت أمامنا كالحلم

العناية الإلهية تمنحهم حياة جديدة .. ناجون من الموت لـ «عكاظ» :

لحظة الحادث.. حياتنا مرت أمامنا كالحلم

عبدالرحمن الختارش، عبدالله مشهور، محمد مكي «جازان»

تتعدد حكايات النجاة من الموت، بقدر ما نشهد من تطور متسارع في جميع مناحي الحياة، وكلما ارتفعت إمكانات الأجهزة الإلكترونية والسيارات التي نستخدمها، ارتفع معدل الحوادث نتيجة ارتكاب أخطاء بشرية ربما تقضي على الحياة، فالبعض يتعرض لحوادث مرورية مروعة نتيجة قيادة السيارات بسرعة جنونية، فتكون النتيجة فقدان السيطرة عليها وانقلابها أو اصطدامها بأخرى، فيما ينجو البعض من حوادث لا تخطر على البال، كنجاة عامل من اندفاع إحدى السيارات واستقرارها في سوبر ماركت، أو تعرض محل للانهيار بشاحنة مجنونة اصطدمت في جدرانه فهشمت واجهته وقضت على حياة مرتاديه، ويظل التدخل الإلهي هو الفيصل الوحيد في نجاة الكثيرين من موت محقق. بعض الناجين يروون لـ «عكاظ» عن تدخل القدر في بقائهم على قيد الحياة.
تعرضت لحادث مروري مؤلم قبل سنوات حيث ارتطمت سيارتي التي يقودها سائقي بسيارة أخرى وجها لوجه، ولولا العناية الإلهية لأصبحنا في عداد الموتى.. بهذه الكلمات بدأ الشيخ محمد جابر مشهور حديثه لـ «عكاظ» واصفا نجاته بأنها أعجوبة، إذ تكورت السيارة بعدما سقط الطابلون بكامله عليهما، وتوقع مشاهدو الحادث أن من بداخل السيارة فارق الحياة، وعندما وجدونا أحياء، شكروا الله ودعونا إلى التصدق اعترافا بفضل الله.
ويبدو أن لمشهور تاريخ حافل مع الحوادث، حيث يروى في حادثة أخرى وقعت له أثناء توجهه مع شقيق زوجته مساء لتفحص الإبل، وإذا بالسيارة تنقلب عدة مرات وتستقر على ظهرها، ويضيف عمر: ظن جميع من شاهدوا الحادث أن من بداخلها لقيا مصرعهما، فهللوا وكبروا وتوقعوا ألا يخرج أحدا سالما من هذا الانقلاب، وعندما وصلوا إلى السيارة، فوجئوا أننا مازلنا على قيد الحياة، فرفعوا إيديهم إلى السماء حامدين الله على السلامة، موجهين حديثهم لنا: اشكروا الله فاليوم كتب لكما عمرا جديدا، ومكثنا في المستشفى مدة طويلة، حيث أحسسنا بعد أيام بآلام قوية في الصدر كوخز الإبر وضيق في التنفس فنقلنا إلى مستشفى الطوال العام ليخبرنا طبيب الباطنية بأني مصاب بجلطة تحتم نقلي إلى مستشفى الملك فهد بجازان قسم العناية المركزة بقسم عناية القلب، وتم ذلك وازدادت حالتي سوءا وتم تحويلي لمستشفى عسير المركزي، وهناك أجريت جراحة تكللت بالنجاح، وأحمد الله على الصحة والعافية بعدما كتب الله لنا حياة جديدة.
سيارة في سوبر ماركت
وفي واحدة من حوادث السرعة فوجئ المواطن محمد سهيلي عند إيقافه سيارته الخاصة أمام صالون الحلاقة لقص شعره، بشاحنة عملاقة تتجه نحو المحل بسرعة جنونية، وفي اللحظة الأخيرة تدخلت القدرة الإلهية لتنحرف السيارة وترتطم بسيارته فتدفعها بقوة لتستقر داخل السوبر ماركت الملاصق للحلاق، حيث هرع المتسوقون مغادرين الموقع جراء قوة الارتطام، دون حدوث إصابات أو خسائر في الأرواح.
ويضيف سهيلي: باشرت شرطة الشقيق الحادث بمتابعة مدير الشرطة النقيب علي القحطاني وتم إيداع السائق اليمني التوقيف تمهيدا لإكمال الإجراءات اللازمة حياله، لافتا أن قائد القاطرة فقد السيطرة عليها فانحرفت يمينا لتجتاز الجزيرة الجانبية ومن ثم أوقفها الارتطام بالسيارة الخاصة.
ويعلق الحلاق ميرزا غلام قائلا: كنت أقف عند الباب حينما داهمت الشاحنة العملاقة السوبر ماركت المجاور للمحل، وما حدث لم يستغرق ثواني معدودة، ولم تكن لدي أية ردة فعل، فتسمرت في موقعي ولم أتحرك، ولولا أن الشاحنة انحرفت قليلا لاستقرت السيارة الصغيرة فوق رؤوسنا، مختتما: نجونا بأعجوبة ولله الحمد.
اصطدام في حاجز خرساني
أما وليد ابن السادسة عشرة فيروي لـ «عكاظ» وهو على السرير الأبيض قصة حادث سير مروع نجا منه بأعجوبة بعد إصابته بكسور ورضوض استدعت نقله إلى طوارئ مستشفى بيش العام حيث خضع لعملية جراحية مازال منوما على إثرها في المستشفى.
يقول وليد: وقع الحادث قبل حوالى شهر، حينما كنت عائدا إلى منزلي، إذ انحرفت سيارتي لتصطدم بحاجز خرساني، وضعته إحدى الشركات بلا لوحات تحذيرية أو إرشادية، لافتا أن الحادث مر عليه كالحلم، ولم يصحو منه إلا وهو في غرفة التنويم، بعدما أجريت له عدة عمليات منها تركيب أسياخ في الساقين، مؤكدا أنه لا يتهاون في ربط حزام الأمان الذي كان له دور كبير بعد الله في الحفاظ على حياته، لافتا أنه يربط الحزام حتى في المشاوير الصغيرة.
وفي كلمات لا تخلو من ألم أشار وليد أنه طالب ثانوي لم تكتمل فرحته بالنجاح، فيما يقبل عليه شهر الخير والبركة وهو مازال يرقد على السرير الأبيض، وسأل الله أن يشفيه بأسرع وقت، منهيا حديثه بنصيحة الشباب بالانتباه إلى الطريق والتقيد بأنظمة المرور للحفاظ على أرواحهم.
فقدان وعي
وفي حادث بين جدران بيته يروي عبدالجبار 48 عاما قصته قائلا: شعرت أثناء تواجدي في سكن العمال بمفردي بإرهاق شديد، فغلبني النعاس، وفي منتصف الليل توجهت إلى دورة المياه لأسقط على رأسي وأفقد الوعي، ولم أفق إلا بعد ساعات في إحدى المستشفيات، حيث نقلني أصدقائي بعدما افتقدوني في الصباح فتوجهوا إلى السكن، ليفاجأوا أنني ممدد على الأرض في حالة فقدان وعي تام.
ويضيف عبدالجبار: أفقت ولله الحمد بعد تلقي الإسعافات الأولية، وبعد أيام غادرت المستشفى، وجلست مع نفسي وأدركت أن العناية الإلهية أنقذتني حيث أخبرني الأطباء أنني قضيت وقتا طويلا فاقدا للوعي، ولولا تدخل أصدقائي بإنقاذي في الوقت لفارقت الحياة.
الصياد محمد عبده 37 سنة يروي حكايته قائلا: رأيت الموت امامي في رحلة للصيد في عرض البحر، بدأت الرياح تشتد والامواج ترتفع ثم انهمر المطر، وقتها كنا بين يدي الله عز وجل، وأخذنا نتشهد ونذكر الله، والامواج تقذف بنا من جهة إلى أخرى ، وطوال ثلاث ساعات رأينا ما لم نره طوال حياتنا حتى رسينا على الشاطئ بمعجزة.
ويحكي الصياد صابر عبدالله عيسى 25 عاما روايته قائلا: لقد نجونا من الموت بالفعل، حيث خرجنا للصيد فجرا وبعد ساعة من ابحارنا هطل المطر ومن شدته تغير لون البحر واصبح هائجا وكاد ان يبتلعنا بالفعل، وفي تلك اللحظة شعرت ان هذا اليوم هو آخر يوم في حياتي ولكن قدرة الله وحده كتبت لنا الحياة من جديد.
فيصل صعابي يروي أنه خرج مع والده ـ يرحمه الله ـ ليعلمني الصيد وكانت هناك موجة قوية ارتفعت قرابة 3 أمتار فوق المركب وكان والدي ـ يرحمه الله ـ يقوم بوضعي اسفل القارب خوفا على من الغرق، ومن شدة هول الموقف كان يخاطبني ويطلب من السماح، ما زاد من توتري وخوفي وما جعلني اشعر اننا سنهلك غرقا في البحر وبعد أكثر من ساعتين وصلنا بحمد الله سالمين إلى الشاطئ بعد أن قطعنا أكثر من 35 كيلو .
أما الصياد محمد أحمد فيؤكد أنه شاهد الموت بعينه حين انقلب بهم القارب ويروي محمد الحادثة قائلا: تمسكت في القارب بعد أن انقلب بنا في عرض البحر وكنت أرى اسماك القرش تحوم حولي وقتها تأكدت اني ميت لا محالة، حتى اكرمني الله بقارب صيد انقذني.