دبل الخطوبة .. توثيق الارتباط ومباهاة بين الفتيات

تقليد غربي يلغي الموروث:

دبل الخطوبة .. توثيق الارتباط ومباهاة بين الفتيات

وفاء باداود «جدة»

تعد دبلة الخطوبة من الأشياء المهمة التي يحرص عليها العرائس فهي تعد كوثاق أو رابط قوي بين الزوجين واختلف شكل الدبلة من دولة لأخرى كما أنها أصبحت ذات أشكال متعددة في البلد الواحد وربما كانت ضرورية في منطقة دون الأخرى وقد بدأت دبلة الخطوبة في البلاد الغربية إلا أنها لم تكن دبلة بل خاتم يقدمه الرجل للمرأة التي يود الارتباط بها في وقت اخبارها بذلك فإن قبلت وضعته في يدها ومن ثم يقام الزفاف وقد تحول خاتم الزواج من دول الغرب ليتحول إلى دبلة
وقد شاعت منذ زمن بعيد في جمهورية مصر العربية وكان يحرص على عدم خلع الدبلة من يد العريسين لأن هذا يعتبر نذير شؤم ثم أصبحت الدبلة عادة متداولة في البلاد العربية ولكن هل كانت هناك دبل خطوبة في عهد جداتنا أم لا ؟
السيدة رحمة حسن قالت تزوجت قبل حوالى 65 أو 70 عاماً فلم تعد الذاكرة تحتفظ بكل تفاصيل الحياة ولكني اذكر تماماً بأنه أيام زفاف كل من هم في جيلي لم يكن هناك دبل أو خواتم للزفاف ولكن كان العريس يقدم ما يستطيعه من الذهب من أساور «غويشه» أو عقد وكان في ذلك الوقت يسمي «رشرش» أو حزام ذهب هذا إن لم يشترط عليه والد العروس أشياء محددة ولم يكن يدخل من ضمن المجوهرات أو «المصاغ» كما كان يسمى في ذلك الوقت الدبلة وقد أنجبت ست أبناء ما بين ذكور وإناث وكانت البكر لدي بنت وعند زواجها لم تكن الدبلة شائعة كما الأيام التي بعدها ثم عرفت الدبلة للعروسة دون العريس وكلما كانت عريضة دل ذلك على كرم العريس ثم تطور الوضع وأصبحت الدبلة للعروسين على أن تكون للعروسة من الذهب وللعريس من الفضة ولم يكن هناك تحديد يد لوضع الدبلة ثم انتقلنا لمواكبة العصر فأصبحت تنقش على الدبل من الداخل اسم العروس وتاريخ الملكة وبالعكس اسم العريس والتاريخ وأصبحت تلبس في فترة الملكة أو الخطوبة في اليد اليمني لكلاهما وفي يوم الزفاف تنقل في اليد اليسرى ولا أعرف معنى ذلك إلا انه التطور ومع مرور الأيام وظهور أجيال جديدة لم يعد الذهب الأصفر موضة بل الأبيض ولم يصبح هناك حرص على كتابة الاسم والتاريخ داخل الدبلة ثم أصبح العريس يقدم لعروسه في الخطوبة أكثر من دبلة فواحدة من الذهب الأصفر والأخرى من الذهب الأبيض والثالثة من الألماس وأصبحت الفتاة تتفاخر بموديل الدبلة وقيمتها وان كان العريس قد اقترض ثمنها وهذه العادة قد عرفت في المدن الرئيسية أما المدن الاخرى والقرى فما تزال غير معروفة لأنها غير ذي قيمة في الزواج الناجح وقد لاحظت كلما تكلف العروسين في متطلبات كلما ظهرت بينهم المشاكل سريعة بعكسنا في الزمن الماضي فقد كانت الأمور ميسرة كنا سعداء أما الآن فخرج الزواج عن هدفه الحقيقي وهو تكوين أسرة لعمارة الأرض إلى التباهي والمغالاة ومن ثم الفشل .