مسجد الشافعي

سامي خميّس

يقع مسجد الشافعي في حارة المظلوم بجانب سوق الصاغة والفضيات القديم وصانعي النحاس، (سوق البدو).. ويعتبر أقدم أثر معماري في المنطقة.
مسجد الشافعي أو الجامع العتيق في جدة، يقف منذ قرون خلت راسخا في بطن الأرض بأساساته المتينة، منذ بناه الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي رسول عام 648 هـ، ثم أعيد بناؤه بعد أن تعرض لتصدع عام 940 هـ ، تزامنا مع بناء سور جدة وقت ولاية السلطان قنصوا الغوري على جدة.
الكثيرون من سكان مدينة جدة لا يعرفون أن مدينتهم تضم بين جنباتها مسجدا تم بناؤه قبل ما يقارب ثمانية قرون.
هو مسجد فريد في عمارته، مربـع الأضلاع، ووسطه مكشوف للتهوية؛ وذلك لطبيعة مناخ جدة في الصيف.
كان مسجد الشافعي الوحيد في جدة الذي يرتاده العريس ومن معه لأداء صلاة العشاء قبل ذهابهم إلى بيت العروس كتقليد شاع في القرن الماضي.
مرت به الأيام وظل صامدا أمام العوامل الطبيعية يرمم بين وقت وآخر، يرتاده أهل الحي والأحياء المجاورة، وكذلك السياح لشهرته التاريخية.
صدر، مؤخرا، توجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بترميمه وتجديده بشكله التاريخي بعد أن رصدت له الميزانية..
ضرب سياج حوله، وبدأ العمل به بشكل سلحفائي، وقفل وتوقفت الصلاة فيه كما توقف العمل منذ فترة طويلة، وتوقفت ضربات قلوبنا خوفا على مصير هذا المسجد التاريخي العريق، خصوصا أن القائمين على ترميمه يستمتعون بصمتهم المريب.
كل هذا القلق الذي نشأ وترعرع في ظل الصمت الرهيب الذي تمارسه الجهة المعنية ومع ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المحلية أن هناك نية لتغيير شكله الأصلي!..
كما أسلفت.. المسجد محاط بسياج بشع كما لو أنه بيت أشباح ينتظر المجهول بعد أن كان حتى قبل بدء الترميم لؤلؤة تزيـن تلك المنطقة ليلا ونهارا.
الجميع يسألون ويتكهنون في انتظار الإجابة على أسئلة لا نجد لها إجابة.
فهل من مجيب ؟؟.
Sami@khumaiyes.com