6 مختصين يراجعون عينة الدم يومياً لجعل نسبة الخطأ «صفر»

الباز مديرة المختبر واستشارية أمراض الدم بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة لـ «عكاظ»:

6 مختصين يراجعون عينة الدم يومياً لجعل نسبة الخطأ «صفر»

عبدالمحسن السابطي (جدة)

لا شك أن بنوك الدم مرت بمراحل مفصلية خلال الفترة الماضية بعد أن شهدت عدة أخطاء أودت بحياة بعض المرضى، وأصابت آخرين بأمراض معدية نتيجة نقل الدم بطريقة خاطئة او نقل عينات ملوثة، وظهرت مطالبات عديدة بإيجاد بنوك مركزية منفصلة عن المستشفيات، تكون مهيأة بكادر طبي متميز ومجهز بأحدث التقنيات، لتفادي حدوث أي خطأ في عملية حفظ ونقل الدم.

«عكاظ» التقت الدكتورة نبيلة الباز مديرة المختبر واستشارية أمراض الدم ونقل الدم بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، وسألتها عن الآليات المستخدمة في نقل الدم والإجراءات الاحترازية لتفادي الإصابة بالأمراض الفيروسية أو المعدية، أو الخطأ في نقل الفصائل وكثير من الأمور، فإلى الحوار:



• في البداية، حدثينا عن أهمية التبرع بالدم؟

- أهمية التبرع بالدم تكمن في أنها زكاة للفرد عن صحته، وهو عمل خيري وتعاوني في النهاية، حيث ذكر الله في محكم التنزيل (وتعاونوا على البر والتقوى)، وقد لا يستشعر المتبرع أن قطرات من الدم قد تنقذ بإذن الله حياة كثيرين هم في أمس الحاجة لها.

آلية التبرع

• ما الخطوات التي تتم فيها عملية التبرع، من سحب العينة من المتبرع إلى إعطائها للمتبرع له؟

- عند وصول المتبرع الى مركز التبرع نقوم بعملية التسجيل وأخذ بياناته مع صورة شخصية له، كما نقوم بإعطائه استمارة تحتوي على أسئلة تتعلق بالتبرع وأخرى شخصية، وبعد ذلك نأخذ عينة من دم المتبرع للتأكد من سلامته، ويتم هذا بحضور ممرض متخصص، بعدها يتم سحب 459 مليلترا من الدم. وتستغرق 30 دقيقة.

بعد ذلك تقوم الأنسجة المكونة للدم ببناء خلايا بعد بضعة أسابيع، ولكن إذا كثف المتبرع من شرب السوائل خلال 24 ساعة بعد التبرع فإنه يشعر وكأنه لم يتبرع.

أما عن ضوابط نقل الدم، فيتم فحص العينة بعد التبرع مباشرة وقبل نقلها للمريض للتأكد من خلوه من الأمراض، وهناك اختبارات رئيسية يتم إجراؤها على دم المتبرع، وهي: تحديد دم الفصيلة، اختبار فيروس الإيدز، اختبار فيروس الكبد الوبائي، اختبار مرض الزهري، اختبار فيروس اللمفاويات البشري، واختبار فحص الملاريا، وبعد ذلك يقوم بنك الدم بنقله وفصل دم المتبرع إلى مكونات: كريات الدم الحمراء، البلازما، والصفائح الدموية، وحفظها في درجات حرارة مناسبة تختلف حسب كل مكون.



نسبة الخطأ

• إلى أي مدى تقلص المعايير المتبعة لحفظ الدم بالمستشفى التخصصي من نسبة الخطأ، وكيف يتم التخلص من الدم الفاسد؟

- أولا نتحدث عن الحفظ، حيث تحفظ مكونات الدم في أكياس وتضاف إليها مواد مانعة للتجلط تؤثر بدورها على فترة حفظ الدم.

أما أكياس كريات الدم الحمراء، فتحفظ في ثلاجات خاصة ببنوك الدم، لها ألوان زجاجية شفافة ذات أرفف وكل رف خاص بفصيلة معينة، وتكون درجة الحرارة رقمية وظاهرة مع مراقب لدرجة الحرارة ومتوسط درجة الحرارة ست درجات مئوية، وأما أكياس البلازما فتحفظ في أكياس خاصة تقاوم التجمد في درجة حرارة 40 تحت الصفر.

وفي مستشفى الملك فيصل التخصصي كل أكياس الدم مرقمة بأرقام خاصة مع فصيلة الدم وتاريخ التبرع وتاريخ الانتهاء.

وعن سؤالك عن كيفية التخلص من الدم الفاسد، هناك حالتان: في حالة انتهاء صلاحية الدم تجمع الأكياس وتنقل إلى قسم خاص ويتخلص منها مع المخلفات الطبية، والحالة الثانية إذا أصيب المتبرع بأحد الفيروسات يتم نقل الدم من خلال طبيب متخصص ويتم إخبار المتبرع بالإصابة مع إعطائه استشارة طبية. وعن المعايير المتبعة في حفظ الدم، نحن نراجع كل خطوة من خطوات التبرع، وهو ما يجعل أي خطأ نادرا لأن هناك ستة أشخاص يقومون بالمراجعة اليومية للعينات.

• كيف يتم تطمين المحتاجين لنقل الدم خلال اعطائهم الجرعة، خصوصا بعد حادثة الطفلة رهام؟

- المتبع في مستشفى الملك فيصل التخصصي أن يشرح الطبيب إجراءات التبرع وعملية فحص الدم للمريض، وهذا بحد ذاته يعطي راحة للمريض.

• كيف يواجه بنك الدم في مستشفى الملك فيصل التخصصي نقص فصائل وكميات الدم، وكيف تتم تغطية النقص؟

- عند حضور أي مريض للمستشفى يطلب منه إحضار متبرعين للمساعدة، وهناك متبرعون دائما يقوم بنك الدم باستدعائهم بشكل دوري، كما تتم تغطية العجز بعمل حملات من خلال سيارات التبرع في الأماكن العامة والتجمعات.

• وهل هناك عامل طردي، بحيث أن كل وحدة دم يتم صرفها تكون هناك وحدة جديدة تدخل البنك؟

- ليس هناك عامل طردي، ولكن يتم يوميا إعداد تقرير عن عدد فصائل الدم المطلوبة وزيارة المرضى المستهلكين للدم ويطلب منهم إحضار متبرعين.



الفصائل النادرة

• وهل فصائل الدم متوفرة بكل أنواعها في التخصصي، وماذا عن فصائل الدم النادرة؟

- بنك الدم في مستشفى الملك فيصل يعمل جاهدا لتوفير جميع الفصائل، أما فصائل الدم النادرة فتوجد لدينا أسماء أشخاص حاملين لهذه الفصائل نستدعيهم عند الحاجة.

• من وجهة نظرك، كيف سيكون مردود وجود بنوك مركزية للدم مفصولة عن المستشفيات التي أعلن عنها أخيرا، وسيبدأ العمل فيها بعد شهر رمضان؟

- وجود بنك مركزي مهم جدا وذلك لتوسيع القطاع الصحي في المملكة، ولكن الأهم أن تكون بنوك الدم المركزية على مستوى عال من الجودة والدقة في العمل ومواكبة التقدم في استكشاف الفيروسات وأن تدار بكادر طبي متميز ومتمرس.

• ما نسبة المتبرعين في مستشفى التخصصي؟

- نسبة التبرع في مستشفى الملك فيصل التخصصي من أهل المريض 60%، ونقوم بتغطية العجز من خلال الاتصال بالمتبرعين الموجودين في قاعدة البيانات لدى بنك الدم.

• بالنسبة لقواعد بيانات المتبرعين، كيف تتم الاستفادة منها وما أهميتها؟

- لها أهمية كبيرة جدا، حيث يستفاد منها لوجود مرضى من خارج جدة، وهناك عمليات قلب مفتوح يوميا تستهلك كميات كبيرة من الدم.

• ما مدى أهمية حملات التبرع التي تشرف عليها جمعيات غير ربحية؟

- هذه الحملات مهمة جدا، وتنسق هذه الجمعيات مع بنوك الدم للاستفادة القصوى من الدم، ولكن للأسف لا يتم إعداد قاعدة بيانات للمتبرعين للاستفادة منها مستقبلا.