أطفالنا يموتون!

ماجد محمد العنزي

كل عام وأنتم بخير أعزائي القراء. عاد رمضان بحلته البهية وطلته الكريمة. سائلا الله عز وجل بأن تكونوا من المغفورين لهم وممن تعتق رقابهم من النار.
* * * *
لم يعد سماع أخبار مقتل الأطفال في بلادي أمرا جديدا من قبل الخدم. فبين الحين والآخر نقرأ ما يندى له الجبين وينتهك بـراءة صغارنا. ولعلنا نذكر القصة الموجعة للطفلة المغدور بها «تالا» من قبل خادمة إندونيسية قبل عدة أشهر. بدأت الأخبار تتوالى مع الخادمات الأثيوبيات اللاتي ولجن من أوسع أبواب بيوتنا ليقتلن فلذات أكبادنا. وفي خضم هذا التطور الخطير الذي أصاب مجتمعنا بفوبيا الخادمات، توفيت الطفلة «إسراء» على يـد خادمة أثيوبية ظهر الخميس المنصرم بالرياض ضربا بالحديد وطعنا بالسكاكين!. أطفال يزهقون بطرق وحشية مرعبة وليس لهم ذنب في كل هذه الفوضى الدموية. لماذا ؟، من هو المسؤول عن إيجاد حل لهذه المشكلة العظيمة.
أنا حقا لا أفهم كيف يمـر موضوع من هذا النوع دون إجراء قـرار رادع تجاه هذه المجازر، مثل هذه القـرارات لا تأتي إلا من قبل مسؤول رفيـع يمنع استقدامهن و يوفر بدائل جيدة تناسب طبيعة مجتمعنا، لأن مكاتب الاستقدام غالبا لا تفكر إلا بما يملأ خزائنها. السكوت أكثر على مثل هذه الجرائم سيزيد من تفشيها، و ستسبب ذعرا اجتماعيا بداخل قلوب الأمهات، فأغلب تقاريـر الاعتداءات التي قرأتها كانت وقت نوم الضحية، بمعنى أن عملية الخلود إلى الفراش ستصبح قصة مرعبة نعيشها سويا في المنزل كل يوم.
العيش بدون خادمة أمر غير ممكن للكثير من البيوت، خصوصا للعوائل المنخرطة في سوق العمل، والأمهات المسنات والمرهقات من تكاليف الحياة. السماع للآراء المنادية بالتخلي عن الخادمات غيـر حكيمة ولا تقدم حلا نموذجيا. لابد من دراسة هذا الشأن بشكل جاد حتى لا يتفاقم الوضع أكثر مما هو عليه.. وأنا متفائل بخطوات إيجابية في هذا الصدد بالمستقبل القريب.