الانعكاسات السياسية الخطرة للصفوية

صالح بن سبعان

يكاد خطر الصفوية كاعتقاد منحرف أن يفسد كافة جوانب الفكر والسلوك عند معتقديه؛ أفرادا ومجتمعات، وتزداد خطورته على الآخرين ممن تفرض عليهم الظروف مجاورته أو الاحتكاك بمعتقديه، وهو، أي مذهب الصفوية يشكل تهديدا على الإسلام كعقيدة لأنه يطرح نفسه على غير المسلمين باعتبار أنه هو الإسلام، بينما هو في واقع الأمر نسخة مشوهة من عقائد شبه القارة الهندية القديمة، ويستطيع أي باحث في علم الأديان المقارن أن يجد تطابقا كبيرا بين الصفوية بمختلف مدارسها وبين الوثنيات الهندية القديمة .
ولعل أخطر ما يمثل تهديدا للغير في الصفوية هو تلازم مبدئي: التقية وولاية الفقيه، فالمبدأ الأول وهو من صميم المذهب يجعل من الصعب قراءة الموقف الصفوي، أو تخمين اتجاهاته ونواياه الحقيقية، وعندما يرتبط هذا الغموض بولاية الفقيه فإن انعكاساته السياسية تسبب قلقا للدول التي تربطها علاقات ، أيا كان نوعها بالنظام الصفوي .
ولا يقتصر خطر نظامها السياسي على الخارج فحسب، بل إن النظام الصفوي وبحكم طبيعته الثيوقراطية الشمولية واعتماده على الدكتاتورية والقبضة الحديدة في سياساته الداخلية، يكون شرسا باطشا وقمعيا تجاه أبسط أشكال الاحتجاج، ومعارضة سياسات الحكومة تكون مستحيلة في هذا النظام لأنه يقوم على ولاية الفقيه، والفقيه معصوم عن الخطأ في هذا المذهب ، ولذا فإن الاعتراض عليه يكون شكلا من أشكال الهرطقة والكفر الصريح.
لذا فإن الانعكاسات السياسية للصفوية تشكل تهديدا خطيرا سواء في الداخل أو للدول الأخرى التي تجاورها أو حتى تبعد عنها، وبهذه المثابة في عامل من عوامل عدم الاستقرار والسلم العالميين، وينبغي عند التعامل معها وضع هذه المعطيات بعين الاعتبار.