قيمة الكبير

ناصر مهنا اليحيوي

قيادات الدول والشعوب إما أنها نعمة أو نقمة على الدولة والشعب.. وحينما يكون هناك كبير في الوطن يتصف بصفات الكبار من عدل وحزم وفكر ورؤية وإجادة لصنع القرار، فان الوطن يستقر والحياة تهنأ والتطوير يستمر، أما إذا انعدم وجود الكبير أو أصبح لا هيبة له ولا تقدير، فإن الشعوب تنتكس والفوضى تعم والاقتصاد ينهار والأمن يستباح والمجتمع يتشرذم.
والشعوب التي لا يوجد فيها كبير والتي لا يحترم كبيرها أو قائدها أو التي لا تنصت لحكمائها وعقلائها هي (شعوب ضائعة) مصيرها الفوضى والتفكك، والأمر سيزداد سوءا لو كثرت القيادات وكثر صناع القرار، عندها ينطبق المثل القائل (إذا كثر عدد الربان غرق المركب).. ولو نظرنا إلى من حولنا لشاهدنا هذه الحقيقة ماثلة للعيان، فالشعوب التي لم يعد فيها كبير وكثر فيها صناع القرار ولا تعرف الفرق بين الحاكم والمحكوم، فإنها تئن من الفوضى والانقسام، بعد أن رأينا الحكيم يتحدث إلى جوار الطائش والعاقل إلى جوار المجنون.. ومن يبحث عن مصلحة الوطن إلى جوار من يبحث عن مصلحته ومصلحة حزبه.. هذه الأجواء لا تصنع دولا مستقرة، هذه أجواء تقود إلى شروخ وانقسامات في المجتمع لا يعلم مداها إلا الله، وهنا علينا أن نتذكر قول المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم: (إذا خرج ثلاثة في فلاة فليؤمروا واحدا عليهم)، وقبله قول الله عز وجل: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
إن الديموقراطية ليست انتصارا للذات، وإنما انتصار يأتي من صناديق الاقتراع، وهذا الانتصار لا يعني إقصاء المهزوم أو تجاهله، والبراعة تكمن في توحيد الصفوف ولم الشمل وتحقيق الازدهار ولا قيمة لأي ديموقراطية لا تحقق تلك الأهداف السامية.
فاللهم أزل الغمة عن هذه الأمة واختر لها خيارها إنك على كل قدير.