السديس والتوعية الراقية .. وتغريدات عبد الرحمن اللهيبي !

علي محمد الرابغي

رمضان سيد الشهور يستقبله العالم الإسلامي قبل الزمان بزمان .. إدراكا لقيمة هذا الشهر الروحانية والمعنوية وأيضا المادية .. فهو موسم يحفل بكثير من التجليات .. فالمسلم المؤمن كثيرا ما ينتظر رمضان من أجل أن يعرج إلى السماء من خلال الدعوات الصادقة إلى الرب عز وجل والطلب إليه بتفريج الكرب وتعجيل الشفاء وتحقيق ما تعجز عنه قدرات البشر ولا يستطيع حلها إلا رب العالمين .. الذي قال وقوله الحق «وقال ربكم ادعوني أستجب لكم»، ورمضان بحيرة النور والإيمان التي تغتسل فيها الأرواح المؤمنة من شوائب وأدران الحياة المادية .. من هنا كانت أهمية هذا الشهر ومكانته وقيمته العالية.
العمرة في رمضان :
وحرص المسلمين وتهافتهم على أداء هذه العمرة في رمضان إيمانا وثقة واحتسابا لما عند الله وتصديقا لما جاء به سيد البشر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم إذ يقول «عمرة في رمضان تعدل حجة»، وفي قول آخر «عمرة في رمضان تعدل حجة معي»، وهو دليل على أن العمرة في رمضان لها مزية عن غيره من الشهور.
ورمضان موسم للخيرات ينتظره كثير من المؤمنين .. وتأتي هذه السنة وظروف الحرم غير تلك التي عهدناها .. إذ أن مقتضيات توسعة المطاف وإعداده ورفع كفايته حتى يكون أهلا لاستقبال تلك الكثافة غير المسبوقة من القاصدين بيت الله رجاء الثواب وحسن العاقبة.
السديس والتوعية الراقية :
نظرا للتوسعة في صحن المطاف وفي الحرم فإن مقتضيات الظروف تستدعي أن يصار إلى خفض أعدادهم إلى النصف تقريبا، لأن المطاف قبل المشروع يتسع لقرابة 48 ألف طائف في الساعة وفي أثناء المشروع يتسع إلى 22 ألف طائف في الساعة. ولقد اجتهد معالي الشيخ عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي واستبق بوقت مبكر هذه المناسبة الكريمة وأخذ عبر وسائل الإعلام «المرئي والمقروء» يتوجه بخطابه المهذب الراقي يخاطب أفئدة المؤمنين انطلاقا من مسئولياته كأمين على هذه المقدسات .. وكانت خطبة الجمعة آية في سمو التعبير ومحاولة إيصال هذه الرسالة إلى ملايين المسلمين، وأكد أن تخفيض أعداد المعتمرين والحجاج والزوار يأتي انطلاقا من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف ومقاصد شريعتنا الغراء .. وقواعدها المثلى .. في السماحة واليسر ورفع الحرج ورعاية المصالح ودرء المفاسد وتحقيق أمن المكلفين وسلامتهم وإزالة الضرر والعنت والمشقة عنهم وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لهم .. وتحقيقا لما أراد الله عز وجل لبيته الحرام من كونه واحة أمن وأمان.. لأن العمل في هذا المشروع العملاق ما زال جاريا على قدم وساق .. مما ترتب عليه ضيق مساحة المطاف وازدحام وتكدس الطائفين .. الأمر الذي قد يسبب ضررا على أمنهم وسلامتهم وخطرا على راحتهم وصحتهم.
تغريدات اللهيبى شاهد عيان :
هذه شهادة الشيخ عبدالرحمن اللهيبى «شاهد عيان» والذي أدى العمرة في أول ليلة من ليالي رمضان وكان الوقت مناسبا جدا حسب المعتاد حيث كان الوقت في الساعة الثانية ليلا ..
يقول في تغريداته :
1 ــ تحذير بعدم أداء العمرة هذا العام وخاصة النساء والمسنين، فقد سقط الكثير، وخرجت أنا والكثير أيضا من الطواف ولم نكمل شوطا .. ولم أشهد زحاما مثله .. ولا ضحى يوم النحر.
2 ــ الطواف في الدور 2، 3 معطل لأجل الهدد .. ومشروع المطاف الاحتياطي لم يكتمل .. ولم يبق إلا جزء يسير من صحن المطاف لأجل المشروع .. والعربات تعيق المسير.
3 ــ والله يا إخواني أنا من أهل مكة وخبير بالأوقات المناسبة ومعتاد على الطواف في أشد الأيام زحاما، لكن ما رأيته الليلة شيء لا طاقة بالصبر عليه ..
4 ــ بالله عليكم حذروا كل من تعرفون ممن يرغب العمرة في رمضان هذا العام وخصوصا النساء والمسنين بعدم أداء العمرة، فوالله لا طاقة لهم به مما رأيت من شدة الزحام وضيق مسار الطواف.
5 ــ قد يبدو لك صحن المطاف فارغا حينما تشاهده في التلفاز، لكن تيقن بأن المسار الذي يمكنك الطواف به محدود جدا جدا لأجل المشروع ..
6 ــ لك أن تتخيل بأن جميع الناس الذين كانوا يطوفون بالدور 2، 3 وكذلك المسنين في عرباتهم .. أصبحوا جميعا في صحن الطواف وفي مسار ضيق جدا .. يحاصره المشروع.
7 ــ ربما تحل مشكلة الزحام قليلا إذا تم تشغيل المطاف الاحتياطي بأدواره، ولكن بالله عليكم جنبوا النساء والمسنين بل والشباب أيضا ريثما يحدث ذلك ..
وياليت نفقة العمرة تدفع للمحاصرين والمنكوبين في الشام فهم أولى بها. وحسبي الله ونعم الوكيل.