إرضاء الدول غاية لا تدرك!

صيغة الشمري

يبدو أنه يوجد في كل دول العالم دول تضطر أحيانا لكسب ود دول أخرى واسترضائها، خصوصا عندما تتعلق الأمور بمصلحة هذا البلد، بل وترى نفاقا ومحاباة عالية لدول معينة مع بعضها، حيث هناك تضامنات وتحالفات بين دول عديدة قد يجمعها مصير مشترك، وقد تجمعهما مصلحة اقتصادية واحدة، وهو الأقوى من بين جميع الروابط الأخرى، خصوصا أننا في زمن رأسمالي بحت، فالذي يتأمل تاريخ علاقات الدول مع بعضها يجدها لا تختلف كثيرا عن البشر وعلاقتهم مع بعضهم البعض، هي ذاتها بكل تناقضاتها ، هناك وفاء ومثل ومبادئ، وهناك خيانات وعدم أخلاق وانتهازية، لم تستطع كل المصالح والروابط المشتركة بين الدول العربية أن توحدها على قلب دولة واحدة، بل تمسكت كل دولة برقبة حاكمها وأعلت مصلحة الفرد على مصلحة الجماعة، الدول التي اتخذت مبدأ حسن النوايا والطيبة وجدت نفسها وقد ضربت في الصميم وتم غدرها من دول كانت تحسبها صديقة وفية، وما انهيار دول النمور السبعة غير درس مجاني لجميع الدول التي تذهب بعيدا في استخدام حسن النوايا والطيبة وعدم الحذر مع الدول الأخرى، لتجد نفسها وقد طعنت في ظهرها، وعليها أن تلملم بقاياها لتحاول أن تبدأ من جديد، أصبحت إلى حد بعيد تنطبق على علاقات الدول نفس القوانين والحكم التي تنطبق على علاقات البشر، فيجب أن يقال: اتق شر الدولة التي أحسنت إليها، واتق شر الدولة الحليمة إذا غضبت، وأعلمه الرماية كل يوم... إلخ من أمثالنا الطويلة، لذلك كله لا يجب علينا كدولة سعودية أو دول خليجية أن يكون هدفنا استرضاء جميع الدول قريبها أو بعيدها، وعلينا استيعاب دروس الماضي جيدا، والتي ظهرت أثناء حرب الخليج واجتياح العراق للكويت، انقلبت علينا دول كنا نعدها في منزلة الروح، لنشاهد أسوأ مثال لنكران الجميل والحقد لمجرد الحقد، وكم من مساعدات ومعونات قدمت إلى دولهم دون أن يثمر ذلك شيئا، بل انقلبت وبالا وجحودا علينا، لدرجة أن أجيالهم الجديدة تنكر دعمنا وتحاول تشويه صورتنا بطرق عديدة، لذلك علينا أن نقتنع أن إرضاء الدول غاية لا تدرك!.