مثيرو الفتنة

الموقف السياسي

(وليعلم كل من تدخل في شؤون مصر الداخلية بأنهم بذلك يوقدون نار الفتنة ويؤيدون الإرهاب الذي يدعون محاربته آملا منهم أن يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان).. بهذا التحذير القوي والنصح المخلص من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجه كلمته إلى كل القوى والأحزاب والطوائف والدول العربية والإسلامية والدولية التي تسعى إلى إشعال فتيل الفتنة وإدخال مصر العروبة والإسلام في حالة من الفوضى العارمة وقتل الأبرياء من أبناء الشعب المصري الشقيق وتدمير العديد من المنشآت والممتلكات.
إن التجاوب مع الدعوات الصادقة للحكومة المصرية المتكررة للشروع في حوار مع كافة أطياف المجتمع المصري يمثل مدخلا إلى المصالحة الوطنية المنشودة وإرساء دعائم الديمقراطية التي يتطلع إليها الشعب المصري وليسهم في حقن دماء الأشقاء ويحفظ لمصر أمنها واستقرارها ووحدتها وسلامة أبنائها والنأي بها عن أي أعمال «إرهابية» والعمل على تطبيق خارطة الطريق في إطار البرنامج الزمني المحدد لها، التي تكفل تجاوز المرحلة الحرجة التي تعيشها مصر الشقيقة.
كثير من يشعر وللأسف بوجود أياد خفية ومعلنة، داخلية وخارجية، تسعى وراء تأجيج الفتنة وتوظفها لبث الفرقة بين المواطنين، ولإضعاف البنية الاجتماعية والتماسك الوطني وفي محاولة بائسة لقطع الحبل السري الرابط بين المواطن والدولة.
إن عملية شحن النفوس وتسميم الأفكار صناعة خبيثة سوداء هدفها إحداث الخراب والفرقة في هذا البلد الشقيق. وإن استمرار موقف بعض الدول وتصرفات مؤسساتها تجاه هذا الوضع وما تمارسه من ضغوط وتهديدات ومؤامرات يولد الإحساس الطاغي في تخريب العلاقة بين المواطنين بكافة أطيافهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم الحزبية والدينية ويزيد من الاحتقان ويوسع من دوائر الفتنة المدمرة.
ومن هنا يجب العودة إلى الرشد وتغليب المصلحة الإنسانية وسلامة الشعب المصري قبل أي مصلحة أخرى تحت قيادة الحكومة المؤقتة وبحماية مخلصة من قوى الجيش والشرطة المصرية الباسلة.