أخلاق الطبيب

خالد بن علي القرني

الطب يتجاوز وصفه مهنة أو عملا إلى كونه رسالة عظيمة وأمانة كبيرة شرف الله بها من يقومون بها ويؤدون واجبها، قال الإمام الشافعي ــ رحمه الله: «صنفان لا غنى للناس عنهما العلماء لأديانهم والأطباء لأبدانهم».
وللطب أخلاقيات هامة ينبغي الالتزام بها ضبطتها الشريعة الإسلامية، من أهمها إخلاص النية لله تعالى، قال الرسول ــ صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى»، كما ينبغي للطبيب المسلم أن يلتزم بالصدق والأمانة والنزاهة والتواضع واحترام الآخرين وحفظ الأسرار، كما ينبغي له التحلي بالصبر والحلم والعطف وضرورة الالتزام بالإنصاف والاعتدال والبعد عن صغائر الأمور وتوافهها.
وقد ظهر علينا في الزمان بعض من ينتمي لهذه المهنة أو الرسالة، ولكنه لا يدرك عظم قدرها وشرف مكانتها، فهو لا يؤدي واجبه المنوط به ورسالته السامية بأمانة وإخلاص وعلى الوجه المطلوب، ما قد يتسبب بالأذى البدني والنفسي للمرضى والمريضات، وهو تفريط واستهتار بصحة وحياة الناس، كما أن البعض قد لا يراعي الأخلاقيات المتعلقة بالسلوك والقيم خلال تعامله مع المرضى والمريضات، وهو بذلك مؤاخذ شرعا قبل الحساب والمساءلة الدنيوية، فليت بعض الأطباء يدركون حجم مسؤولية مهنتهم وقدرها وعظيم شرفها ليتصرفوا بما يليق بحجم مكانتها فيما يصدر منهم من أقوال أو أفعال أو تصرفات.
خاتمة:
(إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) سورة الأحزاب الآية 72
* أكاديمي سعودي

Alqarni1978@yahoo.com