ماجد .. وخربشاتهم..!!
الجمعة / 16 / شوال / 1434 هـ الجمعة 23 أغسطس 2013 19:47
أحمد صادق دياب
في البرازيل أسطورة اسمها بيليه.. رغم اعتزاله منذ أكثر من 35 عاما، وظهور أجيال جديدة، إلا أن البرازيل احتفظت به كماسة لا يمكن المساس بها أو مقارنتها بأي موهبة كروية أخرى.
وفي إنجلترا يرى الجميع أن بوبي شارلتون هو رمزهم الكروي الكبير.
وفي فرنسا ورغم ظهور جيل المبدعين من زيدان وتيجانا الذين جلبوا البطولات لفرنسا، إلا أن بلاتيني ظل رمزهم الكبير.
وفي الأرجنتين رغم ظهور ميسي، إلا أن الجميع يحفظ لماردونا مكانته التي لا ينازعه بها أحد.
وفي هولندا يحتفظ يوهان كرويف بمكانته الخاصة في قلوب الهولنديين على أنه أفضل من أنجبتهم الكرة الحديثة..
وفي ألمانيا لا ينازع أحد في أن القيصر بيكنباور هو أفضل لاعب في تاريخ ألمانيا..
وفي إيطاليا كذلك يحتفظ ريفا بمكانته غير العادية في قلوب الإيطاليين..
وفي روسيا لا زالوا حتى اليوم يؤكدون على أن العالم لم ينجب حارس مرمى أبدا في مستوى حارسهم الأسطورة ياشين.
وفي مصر لا يمكن أن يتعدى أحد على مكانة الخطيب.
وفي الكويت لا يضعون أحدا أبدا في مقارنة مع جاسم يعقوب..
ولدينا نجم يتفق الجميع على أنه تاج الموهوبين الذين أنجبتهم الكرة السعودية «ماجد عبدالله» ولكننا ومع الأسف نحاول دائما أن نضعه في مقارنة ظالمة مع غيره من الموهوبين.
صحيح أن الكرة لدينا «ولادة» وأفرزت نجوما كبار، ولكننا ظلمناهم وظلمنا كرتنا وتاريخنا الكروي وثقافة مجتمعنا، عندما نقارنهم مع ظاهرة لا تتكرر في الدول إلا مرة واحدة.
من حقك أن تختار نجمك الذي تفضله وتحبه، لكنك نادرا ما تجد من يجادلك في أن الغزال الأسمر ماجد عبدالله هو الجوهرة التي تزين عقد الكرة السعودية..
ماجد اليوم وبعد عقد ونيف من الزمان على اعتزاله لا يزال يشغل الأذهان ويملأ صفحات الإعلام، وكأنه ما زال في الملعب، ولكن بعضها مجرد «خربشات» تحاول النيل من قيمة هذا النجم الأوحد في عالم الكرة السعودية.
لنترك ماجد وحده كرمز لموهبة نفتخر بها، ونشجع الآخرين على الإبداع، والنجومية والتفوق، لكن لابد أن يكون لكرتنا رمز ثابت نشير إليه كمرجع في الموهبة والنجومية، ولا يمكن أن يكون هذا المرجع سوى الغزال الأسمر ماجد عبدالله.
ربما كثيرون من الجيل الجديد لم يروا ماجد على أرضية الملعب، وعلينا أن نغرس في أذهانهم قيمة أن تكون نجماً يحبك الجميع...
قلت لماجد ذات مرة... لماذا أحبك الناس حتى بعد الاعتزال؟
قال بابتسامة رضا كبيرة: لأني احترمتهم جداً عندما كنت لاعباً، فأحبوني بعد أن اعتزلت بنفس قدر احترامي لهم..
إنه التواضع مع الموهبة، هو ما يصنع الحب في كل الأوقات...