مشروع ثقافي لا مؤتمر أدباء

احمد عائل فقيهي

فيما يعقد مؤتمر السعوديين الرابع في المدينة المنورة والذي يحضره عدد كبير لا علاقة للكثير منهم بالأدب ولا حتى الثقافة وفيما تتناول فيه أوراق عمل تقرأ الشأن الادبي. يتساءل المتابع للشأن الادبي هل ثمة جدوى من هذا المؤتمر، ما القيمة التي سوف يضيفها هذا المؤتمر للحياة الأدبية السعودية وحجم المتغير الثقافي والفكري.
هذا السؤال يأتي في ظل تحولات كبرى مهمة ومفصلية يعيشها العالم العربي تتصل بما هو ثقافي وفكري واقتصادي وسياسي واجتماعي في عالم متحول ومتحرك وليس ثابتا.
فيما يطرح المؤتمر قضايا ساكنة ثابتة ولا جديد فيها وهي قضايا ادبية بحتة اشبعت بحثا وتم تناولها وتداولها كثيرا ولا جديد فيها، ومن عناوين الأوراق التي سوف تتم محاورتها ومناقشتها يبدو سقف الرؤية التي تحملها عناوين الاوراق.
ينبغي أن نخرج من الحالة الادبية الى الحالة الفكرية والثقافية الاكثر عمقا والاكثر اتجاها إلى طرح القضايا الكبرى والأسئلة المفصلية التي تتعلق بموقف الثقافة السعودية مما يحدث ويجري في العالم العربي، ورؤية المثقف السعودي عن راهن ومستقبل الوضع العربي، وكيف يمكن للمثقف السعودي أن يساهم في صياغة فكر تنويري حقيقي عبر مشروع ثقافي شامل في مواجهة ثقافة التكفير والفكر الطائفي والمذهبي.
إن مأزق الخطاب الثقافي السعودي انه لم يتحرر من اللغة الادبية ليدخل في فضاء الثقافة بمعناها الشامل والدخول في ما هو فكري وفلسفي وثقافي سياسي واقتصادي والفهم العميق لمعنى «ثقافة».
لقد تم الخلط بين الأديب والمثقف والاعلامي والمفكر واصبح الصحفي هو الذي يتقدم مؤتمرات الادباء والكاتب الاجتماعي اصبح مثقفا.
من هو الاديب
من هو المثقف
من هو المفكر
من هو الفيلسوف
لقد اضاء المفكر الفلسطيني / الامريكي/ أدوارد سعيد في كتابة «صور المثقف» معنى المثقف ودوره وما ينبغي أن يقوم به، وعلينا أن نرتهن الى معنى الثقافة وماهية المثقف ودوره خروجا من دائرة الادب الضيقة جدا.
ذلك أن مفهوم المثقف والمفكر اكثر تجاوزا وتقدما من مفهوم الاديب.
لتكن مؤتمراتنا ثقافية وفكرية وفلسفية تناقش القضايا الكبرى وقضية الانسان، وفي جعل السياسي يتداخل مع الثقافي والفكري بحثا عن العمق والأسئلة الحارقة في الحياة العربية.