جدة التاريخية

سامي خميّس


كثرت الآراء والاقترحات لتطوير جدة التاريخية بشكل عملي، واقعي، بعيدا عن العاطفة والتنظير والخيال، الأخ الأستاذ محمد عمر العامودي في أحد أحاديث أربعائه اقترح وهو يشعر بمرارة بعد آخر زيارة له كعادة رمضانية تعود عليها معظمنا في العشر الأواخر من كل رمضان نسترجع فيها ذكريات عشرات السنين.
يقول الأستاذ العمودي : (الناس في جدة يذهبون إلى المنطقة القديمة في ليالي رمضان وأيام العيد، ويستعيدون ذكريات الماضي القريب، يوم كانت هذه الرقعة من الأرض، هي جدة، بحضارتها، وتاريخها، وعائلاتها، ومكوناتها، ومجدها، ومنذ أن هجرها قومها وهي تزداد سوءا يوما عن يوم.. لا يختلف إليها أحد إلا ويعود غاضبا، حتى البلدية تبرأت من تنظيفها، ويقال إن «اليونسكو» تتألم لواقعها ، وهي الآن مأوى للمتخلفين، والعابثين، تسير في أزقتها فلا ترى إلا عالما مختلفا..
يستطرد قائلا : .. يحاول بعض العاشقين للتاريخ ترميم بعض الدور.. منهم بحسن نية، قدم صورة مشوهة للعمارة القديمة. وهناك شبه إجماع بين الذين يتحدثون في المجالس عن مأساة هذه المنطقة، بعدم جدوى الحلول الكيفية..
المسألة تحتاج إلى قرار شجاع.. لأجل الاحتفاظ بما يمكن أن يحتفظ به، وإزالة الباقي، لتقام على هذه الرقعة الفسيحة مدينة تجمع بين الماضي والحاضر.. تخطيط شامل.. فتح شوارع.. إقامة مبان.. مصاهرة بين القديم والجديد، كما فعل رفيق الحريري في بيروته.
الأخ الأستاذ عبد الله أبو السمح وفي ذات مناكفة بيننا عن جدة التاريخية له نفس رأي الأستاذ العمودي، كذلك أخي د. عبد الله مناع له رأي مشابه بحصر بيوت جدة الجميلة ذات التاريخ والطراز العمراني الفريد وتجديدها وإنشاء ساحات حولها وتحويلها من الداخل إلى مطاعم وفنادق صغيرة خصوصا أن جدة التاريخية منطقة جذب استثماري وهي في حالتها الكئيبة والمتردية الآن .. إن ما اقترحه الإخوة الأساتذة جعلني أميل لرؤاهم العملية القريبة للواقع خصوصا أن الأمانة وبلدية جدة التاريخية يمارسون منتهى عدم إحساسهم بمسؤوليتهم تجاه مدينة بكل هذا التراث والعراقة.



sami@khumaiyes.com