الملا .. سليل أسرة شَرُفَتْ بالأذان 200 عام
ترعرع بجوار المسجد الحرام وبدأ الكتابة بـ«البوص»
السبت / 24 / شوال / 1434 هـ السبت 31 أغسطس 2013 04:26
سلمان السلمي (مكة المكرمة)
ولد في سوق الليل بجوار المسجد الحرام من أسرة مكية تمتهن صياغة الذهب والفضة، ونالت شرف الأذان بالمسجد الحرام بالتوارث لأكثر من مئتي سنة، فوالده وأجداده كلهم مؤذنون في المسجد الحرام فتأثر بهم فنال هذا العمل الشريف.
إنه كبير مؤذني المسجد الحرام.. علي ملا صاحب الصوت الندي الذي يسحر الألباب، ويأخذها إلى عالم آخر، وعلى صدى أذانه الشجي الذي يصدح من منارات الحرم المكي وتردد جبال مكة وأوديتها معه الأذان.. غطى أذانه الآفاق، فبه أعلن افتتاح مساجد في أوروبا وأمريكا.
ترعرع الشيخ الملا في سوق الليل بمكة المكرمة (أحد الأحياء الملاصقة للمسجد الحرام) ما أدى إلى شدة التعلق بالحرم المكي، درس الابتدائية في مدرسة الرحمانية وهي أقرب مدرسة للحرم، وقد مضى على إنشائها الآن قرابة مائة عام، وقد كانت في بداياتها عبارة عن بيت يشرف عليه معلمون أو معلمات من أهل مكة. وقبل دخوله المدرسة التحق الشيخ الملا بالكتاتيب في المسجد الحرام، حيث درس في حلقة الشيخ عاشور الذي كان يقوم بتحفيظهم القرآن الكريم وتعليمهم الخط والحساب والحروف الهجائية، فلما دخل المدرسة كان يجيد القراءة والكتابة والحساب، وما زال الملا يتذكر الهدية التي أعطيت له عندما تفوق عند الشيخ عاشور وهي عبارة عن قلم رصاص (مرسمة) ومعه حلاوة.
ويضيف «كنا نكتب على الألواح بقلم البوص، ومن هنا تعلقت بالفن والخط الجميل والرسم، وقد ساهم ذلك في توجهي في مستقبلي إلى تعلم التربية الفنية».
وأفاد الملا «والدي كان مؤذنا وكذلك جدي، وهذا مصدر شرف واعتزاز لي.. لذلك كان المناخ مهيئا لي، فالبيئة التي نشأت فيها ساعدتني على الدخول في هذا المجال الشريف، إضافة إلى رغبتي وهوايتي الموجودة، فصعدت منارة (باب المحكمة) بالحرم مؤذنا، وأنا ابن أربعة عشر ربيعا. وكان لكل عائلة منارة خاصة بها، وكانت منارة (باب المحكمة) تخصنا. وفي تلك الفترة كانت عملية تنظيم الأذان داخل الحرم ملقاة على عائلة تدعى (بيت نائب الحرم)، فهي المسؤولة بتكليف رسمي من وزارة الأوقاف عن المؤذنين في الحرم.
وأضاف الملا بقوله «إنه بعد أن أكمل المرحلة الابتدائية في الرحمانية، انتقلت دراستنا بعد هدم مدرسة الرحمانية لدراسة المرحلة المتوسطة في سوق المعلاة، وقضيت سنة ثم انتقلت إلى مدينة جدة، حيث درست في مدارس الثغر النموذجية، وأذكر من زملاء الدراسة الشيخ محمد فدا وحسان زبيدي وأولاد جمال والقستي وغيرهم مما لاتحضرني أسماءهم الآن. ولما افتتح معهد التربية الفنية في الرياض كانت لدي هواية في الرسم، انتقلت للرياض وهناك درست التربية الفنية في المعهد من رسم وأشغال يدوية وخلافه واستمرت دراستي أربع سنوات، ولما تخرجت رشحت لأكون وكيلا للمعهد وكنت أرغب العودة إلى مكة المكرمة لكي أكون مؤذنا للحرم، وأذكر أنه أقيم احتفال فأذنت فيه للصلاة ولما سمعني الشيخ حسن آل الشيخ أعجب بصوتي وشرحت له الأمر فساعدني في العودة إلى مكة.
وعن الهوايات، قال الملا «أنا أهوى (الكشافة) حيث كنت المسؤول عنها في المدرسة، ولدي دورات كثيرة في الكشافة، كما أنني أهوى جمع الطوابع منذ صغري ولدي ألبومات مليئة بالطوابع المختلفة بالإضافة إلى جمع النقود القديمة ولدي في منزلي متحف مصغر. وكشف الملا عن أنه كانت لدية مشاركات ومساهمات في افتتاح بعض المراكز الإسلامية في الخارج، وأول مساهمة كانت في فنزويلا في مدينة (كاراكاس)، وكان ذلك في افتتاح مسجد الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله، إضافة إلى مشاركتي في دعوات أخرى في أمريكا وأوروبا، كان آخرها في جبل طارق بإسبانيا، وأكثر هذه الزيارات كانت بدعوات من مراكز إسلامية. ومن المواقف التي لا يزال يتذكرها قال «أذكر أنني ذات يوم، وفي وقت الفجر بالتحديد، خرجت من البيت متأخرا، وكنت مسرعا لأدرك وقت الأذان، وفوجئت بدورية للمرور عند إحدى الإشارات فاستوقفتني، وسألني الشرطي عن سبب سرعتي، فقلت له: إن لدي عملا، فطلب مني الأوراق الثبوتية، ولم يكن يعرفني، فكاد أن يحرر لي مخالفة ويؤخرني عن الموعد، لولا أني تداركت الوضع وقلت له: إنني مستعجل وعندي أذان في الحرم، فقال لي: «إذن الأذان يشفع لك».
إنه كبير مؤذني المسجد الحرام.. علي ملا صاحب الصوت الندي الذي يسحر الألباب، ويأخذها إلى عالم آخر، وعلى صدى أذانه الشجي الذي يصدح من منارات الحرم المكي وتردد جبال مكة وأوديتها معه الأذان.. غطى أذانه الآفاق، فبه أعلن افتتاح مساجد في أوروبا وأمريكا.
ترعرع الشيخ الملا في سوق الليل بمكة المكرمة (أحد الأحياء الملاصقة للمسجد الحرام) ما أدى إلى شدة التعلق بالحرم المكي، درس الابتدائية في مدرسة الرحمانية وهي أقرب مدرسة للحرم، وقد مضى على إنشائها الآن قرابة مائة عام، وقد كانت في بداياتها عبارة عن بيت يشرف عليه معلمون أو معلمات من أهل مكة. وقبل دخوله المدرسة التحق الشيخ الملا بالكتاتيب في المسجد الحرام، حيث درس في حلقة الشيخ عاشور الذي كان يقوم بتحفيظهم القرآن الكريم وتعليمهم الخط والحساب والحروف الهجائية، فلما دخل المدرسة كان يجيد القراءة والكتابة والحساب، وما زال الملا يتذكر الهدية التي أعطيت له عندما تفوق عند الشيخ عاشور وهي عبارة عن قلم رصاص (مرسمة) ومعه حلاوة.
ويضيف «كنا نكتب على الألواح بقلم البوص، ومن هنا تعلقت بالفن والخط الجميل والرسم، وقد ساهم ذلك في توجهي في مستقبلي إلى تعلم التربية الفنية».
وأفاد الملا «والدي كان مؤذنا وكذلك جدي، وهذا مصدر شرف واعتزاز لي.. لذلك كان المناخ مهيئا لي، فالبيئة التي نشأت فيها ساعدتني على الدخول في هذا المجال الشريف، إضافة إلى رغبتي وهوايتي الموجودة، فصعدت منارة (باب المحكمة) بالحرم مؤذنا، وأنا ابن أربعة عشر ربيعا. وكان لكل عائلة منارة خاصة بها، وكانت منارة (باب المحكمة) تخصنا. وفي تلك الفترة كانت عملية تنظيم الأذان داخل الحرم ملقاة على عائلة تدعى (بيت نائب الحرم)، فهي المسؤولة بتكليف رسمي من وزارة الأوقاف عن المؤذنين في الحرم.
وأضاف الملا بقوله «إنه بعد أن أكمل المرحلة الابتدائية في الرحمانية، انتقلت دراستنا بعد هدم مدرسة الرحمانية لدراسة المرحلة المتوسطة في سوق المعلاة، وقضيت سنة ثم انتقلت إلى مدينة جدة، حيث درست في مدارس الثغر النموذجية، وأذكر من زملاء الدراسة الشيخ محمد فدا وحسان زبيدي وأولاد جمال والقستي وغيرهم مما لاتحضرني أسماءهم الآن. ولما افتتح معهد التربية الفنية في الرياض كانت لدي هواية في الرسم، انتقلت للرياض وهناك درست التربية الفنية في المعهد من رسم وأشغال يدوية وخلافه واستمرت دراستي أربع سنوات، ولما تخرجت رشحت لأكون وكيلا للمعهد وكنت أرغب العودة إلى مكة المكرمة لكي أكون مؤذنا للحرم، وأذكر أنه أقيم احتفال فأذنت فيه للصلاة ولما سمعني الشيخ حسن آل الشيخ أعجب بصوتي وشرحت له الأمر فساعدني في العودة إلى مكة.
وعن الهوايات، قال الملا «أنا أهوى (الكشافة) حيث كنت المسؤول عنها في المدرسة، ولدي دورات كثيرة في الكشافة، كما أنني أهوى جمع الطوابع منذ صغري ولدي ألبومات مليئة بالطوابع المختلفة بالإضافة إلى جمع النقود القديمة ولدي في منزلي متحف مصغر. وكشف الملا عن أنه كانت لدية مشاركات ومساهمات في افتتاح بعض المراكز الإسلامية في الخارج، وأول مساهمة كانت في فنزويلا في مدينة (كاراكاس)، وكان ذلك في افتتاح مسجد الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله، إضافة إلى مشاركتي في دعوات أخرى في أمريكا وأوروبا، كان آخرها في جبل طارق بإسبانيا، وأكثر هذه الزيارات كانت بدعوات من مراكز إسلامية. ومن المواقف التي لا يزال يتذكرها قال «أذكر أنني ذات يوم، وفي وقت الفجر بالتحديد، خرجت من البيت متأخرا، وكنت مسرعا لأدرك وقت الأذان، وفوجئت بدورية للمرور عند إحدى الإشارات فاستوقفتني، وسألني الشرطي عن سبب سرعتي، فقلت له: إن لدي عملا، فطلب مني الأوراق الثبوتية، ولم يكن يعرفني، فكاد أن يحرر لي مخالفة ويؤخرني عن الموعد، لولا أني تداركت الوضع وقلت له: إنني مستعجل وعندي أذان في الحرم، فقال لي: «إذن الأذان يشفع لك».