هل ننتظر الكارثة

عبدالله يوسف بكر

لدينا خلل في تنفيذ المباني وقصور كبير من قبل المقاولين والمشرفين والملاك في أداء مهامهم والالتزام بشروط ومواصفات وأخلاقيات المهنة.
ومنذ بدء الطفرة في التسعينات الهجرية ارتفع معدل البناء للفلل والعمائر في جدة كما هو في باقي المدن بدرجة غير طبيعية، وعمل في هذا المجال من لا يفقه فيه، كما أدت الرغبة في الثراء السريع إلى ارتكاب الكثير من المخالفات الفنية والهندسية والإدارية. ومن صور الغش والتلاعب تخفيض كمية الأسمنت والحديد وعدم رش الخرسانات الفترة الكافية.
وهناك من لا يهتم بعمل فحص للتأكد من جهد التربة والتي قد تختلف من منطقة لأخرى، حيث إن المصمم يستند إلى ذلك قبل بدء التصميم.
أما الإشراف فقد وصل في كثير من الأحيان إلى أنه مجرد توقيع على ورقة لكي تكتمل المتطلبات بينما المشرف في واد والمشروع في واد آخر.
كذلك فقد انخفض مستوى الرقابة من الجهة الرسمية بدرجة كبيرة نتيجة لكثرة المشاريع أو لفساد البعض.
ونتيجة لما سبق فقد ظهر الكثير من التشققات والهبوط والعيوب الهندسية الأخرى في كثير من المباني بعد انتهائها أو بعد سنوات قليلة من الاستخدام مما ينذر بنتائج مأساوية لا قدر الله.
وحيث إن منطقة البحر الأحمر كما هو معروف جيولوجيا مؤهلة لتحدث بها زلازل، فأخشى في حال حدوث ذلك من كوارث فتهوي كثير من المباني، نسأل الله الحماية.
وعلينا أن نحذر ونطلب من جميع الأطراف إيقاف هذا الخلل والعمل بموجب أصول المهنة الفنية الهندسية والأخلاقية حفاظا على الأرواح والممتلكات.