فتن الثورات والخروج على الولاة
الثلاثاء / 27 / شوال / 1434 هـ الثلاثاء 03 سبتمبر 2013 20:17
ناصر مهنا اليحيوي
قال ابن تيمية رحمه الله: (وكل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم ما تولد من الخير) وقال ابن القيم رحمه الله: (إن الإنكار على الملوك الولاة بالخروج عليهم فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر) وقد تواترت النصوص في تقرير ذلك وذكر العديد من الأحاديث التي توجب السمع والطاعة للولاة حتى ولو جاروا ولزوم الجماعة ونبذ الفرقة وترك القتال في الفتنة.. ولا شك أن ما يساعد على إسعاد الناس وراحتهم ورضاهم عن ولاتهم هو إقامة العدل بين الناس تنفيذا لقول الله عز وجل: (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) وقال تعالى: (يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب) وهذا يدل على أهمية الحكم بالحق والعدل بين الناس والتحذير من الجور ووعدت فاعله بالعذاب الشديد.. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من راعٍ يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لها، إلا حرَّم الله عليه رائحة الجنة) وإذا حصل الظلم من قبل الولاة فلا ينبغي للرعية الغش أو الظلم مثلهم فإنهم قد أمروا بالصبر على الولاة والسمع والطاعة لهم في غير معصية الله، وقد حصلت الفتنة بعد أن قام الخارجون على الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ولهذا حصلت الفتنة (الجمل) و(صفين) ثم وقعت (الحرة) و(كربلاء) ثم في استحلال القتال في المسجد الحرام وضرب الكعبة (بالمنجنيق) وبعدها توالت الفتن والمصائب. وأخيرا، علينا أن نتذكر قول رسول الله عليه الصلاة والسلام: (من كره من أميره شيئا فليصبر) متفق عليه. ولنا فيما يحدث من حولنا في دول الربيع العربي عبر ودروس بعد أن أوصلتهم الفتن إلى ما وصلوا إليه من تفكك وضياع وفوضى وتدهور اقتصادي وغلب صوت الرصاص على صوت العقل. وعلى الشعوب طاعة ولي أمرها ما لم يأمر بمعصية.. حتى لا تكون هناك فتنة وشر لا يمكن الخروج منه بعد أن أثبتت تلك الفتن والخروج على الولاة ضررها على العباد والبلاد وأنها لم تأت بخير بل زادت الأمر سوءا والعباد بلاء والبلاد خرابا.. ولندعو الله أن يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يؤيد بالحق إمامنا وأن يدله على الخير وأن يرزقه البطانة الصالحة التي تدل على الخير، إنه على كل شيء قدير.