الاستفهام في أحوال الطعام «1»
الأربعاء / 05 / ذو القعدة / 1434 هـ الأربعاء 11 سبتمبر 2013 19:44
اعتدال عطيوي
طفت ظاهرة الأطعمة الفاسدة في السنوات الأخيرة على السطح بشدة، فلا يخلو يوم من أخبار تبعث على الرعب والاشمئزاز وتحفز الهلع على الصحة، حتى أصبح عند البعض وسواس،
وأطن أن لهم كل الحق في ذلك، فلم يترك فساد الأطعمة المكتشف مكانا كبيرا أو صغيرا مشهورا أو مغمورا إلا وتجد له فيه متسعا وبراحا لهذه الظاهرة، إلا أن استمراريتها وتتابعها هو الأمر المحير فعلا، خصوصا إذا وضعنا في الاعتبار أن نسبة كبيرة من الأمراض المنقولة تعود إلى فساد الطعام، وبخاصة في الأجواء الحارة، خصوصا عند ضعاف الصحة كالأطفال والمسنين ــ كما أوردت المنظمات الصحية، وكلنا يعرف ذلك.
إن اكتشاف فساد الأغذية ليس بالمعضلة كما يبدو للوهلة الأولى، فالتغيرات في ظواهره الخارجية كفيلة برفضه من المستهلك، ولكن إذا أضيفت إليه محسنات الطعام من كل الأصناف الصحي وغير الصحي وهي كفيلة بإخفاء تغير القوام واللون والنكهة وتحويلها إلى شهية بل ومغرية، ولو قدمت فلا يكتشفها حتى المتخصصون مما يجعل كل معطوب ونطيحة وما أكل عليه الدهر طعاما شهيا مقدما في أطباق أو أوراق ملونة تجذب الحواس جميعا، وأكبر دليل على ذلك تخصيص أماكن للمعطوب من الفواكه والخضروات في كل متجر وسوبرماركت كبير المفروض أن تعدم لا تعرض لتتحول إلى وجبة شهية لي ولك، وإليكم تجربة صغيرة تذوقوا طعاما جاهزا بعد أن يبرد واستبعد تماما أن تأكلوه.
إن للطعام اشتراطات صحية كثيرة جدا على رأسها سلامته وطريقة طهيه وتخزينه ونظافة المكان والعاملين على ذلك وحصولهم على الكروت الصحية اللازمة، فكم مطعم وفندق وكافيه يتحقق لديه ذلك سؤال يحتاج لإجابة لا تتجمل بل تصف الواقع لأنه أولى خطوات العلاج،
هذا في المدن، فما بالك بالقرى واستراحات الطرق حيث تتدني كل النسب بشكل ظاهر حتى للعيان.
إن لدينا لائحة عظيمة ورائعة ومنظمة لكل منافذ تقديم الغذاء كالمطاعم والمطابخ والمقاصف المدرسية وأنصح الكل بقراءتها، وهي تتحدث عن كل التفاصيل والشروط المنظمة لعمل المنافذ الغذائية بإسهاب، مثل شكل المكان وتجهيزاته الفنية والصحية ونظافة الطعام وضبط الوضع الصحي للعاملين وأساليب تحضير الطعام وفق إجراءات سليمة تضمن عدم تلوثه، إلا أننا ــ وبنظرة سريعة وعين منصفة ــ نجد أن معظمها غير متحقق، خاصة فيما يختص بسلامة الغذاء وأساليب العاملين، فكم من العاملين يرتدي قفازات لدى تحضير الطعام، وكم ممن يطبخون الأرز والدجاج، وهي الوجبة المفضلة الأولى لدي جمهورنا يحملون شهادات صحية ويلتزمون بزي واحد ويحرصون على نظافة مظهرهم إن وجدت مثل هؤلاء في ألاماكن الفخمة فأخبروني؛ لأنني إذا طلبت من أحدهم أن يستخدم قفازا في تعبئة الخبز أو غيره وفي كبرى السوبرماركتات امتعض بشدة وظهر عليه الحنق ونظر الجمهور إلي وكأني آتيه من المريخ.
أقررنا بوجود اللوائح، ولكن التراخي في تطبيقها وسن قوانين صارمة لذلك أسوأ من عدم وجودها، وهذا سؤال آخر.. وللحديث بقية تحملوني.
وأطن أن لهم كل الحق في ذلك، فلم يترك فساد الأطعمة المكتشف مكانا كبيرا أو صغيرا مشهورا أو مغمورا إلا وتجد له فيه متسعا وبراحا لهذه الظاهرة، إلا أن استمراريتها وتتابعها هو الأمر المحير فعلا، خصوصا إذا وضعنا في الاعتبار أن نسبة كبيرة من الأمراض المنقولة تعود إلى فساد الطعام، وبخاصة في الأجواء الحارة، خصوصا عند ضعاف الصحة كالأطفال والمسنين ــ كما أوردت المنظمات الصحية، وكلنا يعرف ذلك.
إن اكتشاف فساد الأغذية ليس بالمعضلة كما يبدو للوهلة الأولى، فالتغيرات في ظواهره الخارجية كفيلة برفضه من المستهلك، ولكن إذا أضيفت إليه محسنات الطعام من كل الأصناف الصحي وغير الصحي وهي كفيلة بإخفاء تغير القوام واللون والنكهة وتحويلها إلى شهية بل ومغرية، ولو قدمت فلا يكتشفها حتى المتخصصون مما يجعل كل معطوب ونطيحة وما أكل عليه الدهر طعاما شهيا مقدما في أطباق أو أوراق ملونة تجذب الحواس جميعا، وأكبر دليل على ذلك تخصيص أماكن للمعطوب من الفواكه والخضروات في كل متجر وسوبرماركت كبير المفروض أن تعدم لا تعرض لتتحول إلى وجبة شهية لي ولك، وإليكم تجربة صغيرة تذوقوا طعاما جاهزا بعد أن يبرد واستبعد تماما أن تأكلوه.
إن للطعام اشتراطات صحية كثيرة جدا على رأسها سلامته وطريقة طهيه وتخزينه ونظافة المكان والعاملين على ذلك وحصولهم على الكروت الصحية اللازمة، فكم مطعم وفندق وكافيه يتحقق لديه ذلك سؤال يحتاج لإجابة لا تتجمل بل تصف الواقع لأنه أولى خطوات العلاج،
هذا في المدن، فما بالك بالقرى واستراحات الطرق حيث تتدني كل النسب بشكل ظاهر حتى للعيان.
إن لدينا لائحة عظيمة ورائعة ومنظمة لكل منافذ تقديم الغذاء كالمطاعم والمطابخ والمقاصف المدرسية وأنصح الكل بقراءتها، وهي تتحدث عن كل التفاصيل والشروط المنظمة لعمل المنافذ الغذائية بإسهاب، مثل شكل المكان وتجهيزاته الفنية والصحية ونظافة الطعام وضبط الوضع الصحي للعاملين وأساليب تحضير الطعام وفق إجراءات سليمة تضمن عدم تلوثه، إلا أننا ــ وبنظرة سريعة وعين منصفة ــ نجد أن معظمها غير متحقق، خاصة فيما يختص بسلامة الغذاء وأساليب العاملين، فكم من العاملين يرتدي قفازات لدى تحضير الطعام، وكم ممن يطبخون الأرز والدجاج، وهي الوجبة المفضلة الأولى لدي جمهورنا يحملون شهادات صحية ويلتزمون بزي واحد ويحرصون على نظافة مظهرهم إن وجدت مثل هؤلاء في ألاماكن الفخمة فأخبروني؛ لأنني إذا طلبت من أحدهم أن يستخدم قفازا في تعبئة الخبز أو غيره وفي كبرى السوبرماركتات امتعض بشدة وظهر عليه الحنق ونظر الجمهور إلي وكأني آتيه من المريخ.
أقررنا بوجود اللوائح، ولكن التراخي في تطبيقها وسن قوانين صارمة لذلك أسوأ من عدم وجودها، وهذا سؤال آخر.. وللحديث بقية تحملوني.