باختصار .. إنهم نادرون

محمد المصباحي

** نسمع عن عباقرة لا يحملون شهادات علمية، حققوا على مستوى العالم ما لم يفعله أهل الجامعات والكليات، فجنوا الملايين والشهرة والثراء في وقت بسيط، وبات يضرب المثل بحذاقتهم وعقولهم.
** ونسمع الكثير يمتدحون تلك الفئة، وينسبون الفضل إلى عقولها، محتجين بأن التعليم الأكاديمي لا يجدي نفعا اليوم إذا لم يستخدم المرء عقله.. أو كما يقول البعض: (التعليم ما يؤكل عيش)..
** لا بد أن ندرك أن الناجحين بغير تعليم نادرون! ولا بد أن نتفهم أن ما وصلوا إليه ــ من وجهة نظري ــ جاء أحيانا بالمصادفة أو بالحظ، إذ المسألة أرزاق..
** وأؤكد على تحليلي.. حينما ننظر إلى الملايين ممن لا يحملون الشهادات! فإما أن يعيشوا على هامش الحياة.. أو يكتفوا بوظيفة بسيطة ــ ولا عيب.. ولم يحققوا إنجازا عالميا عظيما كقرنائهم النادرين.
** بالنظرة العامة إلى المجتمع حولنا.. نجد أن الناجحين، وإن لم يكونوا معروفين، هم المتعلمون، أي بحسب لغتنا العصرية هم أهل الشهادات.. ولا يصح إلا الصحيح.. وأما الناجحون من غير المتعلمين فلا يمثلون سوى عدد ضئيل ونادر..
** ولا أعني أن كل حاملي الشهادات يفقهون في تخصصاتهم.. لكنهم أفضل من غيرهم ممن اختصر على نفسه عناء الاجتهاد وبناء المستقبل..
** لا بد أن نتذكر قوله تعالى: (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا).. وإن لم يحقق لنا السعي والاجتهاد الهدف المأمول، وأن نعلم أن من الظلم تجاهل جهود المتعلمين، والأشد ظلما إنكار نجاحاتهم كونها لم تحلق في سماء العالم..
** يتشبث أصحاب العقول الضئيلة التي لم تجتهد بقصص الناجحين الذين حالفهم الحظ دون دراسة أو تضحية تذكر.. ويبني المنطقيون واقعهم بالتعلم ولو اعتمدوا على علم بسيط جنوه من ملخصات هنا وهناك.. بينما العظماء هم من يجمع بين الاجتهاد والعلم الحقيقي ويمزجونه بالسعي والمثابرة والكفاح وعدم اليأس.. علهم يكونون يوما من الفئة النادرة..
** باختصار: النجاح لمن بذل.. والناجحون الحقيقيون من غير أهل الشهادات نادرون!.