لا مفر !

منصور الطبيقي

قد تفر من ضربة عسكرية آنية تهدم ما تبقى لك من مواطن القوة والاستبداد والظلم، في ظل تراخي وتردد وتثاقل القوى العالمية العظمى التي يفترض بها أن تكون حامية لحقوق الإنسان والعدالة والسلم الدولي، وفي ظل ــ أيضا ــ وضوح لعبة المصالح والغايات والأهداف التي قزمت الأزمة السورية إلى مقتل 1400 شخص بالغاز الكيماوي، وتناست مقتل أكثر من مائة وعشرين ألف مواطن سوري بأبشع وسائل القتل، كالنحر والدفن للأحياء والاغتصاب حتى الموت وغيرها وتهجير واعتقال الملايين!.
قد تفر مؤقتا من العقاب والمحاسبة حتى مع تخليك عن شرفك العسكري الواهم الذي تباهيت به مرارا، وتباهى به من قبلك دهرا أنه السلاح الاستراتيجي الحامي للقطر والأمة العربية تجاه ما يحمله الأعداء من أسلحة دمار شامل، في سبيل بقائك على سدة الحكم لتستلذ وتستمتع بقتل وتعذيب أكبر قدر من أبناء بلدك وتنفيذ ما يأمرك به أسيادك من مخططات تستهدف أمن ووحدة الأمة العربية.
ولكن أوكد لك أنك لن تفر من صور ومشاهد القتل والرعب للأطفال والنساء والضعفاء الذين قتلتهم أيد جبانة بأمرك في الغوطة ودرعا وحمص وحلب وفي كل شامنا الحبيبة، ستظل صورهم تطاردك في كل وقت وحيثما كنت، وحتما ستأتيك في نومك وستمنع عينيك لذة الرقاد!
وأوكد لك أنه لا مفر من أمر الله ونصره الذي وعد به المتقين وعباده المؤمنين، حتى وإن جاء بعد حين، ستبقى أكفنا مرفوعة إلى السماء نتضرع لله الواحد القهار مخلصين أن يهلك الطغاة والمفسدين، وأن يوفق جهود المخلصين، وأن يعم الأمن والسلام ديار سوريا، وأن يحمي وطننا العظيم وكافة ديار المسلمين من شر كل ذي شر.. إنه على كل شيء قدير.

tobagi@hotmail.com