سواعد

رندا الشيخ

رغم أنه يومٌ واحد، يحمل تاريخاً وعدداً محدداً من الساعات وسينتهي بانتهائها، إلا أن استثماره بشكل دوريّ ودائم سيفيد الوطن كثيراً، ولا يجب أن يكون هذا الحديث نظرياً بل عملياً!
أنا بالطبع أتحدث هنا عن اليوم الوطني الذي ارتدت فيه مدن المملكة ومواطنوها وساكنوها وزائروها اللون الأخضر للاحتفال به، كل على طريقته. لكني لا أعلم لماذا يُنسى أمر تعزيز قيمة هذا اليوم على المدى الطويل؟ فقيمته لا تنحصر في فعاليات الاحتفال به فقط، بل فيما بعد ذلك! وقطاعات المجتمع باختلاف أنواعها وتوجهاتها تتحمل جزءاً من المسؤولية التي أتحدث عنها، والتي ليس من المهم أن تأخذ شكلاً يثقل كاهلها. فشراء الأعلام الخضراء وأوراق الزينة وطلاء الأوجه والسيارات ليست هي فقط الطرق التي نعبر من خلالها عن حبنا للوطن، بل مجرد مظاهر مؤقتة تزول بغروب شمس ذلك اليوم، وهذا مجحف في حق هذه الأرض!
لماذا لا نرى مثلاً مبادرات من القطاع الخاص؟ كأن يتكفل ملاك المطاعم بإطعام عدد محدود من الأسر الفقيرة سنوياً، بدأً من هذا اليوم، كهدية لأبناء هذا الوطن؟ أو أن يتكفل ملاك المدارس برسوم تعليم عدد من الطلاب لمدة عام كامل؟ أو أن تقدم المستشفيات علاجاً مجانياً للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة تستلزم المراجعة الدورية لمتابعة حالاتهم وتغيير أدويتهم؟ أو أن تقيم المؤسسات الثقافية مسابقات لذوي المواهب يكون الفائز الأول فيها من قدم عملاً مؤثراً ومفيداً للوطن خلال عام كامل؟ وماذا عن أمانات المناطق؟ لماذا لا تتبنى مشاريع تدمج فيها الشباب لتزيين الطرق والحدائق العامة؟ ألا تتفق معي عزيزي القارئ؟ ربما..! تخيل معي الآن لو أن كل فرد يعيش على هذا الثرى ابتكر فكرة أو قدم اقتراحاً لمشروعٍ سنويٍ يتعلق بهذا اليوم، ألن تحلق كل السواعد بحب لتساهم في عجلة التنمية؟ أترك لك الإجابة على هذا التساؤل، وأنتظر يوماً أرى فيه كل سواعد الوطن تزرع آمالاً وتحصد غداً أجمل! كل عام وأنتم للوطن سواعد.

Randa_AlSheikh@