الرقابة الأسرية

خالد بن علي القرني

لا يخلو منزل الآن في مجتمعنا إلا ويوجد به الكثير من وسائل التقنية الحديثة التي شغف بها الناس والتهمت أوقاتهم التي تهدر بالساعات بشكل أصبح يشكل ظاهرة خطيرة، وإذا كان الكبار والآباء والأمهات ومن أدركوا النضج في فكرهم وتصرفهم قادرين على ضبط الوقت بشكل إيجابي وصحيح، فإن كثيرا من الشباب والفتيات من سن صغيرة وامتدادا لسن المراهقة وبدء مرحلة الشباب لديهم مشكلة في ضبط ما ينفقونه من وقت كثير أمام بعض وسائل التقنية الحديثة كالإنترنت ــ على سبيل المثال، ومعلوم أن تقنية الشبكة العنكبوتية أصبحت من الضروريات في حياتنا، ولها فائدة كبيرة جدا إذا تم استخدامها بالشكل الصحيح الإيجابي الذي يعود علينا بالفائدة والخير والإنجاز والتطوير، كما أنها أيضا تعد وسيلة خطيرة للغاية، إذ لم يعد خافيا أن هناك من يستخدمها بأسلوب خاطئ وسلبي وبشكل يندى له الجبين ولم تعد المشكلة منحصرة في الدخول إلى بعض المواقع اللا أخلاقية، بل تجاوزت ذلك إلى دخول البعض إلى مواقع وبرامج وإقامة علاقات وصداقات بين الجنسين غير مناسبة، البعض منها قد يتطور ويثمر نتائج سلبية وخيمة لا تحمد عقباها يدفع ثمنها شبابنا وفتياتنا في ظل غياب الأسرة ودورها الهام في متابعة الأبناء والفتيات، وفي دراسة حديثة كشفت نتائجها التي أجريت على شرائح عشوائية لبعض الشباب والفتيات بمجتمعنا ظهر أن أغلبهم ارتاد بعض هذه المواقع وتأثر وتضرر من سلبياتها الخطيرة، كما ظهر أن من أهم أسباب انسياقهم إلى مثل ذلك الفراغ ثم ضعف الرقابة والمتابعة الأسرية لهم، والحقيقة أن هذه المشكلة تحتاج إلى اهتمام من الأسر من البداية للمتابعة والرقابة المباشرة للأبناء والبنات من الصغر، مرورا ببدء مرحلة المراهقة ومراحلها بشكل غير مباشر آنذاك، وهي أمانة في أعناق الآباء والأمهات ورسالة يجب أن تؤدى على الوجه المطلوب، كما أن على بقية المؤسسات المجتمعية والتربوية المساهمة مع الأسرة في أداء واجبها المنوط بها ليخرج لنا جيل واعٍ متفهم سليم الفكر والرؤى والتوجهات قادر على المساهمة في نهضة بلاده والقيام بمسؤولياته الحياتية على الوجه المطلوب.
خاتمة
قال الشاعر:
إن الشباب والفراغ والجدة
مفسدة للمرء أي مفسدة
*أكاديمي سعودي