لصوص المجالس

ناصر مهنا اليحيوي

هم فئة قليلة من المجتمع لا هم لهم سوى حضور المجالس لالتقاط الكلام وإيصاله إلى من يهمهم أمرهم وللأسف الشديد فهم لا يلتقطون أو يسرقون الكلام الجميل الذي يقال عن أداء إنسان (ما) .. ولكن العكس.
وعلى سبيل المثال لا الحصر لو تم التطرق في المجالس (لمقالة) كتبها أحد الكتاب وتم تناولها بالنقد في المجلس فإن (لص المجلس) يستمع بإنصات لكل ما يقال وكل هدفه اصطياد سلبية واحدة قيلت لينقلها فوراً للكاتب ويضيف عليها الكثير مما لم يقل فقط ليحدث الوقيعة وقد يكون مكلفا بهذه المهمة لأنه معروف عنه عند المكلفين له بهذه المهمة أنه هو (الأنسب) وأنه لا يوجد شخص يقبل على نفسه أن يؤدي هذا (الدور) المهين سواه. مع العلم أن النقد لم يطل شخص (الكاتب) إنما ما كتبه!!! ولو ذكرت عنه إيجابيات فإنه لا ينقلها.
إن مثل هؤلاء اللصوص هم الذين ينطبق عليهم قول الحق تبارك وتعالى (ولا تطع كل حلاف مهين. هماز مشاء بنميم) سورة القلم (10/11) وما جاء في حديث أحمد (شرار عباد الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبراء العيب).
الشيء الرائع في هذا الشأن أنهم معروفون لدى الحاضرين وعادة (لصوص المجالس) لا يكتفون بمجلس واحد وإنما ينتقلون من مجلس إلى آخر لممارسة هذه الهواية غير السوية وهنالك ما يسمى (بلصوص الإدارات) فكل إدارة قـد تجد فيها من لا هـم لهم سـوى نقل الكـلام من (هذا) إلى (ذاك) كهواية يمارسها ومثل هؤلاء قد يستغلهم بعض (المديرين) الضعفاء والذين لا يثقون في أنفسهم وإمكانياتهم لينقلوا له ما يقال عنه لدى الموظفين وبالتالي يرتقي مسماه من (لص الإدارة) إلى (لص المدير)...
وهؤلاء اللصوص يملكون صفات تساعدهم على أداء مهمتهم بكل جدارة (كالفهلوة) و(الابتسامة الصفراء) و(سحب اللسان) و(صنع المواضيع) وهي أدواتهم للوصول إلى مبتغاهم (المشين) ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل وعلينا أن نحذرهم ونكشفهم.