ولو سئلت لماذا نساء عنـيزة ؟! لكان الجواب أنهن باسقات معطاءات متفانيات كنخيلها الممتد واحات خضر، تباشر القادم إليها بالمودة والترحاب، وفيض من كرم أهلها الذي تخبو معه الكلمات عاجزة عن وصف التجلي والبهاء على تلك السحنات التي لا تدع الأرض تحملك دون أن تباشر في المشاركة والبذل الذي لايماثـله شيء. جمع من المثـقـفات توافدن بدعوة كريمة من منسوبات مركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل الاجتماعي، لحضور فعاليات مهرجان عنيزة الثقافي الرابع وحفل افتتاح مركز الأميرة والذي يعد بحق أكاديمية رائعة للعمل التطوعي والفعل الثقافي النسائي داخل منطقة القصيم، بل لا أعتقد أن له مثيلا، ليس في التجهـيز والإمكانيات فحسب وإنما في شمول البرامج والخدمات التي تقدم للمـرأة والطفل في كافات المجالات، تعليمي وصحي وإرشادي، تقني حرفي، وغير ذلك يحتوي المركز على مرافق يستطـيع المجتمع النسائي الاستفادة منها في مناسبته الخاصة.
وعلى كل ما سمعنا عن جهد المرأة هناك إلا أن الواقـع يبهـرك أكثر وقد أذهلنا ونحن نتجول بين جمعياتها الخيريـة ومراكزها الاجتماعية العديدة وكيف ونشاط النساء فيها ما بين الأعمال الحرفية والأكلات الشعبية ومصانع الفحم والتغليف والتسويق كما شاهدنا في جمعيتي قطرة وحرفة وسواهما من جمعيات نسائية تستحق أن تكون مثالا رائدا لتوظيف قدرات المـرأة ومواهبها ونموذجا عاليا جدا في الأداء يصلح أن يكون خارطة توضيح للعمل الخيري النسائي..
في مجتمع عنيزة ترى تكافلا اجتماعيا فريدا وسباقا حثيثا بين أفراده لتقديم المساعدة وإظهار مدينتهم بمستوى راق والكل يتشارك في العمل غير أنك تجد للنساء هناك بصمة بارزة جدا بل وترى مثالا مشرفا للمرأة السعودية القوية بفكرها وجهدها، الراغبة في توعية مجتمعها والقضاء على مشكلاته ما استطاعت. وللأمانة فالنساء المبدعات هناك يذكرن بالفخر والعرفان جهـود الأميرة نورة حرم أمير منطقة القصيم لوقفتـها الجادة ودعمها للمشاريـع الاجتماعية لذلك هي عضوة فاعلة في الجمعيات والمجالس النسائية وحاضرة لجميع فعالياتها وهذا لمسناه من رعايتها لحفل افتتاح مركز الأميرة نورة وتلك الحميمة والتقارب بينها وبين الحاضرات من كافة الشرائح.