التهديد والوعيد
الاثنين / 08 / محرم / 1435 هـ الاثنين 11 نوفمبر 2013 19:44
عبدالله يحيى بخاري
بين حين وآخر نفاجأ ببعض الموظفين المسؤولين يطلقون تصريحات تشبه قذائف من التهديد والوعيد، موجهة إلى فئة من المواطنين أو المقيمين أو بعض العاملين في القطاع الخاص. بعض التعبيرات أو الكلمات المستخدمة في تلك التصريحات حقيقة تثير الدهشة والذعر أن تصدر من أحد المسؤولين، مهما صغرت مكانته في الجهاز الحكومي.
لاشك أنه من المرغوب فيه توعية عموم المواطنين بفحوى الأنظمة والقوانين والتعليمات الرسمية التي يجب الالتزام بها واحترامها، أو عن النتائج السيئة التي قد تعود على المجتمع عامة وعلى المخالف خاصة من عدم الالتزام بهذه القوانين والأنظمة. ومن الواجب أن يعلم المواطن أن هذه القوانين والأنظمة إنما وضعت لحمايته وحماية المجتمع، ومراعاة لمصالح المواطنين وتسهيل أمور معيشتهم اليومية، وأن هناك عقوبات نظامية سوف توقع على من يحاول كسر هذه القوانين والأنظمة أو الالتفاف حولها. ولكن هناك عدة طرق مختلفة لطرح هذه الأمور على العامة من المواطنين والمقيمين، وأسوأ هذه الطرق هي طريقة التهديد والوعيد، والتخويف والإنذار بالويل والثبور وعظائم الأمور.
لا أظن أن هذه الطريقة الفظة سوف تؤدي إلى أي نتائج إيجابية مرغوبة، بل ستكون نتائجها الحتمية سلبية تؤدي إلى ما قد لم نتوقعه أو نرغب فيه. هذا إلى جانب أن شكلها سيئ في نظر المواطن والمقيم على السواء، وتسيء إلى صورة الجهة الرسمية الصادرة منها خاصة، وإلى صورة المملكة عامة.
لقد تعلمنا في الصغر أن طاعة الوالدين لا تأتي بالتهديد والوعيد ومن الرهبة منهما أو الخوف من عقابهما، وإنما من منطلق الحب والاحترام المعطى لهما. كما يقال في الأمثال «إن أردت أن ينصت إليك الناس، فاهمس». أو يقال أيضاً «إمسك بعصا غليظة، وتحدث بنعومة».
الهدف الأول والرئيسي من القوانين والأنظمة والتعليمات، سواء السماوية منها أو الوضعية، هو القضاء على الجريمة والحد من المخالفات والأعمال المسيئة في حق الدولة والمجتمع، وليس الانتقام من مرتكبيها. ولذلك قبل التهديد والوعيد والتخويف، لابد من تسهيل الإجراءات النظامية، وتخفيف وطأتها على المواطنين، وتجنب المغالاة في اتباعها وتطبيقها، وإلغاء التعقيدات الروتينية والبيروقراطية، من منطلق «إن أردت أن تطاع فأمر بما هو مستطاع».
المعروف أن الذي يهدد ويتوعد هو شخص يفتقد إلى الحيلة والإبداع الخلاق والحكمة، وتنقصه الثقة بالنفس فيلجأ إلى وسائل التخويف والترهيب.
ولكن تحضرني قصة جحا في هذا المجال. فقد خرج جحا بعد صلاة الجمعة من الجامع فلم يجد حذاءه. هنا أخذ جحا يصرخ ويتوعد قائلاً، قسماً عظماً إن لم يظهر حذائي فوراً فسوف لن أتردد في اتخاذ نفس الإجراء الذي قام به شقيقي عندما سرق حذاؤه، وذنبكم على جنبكم. فخاف الناس وأجبروا سارق الحذاء علي إعادته إلى جحا. هنا هدأت نفسية حجا، فسأله الناس بفضول زائد، نرجوك يا جحا أن تقول لنا ماذا فعل شقيقك عندما سرق حذاؤه. فأجابهم جحا ببرود قائلا: عاد إلى منزله حافياً. ما أحكمك يا جحا..
لاشك أنه من المرغوب فيه توعية عموم المواطنين بفحوى الأنظمة والقوانين والتعليمات الرسمية التي يجب الالتزام بها واحترامها، أو عن النتائج السيئة التي قد تعود على المجتمع عامة وعلى المخالف خاصة من عدم الالتزام بهذه القوانين والأنظمة. ومن الواجب أن يعلم المواطن أن هذه القوانين والأنظمة إنما وضعت لحمايته وحماية المجتمع، ومراعاة لمصالح المواطنين وتسهيل أمور معيشتهم اليومية، وأن هناك عقوبات نظامية سوف توقع على من يحاول كسر هذه القوانين والأنظمة أو الالتفاف حولها. ولكن هناك عدة طرق مختلفة لطرح هذه الأمور على العامة من المواطنين والمقيمين، وأسوأ هذه الطرق هي طريقة التهديد والوعيد، والتخويف والإنذار بالويل والثبور وعظائم الأمور.
لا أظن أن هذه الطريقة الفظة سوف تؤدي إلى أي نتائج إيجابية مرغوبة، بل ستكون نتائجها الحتمية سلبية تؤدي إلى ما قد لم نتوقعه أو نرغب فيه. هذا إلى جانب أن شكلها سيئ في نظر المواطن والمقيم على السواء، وتسيء إلى صورة الجهة الرسمية الصادرة منها خاصة، وإلى صورة المملكة عامة.
لقد تعلمنا في الصغر أن طاعة الوالدين لا تأتي بالتهديد والوعيد ومن الرهبة منهما أو الخوف من عقابهما، وإنما من منطلق الحب والاحترام المعطى لهما. كما يقال في الأمثال «إن أردت أن ينصت إليك الناس، فاهمس». أو يقال أيضاً «إمسك بعصا غليظة، وتحدث بنعومة».
الهدف الأول والرئيسي من القوانين والأنظمة والتعليمات، سواء السماوية منها أو الوضعية، هو القضاء على الجريمة والحد من المخالفات والأعمال المسيئة في حق الدولة والمجتمع، وليس الانتقام من مرتكبيها. ولذلك قبل التهديد والوعيد والتخويف، لابد من تسهيل الإجراءات النظامية، وتخفيف وطأتها على المواطنين، وتجنب المغالاة في اتباعها وتطبيقها، وإلغاء التعقيدات الروتينية والبيروقراطية، من منطلق «إن أردت أن تطاع فأمر بما هو مستطاع».
المعروف أن الذي يهدد ويتوعد هو شخص يفتقد إلى الحيلة والإبداع الخلاق والحكمة، وتنقصه الثقة بالنفس فيلجأ إلى وسائل التخويف والترهيب.
ولكن تحضرني قصة جحا في هذا المجال. فقد خرج جحا بعد صلاة الجمعة من الجامع فلم يجد حذاءه. هنا أخذ جحا يصرخ ويتوعد قائلاً، قسماً عظماً إن لم يظهر حذائي فوراً فسوف لن أتردد في اتخاذ نفس الإجراء الذي قام به شقيقي عندما سرق حذاؤه، وذنبكم على جنبكم. فخاف الناس وأجبروا سارق الحذاء علي إعادته إلى جحا. هنا هدأت نفسية حجا، فسأله الناس بفضول زائد، نرجوك يا جحا أن تقول لنا ماذا فعل شقيقك عندما سرق حذاؤه. فأجابهم جحا ببرود قائلا: عاد إلى منزله حافياً. ما أحكمك يا جحا..