الفوضى غير الخلاقة
السبت / 13 / محرم / 1435 هـ السبت 16 نوفمبر 2013 21:46
سعود الجراد
بعيدا عن نظرية المؤامرة، والبحث عن مشجب لتعليق الأخطاء العربية عليه هنا وهناك، وفي الأخير ووضع كل تباطؤنا وتلكؤنا وتخلفنا على الخارج. هناك بعض الحقائق التي تؤكد أن كثيرا من الكوارث والحرائق في أغلب البلدان العربية كان ممكنا أن لا تحدث أبدا، أو أن حدثت ممكن أن تكون حدتها أخف.. ولكن مع هذا اليقين الكامل كان بإمكان الدول والأصدقاء منع حدوث بعض الكوارث السياسية بإسداء النصح الجاد، فمثلا كان بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية أن تمنع صدام حسين من غزو الكويت في 2/8/1990م، وتبين له الخطوط الحمراء، عن طريق السفيرة الأمريكية في بغداد آنذاك السيدة أبريل غلاسبي التي اعتبرت الخلاف والنزاع العراقي/ الكويتي شأنا عربيا ــ عربيا، والذي فهمه الدكتاتور آنذاك وهو في نشوة سكرة نصره على إيران وتهديده لإسرائيل أن هذا بمثابة الضوء الأخضر الذي سيجعله يلتهم الكعكة الكويتية كاملة، ليصبح شرطي الخليج الكبير بلا منازع.. وهو بغبائه السياسي خدم تلك الدول سياسيا واقتصاديا. وبعد سنوات، كان بإمكان الدكتاتور أن يتصالح مع جميع أبناء شعبه في الداخل والخارج وأن يوجد بعض الإصلاحات الحقيقية قبل سقوطه الأخير والمدوي. ولكن !
ونظرية (الفوضى الخلاقة) التي أبدعها المحافظون الجدد، ومن خلفهم معهد «أمريكا انتربرايز» ، ومن ثم تبنتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة «كوندوليزا رايس» في عهد رئاسة جورج بوش الابن والتي تعني حدوث فوضى في البدايات بعد تدمير وقلع النظم القديمة ثم الاستقرار، وبعيدا عن التدخل العسكري والأجنبي المباشرين بما يرضي أبناء شعوب دول (الفوضى الخلاقة) ويخدم مصالح تلك الدول العظمى.. ولكن هل نظم دول الربيع العربي التي وصلت إلى سدة الحكم تؤمن بتبادل السلطة وديمقراطية وأكثر مدنية من تلك النظم المخلوعة ؟! لاشك بأن هذه الفوضى التي تشهدها تلك الدول الآن لها أسبابها الحقيقية أهمها الاستبداد والفساد المالي والإداري، لحدوث تلك الزلازل في دول الربيع العربي، وكان بالإمكان عمل إصلاحات حقيقية متدرجة في أنظمة حكمها بدلا من الجمود السياسي والاقتصادي ومشي القهقرى الوطني.
في ظل هذه الفوضى التي أدت إلى ظهور التعصب الديني والطائفي والعمل الإرهابي الذي سيضر بالجميع، وفي النهاية سيخدم أصحاب تلك النظريات وحلفائهم في المنطقة، وسيجعلنا في حاجة ماسة لخدماتهم وبضائعهم إلى أبد الآبدين، ويجعلنا بعيدين جدا عن المشاركة في المتن الحضاري الإقليمي ولا أقول العالمي الذي نراه في دويلة بلا تاريخ كإسرائيل.
saudaljarad@hotmail.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 113 مسافة ثم الرسالة
ونظرية (الفوضى الخلاقة) التي أبدعها المحافظون الجدد، ومن خلفهم معهد «أمريكا انتربرايز» ، ومن ثم تبنتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة «كوندوليزا رايس» في عهد رئاسة جورج بوش الابن والتي تعني حدوث فوضى في البدايات بعد تدمير وقلع النظم القديمة ثم الاستقرار، وبعيدا عن التدخل العسكري والأجنبي المباشرين بما يرضي أبناء شعوب دول (الفوضى الخلاقة) ويخدم مصالح تلك الدول العظمى.. ولكن هل نظم دول الربيع العربي التي وصلت إلى سدة الحكم تؤمن بتبادل السلطة وديمقراطية وأكثر مدنية من تلك النظم المخلوعة ؟! لاشك بأن هذه الفوضى التي تشهدها تلك الدول الآن لها أسبابها الحقيقية أهمها الاستبداد والفساد المالي والإداري، لحدوث تلك الزلازل في دول الربيع العربي، وكان بالإمكان عمل إصلاحات حقيقية متدرجة في أنظمة حكمها بدلا من الجمود السياسي والاقتصادي ومشي القهقرى الوطني.
في ظل هذه الفوضى التي أدت إلى ظهور التعصب الديني والطائفي والعمل الإرهابي الذي سيضر بالجميع، وفي النهاية سيخدم أصحاب تلك النظريات وحلفائهم في المنطقة، وسيجعلنا في حاجة ماسة لخدماتهم وبضائعهم إلى أبد الآبدين، ويجعلنا بعيدين جدا عن المشاركة في المتن الحضاري الإقليمي ولا أقول العالمي الذي نراه في دويلة بلا تاريخ كإسرائيل.
saudaljarad@hotmail.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 113 مسافة ثم الرسالة