التطوير عملية مستدامة ونصف الوادي الصناعي قيد التنفيذ
ارتباطنا بالميناء يوصلنا لـ250 مليون مستهلك .. رئيس مدينة الملك عبدالله الاقتصادية لـ«عكاظ»:
الجمعة / 19 / محرم / 1435 هـ الجمعة 22 نوفمبر 2013 19:20
حاوره: فهيم الحامد (رابغ)
«ليس من رأى كمن سمع» مثل ينطبق على ما شاهدته في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ خلال جولتي بالمدينة الاقتصادية التي تحولت لورشة عمل متكاملة، في الطابق الثاني من مبنى هيئة المدن الاقتصادية الرئيسي يعتكف فهد بن عبدالمحسن الرشيد رئيس المدينة، مع فريق عمله لوضع الخطط والبرامج للمضي في تنفيذ مشروع المدينة الإستراتيجي والتي من المتوقع أن تحتضن بعد استكماله حوالى مليوني شخص وبحجم استثمارات يصل إلى 100 بليون دولار.
الرشيد تحدث مع «عكاظ» في أول حوار شامل في مكتبه المتواضع والذي يطل على واجهة البحر الأحمر حول رؤيته لمستقبل المدينة، حيث قال إن مشروع المدينة الاقتصادية ممتد وذو طبيعة مستدامة، ولا يمكن حصر تطويره خلال فترة زمنية محددة. وحول أهم الإنجازات التي تحققت أوضح الرشيد أن من أهم إنجازات المدينة انطلاق العمل الجزئي للمرحلة الأولى من ميناء الملك عبدالله الذي بدأ في أكتوبر بطاقة استيعابية 1.7 مليون حاوية نمطية في السنة الأولى والتي ستصل إلى 4 ملايين حاوية سنويا خلال ثلاثة أعوام. وعن المرحلة التي وصل إليها الوادي الصناعي قال الرشيد: «إننا نقوم الآن بتطوير أكثر من نصف الوادي الصناعي على مساحة تزيد عن 25 مليون متر مربع». وإلى نص الحوار:
• فلنبدا بالحدث الأبرز وهو تنيظم المدينة لمنتدى بعنوان «سيتي كويست».. ما هي أهدافه؟
- في الواقع أن منتدى «سيتي كويست - مدينة الملك عبدالله الاقتصادية» هو منبر عالمي غير ربحي يسعى للابتكار وتبادل الرؤى حول مستقبل المدن في مختلف أنحاء الكرة الأرضية، وهو أول حدث عالمي يعنى بمشاريع تطوير المدن الجديدة، وسيقام للمرة الأولى في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية يومي 25 و26 نوفمبر لعام 2013 تحت شعار «نماذج جديدة للتنمية الحضرية». وتتضمن أجندة الملتقى جلسات هامة ستناقش قضايا إستراتيجية في مجال تطوير المدن الجديدة العصرية.
• كيف وقع الاختيار على المدينة لتكون مقرا للملتقى؟
- في الحقيقة، يعتبر الملتقى الأول من نوعه بسبب تواجد مجموعة كبيرة من مطوري المدن الجديدة والمشاريع العملاقة المختلفة في كل من آسيا، وأوروبا، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى. وجاءت استضافة المدينة للملتقى باعتبارها إحدى أهم وأكبر المشاريع الاقتصادية المماثلة في العالم.
120 شخصاً يشاركون في منتدى المدن
• ما هي الترتيبات التي اتخذتها المدينة لإنجاحه؟
- ستتاح المشاركة في ملتقى «سيتي كويست» حصرياً لمجموعة مختارة تضم قرابة 150 شخصا من كبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال من جميع أنحاء العالم يمثلون 15 مدينة جديدة من كافة أنحاء العالم، الذين سيتبادلون الآراء والأفكار ويناقشون التحديات والمعوقات والفرص الممكنة، للوصول إلى أهم النتائج في هذا المجال.
ويجري العمل حاليا على قدم وساق، حيث قمنا بتخصيص فريق متكامل لتجهيز كافة الترتيبات الخاصة بالملتقى والتي يأتي على رأسها التخطيط واختيار الموقع، واستقطاب الجهات الراعية، وكذلك وسائل الإعلام المحلية والدولية، وقد قمنا بحجز فندق «البيلسان» الواقع داخل المدينة بالكامل لتنظيم الملتقى واستضافة الوفود المشاركة فيه خلال فترة الملتقى.
• وكيف ستستفيد المدينة الاقتصادية من مشاركتها في الملتقى؟
- باعتبار أن الحدث عالمي يجمع مطوري أبرز المدن الجديدة في العالم، سوف يشارك في الملتقى نخبة من الشخصيات العالمية وأصحاب التجارب الرائدة من مختلف القطاعات، كالقطاع الحكومي، والتمويلي، والتقني، والهندسة المعمارية، والبناء، والنقل، والسياحة والتي تلعب كلها دورا هاما في إخراج هذه المدن الجديدة من المخططات الهندسية إلى حيز التشغيل والتطبيق الفعلي.
• السؤال الذي يشغل بال الجميع .. هو إلى أين وصل مشروع إنشاء المدينة الاقتصادية؟
- بفضل الله تعالى، انتهى تطوير العديد من المعالم والمنشآت الصناعية والتجارية والعقارية بالمدينة وباتت المدينة تحظى بالكثير من المرافق الاجتماعية والترفيهية والدينية.
• ماذا عن الميناء البحري للمدينة والذي طال انتظاره؟
- من أهم إنجازات المدينة انطلاق العمل الجزئي للمرحلة الأولى من ميناء الملك عبدالله التي بدأناها في شهر أكتوبر بطاقة استيعابية 1.7 مليون حاوية نمطية في السنة الأولى والتي ستصل إلى 4 ملايين حاوية سنويا خلال ثلاثة أعوام.
أكاديمية العالم النواة لقطاع التعليم
• ماذا أيضا عن الوادي الصناعي في المدينة؟
- في الواقع أن الوادي الصناعي، بات يحتضن عشرات المصانع لشركات عالمية مرموقة ورائدة في مجالات صناعية متنوعة سواء الصناعات المتوسطة أو الخفيفة. وهناك أكاديمية العالم التي تعتبر النواة الأولى لقطاع التعليم ويدرس فيها للعام الثاني على التوالي مجموعة من الطلاب والطالبات وصلوا إلى 240 من داخل وخارج مدينة الملك عبدالله الاقتصادية. وبالنسبة للقطاع الصحي فإن مستشفى الدكتور سليمان فقيه يشغل مركز طب الأسرة الذي يتوسط المدينة الاقتصادية ويعمل على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع لخدمة الساكنين والعاملين، وتتوفر به خدمات الطوارئ وسيارة إسعاف، ويتواجد عدد من المطاعم والمقاهي والسوبرماركت وسيتم افتتاح سوبرماركت مطلع العام 2014. أضف إلى ذلك تواجد فندق ومارينا «البيلسان» الذي يضم 195 غرفة وجناحا وعددا من قاعات وغرف الاجتماعات والاحتفالات وهو الذي سوف يحتضن كافة المشاركين والفعاليات الخاصة بملتقى «سيتي كويست» الأسبوع المقبل.
مشروع المدينة ممتد وذو طبيعة مستدامة
• هل هذا يكفي؟
- بطبيعة الحال فإن مشروع المدينة الاقتصادية ممتد وذو طبيعة مستدامة، ولا يمكن حصر تطويره خلال فترة زمنية محددة، وقد نجحنا ولله الحمد في جعل المدينة وجهة رئيسية تستقطب المستثمرين من داخل وخارج المملكة، وسنظل نعمل بجد لدفع مسيرة المدينة نحو الأمام، ومواصلة النمو والازدهار.
• كان من المفترض أن تحتضن المدينة واديا صناعيا لصناعات التقنية وغيرها من الصناعات المتطورة إلى أي مدى تحقق ذلك؟ وما حجم استثماراته؟
- في الواقع نقوم الآن بتطوير أكثر من نصف الوادي الصناعي على مساحة تزيد عن 25 مليون متر مربع. وقد أدى الطلب على الأراضي الصناعية إلى العمل على سرعة التطوير وهو الأمر الذي فاق توقعاتنا وخططنا المبدئية، وهذا بالطبع يؤكد على مدى قوة واستقرار اقتصاد المملكة وأهميتها الإستراتيجية للشركات.
توظيف السعوديين أولوية
• إلى أي مدى ستنعكس مشاريع المدينة إزاء توظيف السعوديين وسعودة الوظائف؟ وكم فرصة وظيفية ستوفرها المدينة للسعوديين؟
- لقد فتحت العديد من المصانع الجديدة أبوابها، كما دشنت العديد من الشركات مقراتها داخل المدينة، بما في ذلك الشركات الأجنبية، وقد عملت جميعها على وضع توظيف السعوديين وتدريبهم وتمكينهم في مقدمة أولوياتها، وذلك تفعيلا للرؤية الملكية بتوفير فرص العمل والتدريب والتأهيل للشباب السعودي وتعزيز دورهم في تنمية الاقتصاد الوطني.
• ماذا عن الشركات العالمية وتواجدها في المدينة؟
- لقد وفقنا ولله الحمد بالتوقيع مع 60 شركة صناعية من أكبر الشركات الوطنية والعالمية. على سبيل المثال تمكنا من إيجاد منظومة للصناعات الدوائية داخل المدينة مثل شركة «فايزر» الأكبر في العالم وشركة «سانوفي» أكبر شركة صناعات دوائية في أوروبا، وأيضا شركتي «تمر» و«جلفار». هناك شركات وطنية عملاقة مثل «الخطوط السعودية للتموين والمراعي والناغي والزاهد وعبداللطيف جميل والجفالي». ولا يفوتني أن أنوه بأن بعض الشركات بدأت بناء مصانعها، بل إن شركات قد بدأت مرحلة الإنتاج بالفعل مثل «توتال» الفرنسية للزيوت و«مارس» عملاق صناعة الشوكولاتة والعطية للحديد وشركة الأنسجة العالمية (جرايفGreif) التي بدأت بالتصدير أيضا إلى أسواق عالمية في أوروبا وشركة «بترا» لصناعة أجهزة وأنظمة التكييف والتبريد.
• هل شهدت المدينة إقبالا من المستثمرين للحصول على أراضٍ سكنية؟ وإلى أين وصل بيع الأراضي؟
- بكل تأكيد الطرح الأول لأراضي «التالة جاردنز» استغرق بيعه أربع ساعات ونصف الساعة، وطرح المرحلة الثانية منه استغرق حوالى ثلاث ساعات، وهي أراضٍ تستهدف ذوي الدخل المتوسط، كما أننا طرحنا أراضي الأحياء الساحلية الراقية «أحياء الجولف والمروج» وبفضل الله فقد فاقت مبيعاتها توقعاتنا في كل من الرياض وجدة. وأراضي المدينة الاقتصادية المخصصة للسكن روعي فيها أن توفر الحلول السكنية المختلفة التي تتناسب مع كافة مستويات الدخل للمواطن بدءا من سكن العمال ومرورا بذوي الدخل المنخفض والمتوسط وحتى الأعلى دخلا.
وأود أن أنوه بأن أحد أهم أهداف مدينة الملك عبدالله الاقتصادية هو توفير المساكن للمواطن السعودي، وهذا يعني توفير الأراضي أو الوحدات السكنية الجاهزة بكل خدماتها وبنيتها التحتية وبأسعار مناسبة. والحمد لله كل منتجاتنا التي طرحناها بيعت بالكامل وفي وقت قياسي.
توفير السكن بأقل الأسعار
• ولكن يؤخذ على الاستثمار العقاري في المدينة أنه غالٍ أو مغالى فيه وهذا يجعله عرضة لبطء الحركة والتصريف.. ما هو رأيكم؟
- كما ذكرت، أحد أهم أهدافنا هو توفير الخدمة للمواطن بأقل الأسعار ولو كانت أسعارنا مرتفعة وغير مشجعة لما تمكنا من بيعها. وأود أن أضيف، أننا الآن نقوم بتطوير أكثر من 5 آلاف وحدة سكنية لجميع شرائح الدخل بما في ذلك العمال وذوي الدخل المحدود والمتوسط وأيضا ذوي الدخل المرتفع.
بناء رصيف بطول 700 متر
• عودة إلى ميناء المدينة.. ما هو حجم الإضافة التي سيضيفها للموانئ السعودية، وما هي طاقته الاستيعابية؟
- تتميز مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بارتباطها المباشر بميناء الملك عبدالله البحري، مما يجعلها وجهة عالمية للخدمات اللوجستية، ونقطة وصول إلى 250 مليون مستهلك في العالم العربي (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، مما يجعله وجهة صناعية هامة، ومساهما رائدا في مسيرة التنمية والتطوير التي تشهدها المملكة.
أهم الميزات التي ينفرد بها ميناء الملك عبدالله هي ارتباطه المباشر بالوادي الصناعي. والطاقة الاستيعابية للمرحلة الأولى التي بدأناها في شهر أكتوبر هي 1.7 مليون حاوية نمطية في السنة الأولى والتي ستصل إلى 4 ملايين حاوية سنويا خلال ثلاثة أعوام. ويتم الآن التنسيق مع الجهات الحكومية على بدء التشغيل الكلي من خلال هيئة المدن الاقتصادية، وقد تم الانتهاء من بناء رصيف بطول سبعمائة متر وعليه مجموعة من أحدث وأكبر الرافعات في العالم.
• ما نوعية الصناعات التي جذبتها المدينة للتمركز ومدى إسهامها في تدريب وتأهيل سعوديين للعمل بها؟
- في الحقيقة إن الصناعات من مختلف الفئات متواجدة في الوادي الصناعي بالمدينة، وقد أتحنا مساحات مختلفة لتتناسب مع أنشطة التصنيع الخفيفة والمتوسطة، وتتواجد حاليا في المدينة صناعات الحديد والمواد الغذائية والدوائية وصناعات الخدمات اللوجستية وغيرها.
العمل جارٍ لإنشاء نظام النقل المتكامل
- يجري العمل حاليا على نظام النقل المتكامل والمتعدد لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية الذي يشمل ميناء الملك عبدالله البحري الذي بدأ تشغيله الجزئي الشهر الماضي، ومشروع الجسر البري للسكة الحديدية السعودي المخطط له للربط بين المنطقتين الشرقية والغربية، وقطار الحرمين السريع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورا بجدة والمدينة الاقتصادية الذي تتواجد محطته داخل المدينة ويربطها بجدة خلال نصف ساعة وحوالى الساعة إلى كل من مكة والمدينة. كما أننا وقعنا مع شركة الكهرباء السعودية عقد ربط المدينة الاقتصادية بشبكة الكهرباء الوطنية بقيمة 300 مليون ريال وسيتم الربط في العام 2015.
تم أيضا الانتهاء من وصل أجزاء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بشبكة الألياف الضوئية من خلال شراكتنا الإستراتيجية مع شركة «موبايلي» وبالتأكيد فإن هذا كله يدل على أن المدينة الاقتصادية جاهزة ومتكاملة لاستقطاب الشركات والسكان على حد سواء.
الرشيد تحدث مع «عكاظ» في أول حوار شامل في مكتبه المتواضع والذي يطل على واجهة البحر الأحمر حول رؤيته لمستقبل المدينة، حيث قال إن مشروع المدينة الاقتصادية ممتد وذو طبيعة مستدامة، ولا يمكن حصر تطويره خلال فترة زمنية محددة. وحول أهم الإنجازات التي تحققت أوضح الرشيد أن من أهم إنجازات المدينة انطلاق العمل الجزئي للمرحلة الأولى من ميناء الملك عبدالله الذي بدأ في أكتوبر بطاقة استيعابية 1.7 مليون حاوية نمطية في السنة الأولى والتي ستصل إلى 4 ملايين حاوية سنويا خلال ثلاثة أعوام. وعن المرحلة التي وصل إليها الوادي الصناعي قال الرشيد: «إننا نقوم الآن بتطوير أكثر من نصف الوادي الصناعي على مساحة تزيد عن 25 مليون متر مربع». وإلى نص الحوار:
• فلنبدا بالحدث الأبرز وهو تنيظم المدينة لمنتدى بعنوان «سيتي كويست».. ما هي أهدافه؟
- في الواقع أن منتدى «سيتي كويست - مدينة الملك عبدالله الاقتصادية» هو منبر عالمي غير ربحي يسعى للابتكار وتبادل الرؤى حول مستقبل المدن في مختلف أنحاء الكرة الأرضية، وهو أول حدث عالمي يعنى بمشاريع تطوير المدن الجديدة، وسيقام للمرة الأولى في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية يومي 25 و26 نوفمبر لعام 2013 تحت شعار «نماذج جديدة للتنمية الحضرية». وتتضمن أجندة الملتقى جلسات هامة ستناقش قضايا إستراتيجية في مجال تطوير المدن الجديدة العصرية.
• كيف وقع الاختيار على المدينة لتكون مقرا للملتقى؟
- في الحقيقة، يعتبر الملتقى الأول من نوعه بسبب تواجد مجموعة كبيرة من مطوري المدن الجديدة والمشاريع العملاقة المختلفة في كل من آسيا، وأوروبا، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى. وجاءت استضافة المدينة للملتقى باعتبارها إحدى أهم وأكبر المشاريع الاقتصادية المماثلة في العالم.
120 شخصاً يشاركون في منتدى المدن
• ما هي الترتيبات التي اتخذتها المدينة لإنجاحه؟
- ستتاح المشاركة في ملتقى «سيتي كويست» حصرياً لمجموعة مختارة تضم قرابة 150 شخصا من كبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال من جميع أنحاء العالم يمثلون 15 مدينة جديدة من كافة أنحاء العالم، الذين سيتبادلون الآراء والأفكار ويناقشون التحديات والمعوقات والفرص الممكنة، للوصول إلى أهم النتائج في هذا المجال.
ويجري العمل حاليا على قدم وساق، حيث قمنا بتخصيص فريق متكامل لتجهيز كافة الترتيبات الخاصة بالملتقى والتي يأتي على رأسها التخطيط واختيار الموقع، واستقطاب الجهات الراعية، وكذلك وسائل الإعلام المحلية والدولية، وقد قمنا بحجز فندق «البيلسان» الواقع داخل المدينة بالكامل لتنظيم الملتقى واستضافة الوفود المشاركة فيه خلال فترة الملتقى.
• وكيف ستستفيد المدينة الاقتصادية من مشاركتها في الملتقى؟
- باعتبار أن الحدث عالمي يجمع مطوري أبرز المدن الجديدة في العالم، سوف يشارك في الملتقى نخبة من الشخصيات العالمية وأصحاب التجارب الرائدة من مختلف القطاعات، كالقطاع الحكومي، والتمويلي، والتقني، والهندسة المعمارية، والبناء، والنقل، والسياحة والتي تلعب كلها دورا هاما في إخراج هذه المدن الجديدة من المخططات الهندسية إلى حيز التشغيل والتطبيق الفعلي.
• السؤال الذي يشغل بال الجميع .. هو إلى أين وصل مشروع إنشاء المدينة الاقتصادية؟
- بفضل الله تعالى، انتهى تطوير العديد من المعالم والمنشآت الصناعية والتجارية والعقارية بالمدينة وباتت المدينة تحظى بالكثير من المرافق الاجتماعية والترفيهية والدينية.
• ماذا عن الميناء البحري للمدينة والذي طال انتظاره؟
- من أهم إنجازات المدينة انطلاق العمل الجزئي للمرحلة الأولى من ميناء الملك عبدالله التي بدأناها في شهر أكتوبر بطاقة استيعابية 1.7 مليون حاوية نمطية في السنة الأولى والتي ستصل إلى 4 ملايين حاوية سنويا خلال ثلاثة أعوام.
أكاديمية العالم النواة لقطاع التعليم
• ماذا أيضا عن الوادي الصناعي في المدينة؟
- في الواقع أن الوادي الصناعي، بات يحتضن عشرات المصانع لشركات عالمية مرموقة ورائدة في مجالات صناعية متنوعة سواء الصناعات المتوسطة أو الخفيفة. وهناك أكاديمية العالم التي تعتبر النواة الأولى لقطاع التعليم ويدرس فيها للعام الثاني على التوالي مجموعة من الطلاب والطالبات وصلوا إلى 240 من داخل وخارج مدينة الملك عبدالله الاقتصادية. وبالنسبة للقطاع الصحي فإن مستشفى الدكتور سليمان فقيه يشغل مركز طب الأسرة الذي يتوسط المدينة الاقتصادية ويعمل على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع لخدمة الساكنين والعاملين، وتتوفر به خدمات الطوارئ وسيارة إسعاف، ويتواجد عدد من المطاعم والمقاهي والسوبرماركت وسيتم افتتاح سوبرماركت مطلع العام 2014. أضف إلى ذلك تواجد فندق ومارينا «البيلسان» الذي يضم 195 غرفة وجناحا وعددا من قاعات وغرف الاجتماعات والاحتفالات وهو الذي سوف يحتضن كافة المشاركين والفعاليات الخاصة بملتقى «سيتي كويست» الأسبوع المقبل.
مشروع المدينة ممتد وذو طبيعة مستدامة
• هل هذا يكفي؟
- بطبيعة الحال فإن مشروع المدينة الاقتصادية ممتد وذو طبيعة مستدامة، ولا يمكن حصر تطويره خلال فترة زمنية محددة، وقد نجحنا ولله الحمد في جعل المدينة وجهة رئيسية تستقطب المستثمرين من داخل وخارج المملكة، وسنظل نعمل بجد لدفع مسيرة المدينة نحو الأمام، ومواصلة النمو والازدهار.
• كان من المفترض أن تحتضن المدينة واديا صناعيا لصناعات التقنية وغيرها من الصناعات المتطورة إلى أي مدى تحقق ذلك؟ وما حجم استثماراته؟
- في الواقع نقوم الآن بتطوير أكثر من نصف الوادي الصناعي على مساحة تزيد عن 25 مليون متر مربع. وقد أدى الطلب على الأراضي الصناعية إلى العمل على سرعة التطوير وهو الأمر الذي فاق توقعاتنا وخططنا المبدئية، وهذا بالطبع يؤكد على مدى قوة واستقرار اقتصاد المملكة وأهميتها الإستراتيجية للشركات.
توظيف السعوديين أولوية
• إلى أي مدى ستنعكس مشاريع المدينة إزاء توظيف السعوديين وسعودة الوظائف؟ وكم فرصة وظيفية ستوفرها المدينة للسعوديين؟
- لقد فتحت العديد من المصانع الجديدة أبوابها، كما دشنت العديد من الشركات مقراتها داخل المدينة، بما في ذلك الشركات الأجنبية، وقد عملت جميعها على وضع توظيف السعوديين وتدريبهم وتمكينهم في مقدمة أولوياتها، وذلك تفعيلا للرؤية الملكية بتوفير فرص العمل والتدريب والتأهيل للشباب السعودي وتعزيز دورهم في تنمية الاقتصاد الوطني.
• ماذا عن الشركات العالمية وتواجدها في المدينة؟
- لقد وفقنا ولله الحمد بالتوقيع مع 60 شركة صناعية من أكبر الشركات الوطنية والعالمية. على سبيل المثال تمكنا من إيجاد منظومة للصناعات الدوائية داخل المدينة مثل شركة «فايزر» الأكبر في العالم وشركة «سانوفي» أكبر شركة صناعات دوائية في أوروبا، وأيضا شركتي «تمر» و«جلفار». هناك شركات وطنية عملاقة مثل «الخطوط السعودية للتموين والمراعي والناغي والزاهد وعبداللطيف جميل والجفالي». ولا يفوتني أن أنوه بأن بعض الشركات بدأت بناء مصانعها، بل إن شركات قد بدأت مرحلة الإنتاج بالفعل مثل «توتال» الفرنسية للزيوت و«مارس» عملاق صناعة الشوكولاتة والعطية للحديد وشركة الأنسجة العالمية (جرايفGreif) التي بدأت بالتصدير أيضا إلى أسواق عالمية في أوروبا وشركة «بترا» لصناعة أجهزة وأنظمة التكييف والتبريد.
• هل شهدت المدينة إقبالا من المستثمرين للحصول على أراضٍ سكنية؟ وإلى أين وصل بيع الأراضي؟
- بكل تأكيد الطرح الأول لأراضي «التالة جاردنز» استغرق بيعه أربع ساعات ونصف الساعة، وطرح المرحلة الثانية منه استغرق حوالى ثلاث ساعات، وهي أراضٍ تستهدف ذوي الدخل المتوسط، كما أننا طرحنا أراضي الأحياء الساحلية الراقية «أحياء الجولف والمروج» وبفضل الله فقد فاقت مبيعاتها توقعاتنا في كل من الرياض وجدة. وأراضي المدينة الاقتصادية المخصصة للسكن روعي فيها أن توفر الحلول السكنية المختلفة التي تتناسب مع كافة مستويات الدخل للمواطن بدءا من سكن العمال ومرورا بذوي الدخل المنخفض والمتوسط وحتى الأعلى دخلا.
وأود أن أنوه بأن أحد أهم أهداف مدينة الملك عبدالله الاقتصادية هو توفير المساكن للمواطن السعودي، وهذا يعني توفير الأراضي أو الوحدات السكنية الجاهزة بكل خدماتها وبنيتها التحتية وبأسعار مناسبة. والحمد لله كل منتجاتنا التي طرحناها بيعت بالكامل وفي وقت قياسي.
توفير السكن بأقل الأسعار
• ولكن يؤخذ على الاستثمار العقاري في المدينة أنه غالٍ أو مغالى فيه وهذا يجعله عرضة لبطء الحركة والتصريف.. ما هو رأيكم؟
- كما ذكرت، أحد أهم أهدافنا هو توفير الخدمة للمواطن بأقل الأسعار ولو كانت أسعارنا مرتفعة وغير مشجعة لما تمكنا من بيعها. وأود أن أضيف، أننا الآن نقوم بتطوير أكثر من 5 آلاف وحدة سكنية لجميع شرائح الدخل بما في ذلك العمال وذوي الدخل المحدود والمتوسط وأيضا ذوي الدخل المرتفع.
بناء رصيف بطول 700 متر
• عودة إلى ميناء المدينة.. ما هو حجم الإضافة التي سيضيفها للموانئ السعودية، وما هي طاقته الاستيعابية؟
- تتميز مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بارتباطها المباشر بميناء الملك عبدالله البحري، مما يجعلها وجهة عالمية للخدمات اللوجستية، ونقطة وصول إلى 250 مليون مستهلك في العالم العربي (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، مما يجعله وجهة صناعية هامة، ومساهما رائدا في مسيرة التنمية والتطوير التي تشهدها المملكة.
أهم الميزات التي ينفرد بها ميناء الملك عبدالله هي ارتباطه المباشر بالوادي الصناعي. والطاقة الاستيعابية للمرحلة الأولى التي بدأناها في شهر أكتوبر هي 1.7 مليون حاوية نمطية في السنة الأولى والتي ستصل إلى 4 ملايين حاوية سنويا خلال ثلاثة أعوام. ويتم الآن التنسيق مع الجهات الحكومية على بدء التشغيل الكلي من خلال هيئة المدن الاقتصادية، وقد تم الانتهاء من بناء رصيف بطول سبعمائة متر وعليه مجموعة من أحدث وأكبر الرافعات في العالم.
• ما نوعية الصناعات التي جذبتها المدينة للتمركز ومدى إسهامها في تدريب وتأهيل سعوديين للعمل بها؟
- في الحقيقة إن الصناعات من مختلف الفئات متواجدة في الوادي الصناعي بالمدينة، وقد أتحنا مساحات مختلفة لتتناسب مع أنشطة التصنيع الخفيفة والمتوسطة، وتتواجد حاليا في المدينة صناعات الحديد والمواد الغذائية والدوائية وصناعات الخدمات اللوجستية وغيرها.
العمل جارٍ لإنشاء نظام النقل المتكامل
- يجري العمل حاليا على نظام النقل المتكامل والمتعدد لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية الذي يشمل ميناء الملك عبدالله البحري الذي بدأ تشغيله الجزئي الشهر الماضي، ومشروع الجسر البري للسكة الحديدية السعودي المخطط له للربط بين المنطقتين الشرقية والغربية، وقطار الحرمين السريع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورا بجدة والمدينة الاقتصادية الذي تتواجد محطته داخل المدينة ويربطها بجدة خلال نصف ساعة وحوالى الساعة إلى كل من مكة والمدينة. كما أننا وقعنا مع شركة الكهرباء السعودية عقد ربط المدينة الاقتصادية بشبكة الكهرباء الوطنية بقيمة 300 مليون ريال وسيتم الربط في العام 2015.
تم أيضا الانتهاء من وصل أجزاء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بشبكة الألياف الضوئية من خلال شراكتنا الإستراتيجية مع شركة «موبايلي» وبالتأكيد فإن هذا كله يدل على أن المدينة الاقتصادية جاهزة ومتكاملة لاستقطاب الشركات والسكان على حد سواء.