خلـق وأدب

محمد عبدالواحد

•• بعض العادات تفرض نفسها على المجتمعات بفعل توارثـها وتظل مقيدة للأفراد في إطارها الضيق وهناك من يحاول الانعتاق منها ولكنها تفرض عليهم فيستكينون لها، رأيـت شابا جامعيا قدم مؤخرا من أوروبا لا يتحدث مطلقا عندما يكون أبوه موجودا رغم أنه يملك أفكارا حسنة وجيدة وقابلة للنقاش والاستفادة لقد رأيته منطلقا يتحدث في يسر وعذوبة وأدب بالغ، ورأيته مرة أخرى وكان والده حاضرا فالتزم الصمت ولم ينطـق بكلمة واحدة وحاولت أن أستحـثـه على الحديث فسألته عن الجامعة وعن الدراسة وعن أمور أخرى ولكنه لم يجب واكتفى بابتسامة ونظراته تـتجه إلى أبيه وكأنها تـقول لا أستطيـع الحديث فإن أبي لا يسمح لي بذلك، وأكبرت فيه أدبه وخلقه وعندما خرج والده سألته: لماذا صمته رغم شهادته ومعلوماته وثقافته؟ فأجاب بفخر: لقد تعودت منذ الصغر ألا أتحدث أمام أبي في أي موضوع كان. وخرجت وأنا أردد يالها من عادة هذه التي تلجـم الأبناء في حضور آبائهم.
•• وفي الجانب الآخر..
•• الأطفال هبة ونعمة من المولى عز وجل ووجودهم إسهام في إعمار هذا العالم إلا أن ما يضايقني في بعضهم ترديدهم ألفاظا نابية وخارجة عن اللياقة والأدب والذوق يعني إنهـم أطفال قليلو الأدب.. والحل بالطبع ليس في القرص على الأذن أو الضرب أو حتى الركل.. الحل في تقديـري أن نعلـمـهـم الأدب مصحوبا بقطعة حلوى أو ابتسامة وتعويدهم على اتباع السلوك الأفضل وعدم التحدث أمامهم بألفاظ خارجة عن اللياقة حتى لا يبدأ «الريكوردر» الطفل بالتسجيل ويختـزن شحنة من الألفاظ البذيئة يرددها فيما بعد.. والتربـية بعد هذا وقبله فـن وخلـق وأدب .. ولا أزيـد.

للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة