اولمرت يعرض سلّة من التنازلات وصولا لدولة فلسطينية مستقلة

مشترطا تغيير حكومة حماس لاستئناف حوار السلام

عبد القادر فارس (غزة) فرح سمير (القدس) الوكالات (عواصم)

دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس الفلسطينيين الى استئناف مفاوضات السلام المتعثرة منذ بضع سنوات، في اعقاب التهدئة التي بدأت السبت.
واعلن اولمرت في كلمة القاها في سديه بوكير في صحراء النقب خلال مراسم احياء ذكرى ديفيد بن غوريون اول رئيس حكومة لدولة اسرائيل متوجها الى الفلسطينيين: اقترح عليكم ان نسلك طريقا جديدا. وقد بدأنا امس الاول «السبت» مع وقف اطلاق النار في قطاع غزة.
واكد مجددا ان بلاده ستكون على استعداد في اطار اتفاق سلام «للانسحاب من الكثير من الاراضي الفلسطينية ومن المستوطنات التي اقيمت فيها» من دون ان يحدد حجم مثل هذا الانسحاب من الضفة الغربية.
غير انه اشترط من اجل استئناف الحوار تشكيل حكومة فلسطينية جديدة تكون على استعداد للانخراط في عملية سلام مع اسرائيل خلافا للحكومة الحالية المنبثقة عن حماس.
وقال اولمرت «اذا تشكلت حكومة جديدة عندكم وتعهدت تطبيق مبادئ اللجنة الرباعية ووضع «خارطة الطريق» موضع التنفيذ واطلاق سراح جلعاد شاليت فانني ساعرض على ابو مازن لقاء فوريا لاجراء حوار صريح وصادق وجاد».
واضاف «في هذا الاطار ووفقا لخارطة الطريق ستتمكنون من اقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للاستمرار متصلة جغرافيا بيهودا والسامرة (الضفة الغربية) دولة سيكون لها سيادة تامة وبحدود محددة».
إطلاق الأسرى
من جهة اخرى اعرب اولمرت عن استعداده لاطلاق سراح العديد من المعتقلين الفلسطينيين والافراج عن اموال مجمدة مستحقة للسلطة الفلسطينية في مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت الذي تحتجزه مجموعات فلسطينية منذ 25 يونيو.
خرق الهدنة
ومن الجانب الفلسطيني، اطلق ناشطون صاروخين من قطاع غزة على الاراضي الاسرائيلية أمس طبقا لمصدر عسكري اسرائيلي ردا على القتيلين في الضفة الغربية.
واعلنت كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح ان احدى مجموعاتها اطلقت من قطاع غزة صاروخين محليي الصنع باتجاه سديروت في جنوب اسرائيل ردا على مقتل فلسطينيين في الضفة الغربية.
وفي رد على تصريحات اولمرت، اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان «هناك استعدادا فلسطينيا كاملا لبدء مفاوضات الوضع النهائي»، مشددا على انه «من الضروري ان تبحث هذه المفاوضات قضايا الوضع النهائي مثل مواضيع الحدود والقدس واللاجئين والمياه والمستوطنات».
وشدد اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني على ضرورة «وقف الاعتداءات» الاسرائيلية في كافة المناطق الفلسطينية، معتبرا ان ادنى الحقوق الفلسطينية هو اقامة دولة في حدود 1967 وعودة اللاجئين.
بدوره قال هنية «لا نتحدث عن (تنازلات) مؤلمة ولا شيء» وتابع «هناك حقوق للشعب الفلسطيني ادناها اقامة الدولة الفلسطينية في حدود 1967 وعودة اللاجئين» الفلسطينيين.
ترحيب أوروبي
ورحب الاتحاد الاوروبي ببوادر امل في السلام بمنطقة الشرق الاوسط بعد تثبيت وقف لاطلاق النار واعلان اسرائيل انها تستعد لاطلاق سراح العديد من السجناء الفلسطينين مقابل اطلاق سراح جندي اسير.
وقال وزير الخارجية الفنلندي اركي تيوميويا في بلدة تامبيري الفنلندية حيث كان من المقرر ان تطرح اسبانيا الخطوط العريضة لمبادرة للسلام في الشرق الاوسط في غداء مع وزراء خارجية الدول العربية واسرائيل «للمرة الاولى من فترة طويلة نرى بصيصا ملموسا من الامل».