لا مجال لاختراقنا بخف بعير

قطاع تبوك يرفع شعار «حدودنا آمنة بعيون يقظة»

لا مجال لاختراقنا بخف بعير

نادر العنزي (تبوك)

ربما يعرف القاصي والداني أن حدود المملكة خط أحمر لا يجب أن يتخطاه أي كائن، لكن الذي لا يعرفه الكثيرون أن الحفاظ على تلك الخطوط الحمراء يتطلب المزيد من الوقت والجهد والعمل الدؤوب، لمنع المهربين والمتاجرين بأرواح الأبرياء وشباب الوطن من الاقتراب من الحدود لتبقى آمنة مطمئنة بإذن الله.


فيما بدأت «عكاظ» التعرف على ملامح حماية الحدود البحرية بعدما انتهت من الجولة على الحدود البرية في القطاع الجنوبي، كان واضحا معنى «الخطوط الحمراء» التي لطالما يعلنها كل من تشرفوا بالعمل على حماية الوطن، والذود عن حياضه بالغالي والنفيس، فأخلصوا للأمانة، وأخلص لهم الوطن برجالاته، فكانت ملمحة من الوفاء ورد الدين من هنا وهناك.

تأهيل وتدريب
كيف نحافظ على الوطن، ربما كان الشعار المتواصل الذي يتبناه رجال حرس الحدود في كل الاتجاهات، لكنه بمنهجية علمية، وعلى صعيد قطاع تبوك الذي بدأت «عكاظ» فيه جولتها، علمنا أن القطاع فرغ منذ أسابيع قليلة من اجتماع مسؤولي الشؤون البحرية للمديرية والمناطق البحرية الذي عقد في مقر إدارة الشؤون البحرية في محافظة الوجه، خلال الفترة من 24-26/12/1434هـ حضره نائب المدير العام اللواء بحري عواد بن عيد البلوي ومساعد المدير العام للشؤون البحرية العميد البحري راجح بن حسين القحطاني. لكن الأمر يتواصل بعد أسابيع قليلة إذ يعقد اجتماع السادس لمسؤولي التدريب خلال الفترة من 12-16 صفر 1435هـ بحضور المدير العام لحرس الحدود ومدير الإدارة العامة للتدريب اللواء الدكتور عبدالعزيز بن سعيد الأسمري.
وحظيت قيادة المنطقة وقطاعاتها بجولة المدير العام لحرس الحدود الفريق الركن زميم بن جويبر السواط خلال عام 1434هـ التقى خلالها بمنسوبي قيادة المنطقة والقطاعات والمراكز (ضباط وإفراد) اثنى فيها على دورهم بعد الله سبحانه وتعالى في حفظ امن الوطن ووجه إلى بذل المزيد من الجهد والتعاون إلى كل ما يخدم العمل الميداني.

الخط الأحمر
سألنا قائد حرس الحدود بمنطقة تبوك اللواء صادق بن عبدالعزيز الشيخ، عن معنى ومغزى الخط الأحمر الذي يتعامل به كل رجال حرس الحدود البواسل في الذود عن حياض الوطن برا وبحرا، على مسافات طويلة، منها على سبيل المثال في قطاعه، مسافة (1268) كم من نقطة الثميد بقطاع حالة عمار حتى نقطة رحاء الجنوبية بقطاع أملج منها (299) كم منطقة برية من الثميد بحالة عمار حتى الدرة بقطاع حقل. فأكد أن القطاعات تفخر بأنها تعمل وفق منظومة واحدة، شعارها نحن فداء الوطن، مبينا أن قطاع حالة عمار وحقل على سبيل المثال، تم تجهيزه بعدد من الكاميرات الحرارية الثابتة والمتحركة التي أثبتت جدارتها في مراقبة الحدود ويتم استخدامها في الأماكن الحاكمة (المسيطرة) والهامة حسب ما يتوفر من معلومات (إلى جانب ثلاث خطوط دوريات تعمل على مدار الساعة) وإسناد من دوريات قسم الاستخبارات إلى جانب (أبراج المراقبة المجهزة).

ليل نهار
سألناه عما إذا كان الليل ما زال يعد غطاء لعبور تجار السموم والموت إلى بلادنا، فأكد أن الليل والنهار يتعاقبان على الأهالي بتغيير وفارق، لكن رجال حرس الحدود لا يفرقون في العمل والهمة والنشاط بين ليل أو نهار.
وأضاف الشيخ: هناك مراقبة ليلية لا تقل أهمية عن المراقبة الصباحية، أو قل تضاهيها، ولا فارق، فعيون الأوفياء حماة الوطن، لا تنام، بل ربما كان الليل أكثر نشاطا ودقة في ظل ظلمة الليل التي تكسو المواقع خاصة الجبلية، لكن في النهار أيضا لا سبيل لعبور بعير.
وبين أنه يتم إسناد الدوريات ليلا بعدد من (الكمائن) لمراقبة المناطق الهامة (بواسطة النواظير الليلية)، وهناك تعامل مع الرعاة المجاورين من الحدود في المنطقة الحدودية المقدرة لعشرة كيلومترات من خط الحدود منطقة محرمة ويمنع التواجد بها خلاف دوريات حرس الحدود ويتم التنبيه على من يشاهد بالقرب منها من الرعاة للابتعاد عن المنطقة المحددة، وتم عمل ساتر ترابي إلى جانب العديد من اللوحات التحذيرية. كما تتم متابعة الإبل السائبة التي تتواجد في منطقة حرم الحدود وإبعادها إلى الخارج، وأخذ التعهدات على أصحابها الذين يتم التعرف عليهم بإبعادها عن منطقة حرم الحدود ومن يكرر المخالفات تتم معاملته بموجب الأوامر والتعليمات المتعلقة بذلك.

مواقف صعبة
يواجه منسوبو حرس الحدود أثناء تنفيذ مهامهم الأمنية في الذود عن حمى الوطن الغالي الكثير من الصعاب لعل أبرزها طبيعة العمل في أماكن جبلية ورملية ذات تضاريس طبيعية إلى جانب الأحوال الجوية، ففي فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة والأتربة والرمال المتحركة، وفي فصل الشتاء الثلوج والبرد القارس، لكنهم حسب تأكيدات قائد حرس الحدود بمنطقة تبوك اللواء صادق بن عبدالعزيز الشيخ «همة وعزيمة الرجال لا تقف عند هذا الحد، والجميع يبذل قصارى الجهد في مختلف الظروف لمنع أي حيل».
إذ يعمد المهربون و المتسللون لاختيار الأماكن الصعبة لتجاوز الحدود، حيث من أساليب التمويه التي يستخدمونها لإخفاء الأثر انتعال الجاعد أو الأسفنج وانتعال الحذاء بشكل معكوس ليوحي بخروجهم ولكن بفضل الله ثم بجهود قصاصي الأثر وأفراد الدوريات الذين أصبحوا على دراية كاملة بمثل هذه الأساليب يتم إحباط هذه المحاولات.
وفيما يعرف رجال حرس الحدود أن أرواحهم فداء الوطن، يشرح اللواء الشيخ أنه يتم التعامل مع المهربين والمتسللين بمهنية عالية وتتدرج في التعامل مع المتسللين والمهربين، وإذا تطلب الموقف إطلاق النار فيتم وفق الأوامر والتعليمات المطبقة وفق ما يراه القائد الميداني في الموقع.

تعاون البادية
ولأن المواطن هو «رجل الأمن الأول» فلقد حرص حرس الحدود على الاستفادة من أي معلومات تقدم من أي شخص ويتم تحليلها وتمريرها للعاملين في الميدان والتعاون قائم ومطلوب. وإذا كانت إحصائيات الضبطيات في العام الماضي، تؤكد انخفاض عدد محاولات التهريب، إلا أن ذلك يؤكد كفاءة الرجال الأشاوس، ومع ذلك لا يزيدهم هذا الأمر إلا مضاعفة للجهود، إذ بلغت إحصائيات العام الماضي القبض على (7) مهربين و(48) متسللا من جنسيات مختلفة.
ولا يغفل حرس الحدود دور المرأة التي لها بالغ الأهمية في هذا المجال، من خلال الإسهام في إجراء التفتيش على العنصر النسائي بميناء ضباء وكذلك القطاعات الأخرى .
وفي ما يتعلق بقطاع التدريب، يؤكد قائد حرس الحدود بمنطقة تبوك اللواء صادق بن عبدالعزيز الشيخ على أن المديرية العامة لحرس الحدود أولت منذ إنشائها اهتماما خاصا بالتدريب لما يمثله التدريب من أهمية بالغة في سبيل تطوير وتنمية الكوادر البشرية، حيث حظي موضوع التدريب بحرس الحدود باهتمام بالغ من خلال تدريب وتطوير الموارد البشرية وإعدادهم وتهيئة الكوادر القيادية والإدارية والفنية للقيام بالمهام الموكلة إليهم سواء كان هؤلاء من العسكريين أو المدنيين وذلك من خلال تأهيلهم التأهيل العلمي المناسب للقيام بمهامهم كل حسب تخصصه.