مشكلة الحكومة في التمويل.. وروسيا تفكر في بديل الأسد
مجـددا رفـض مشاركة إيـران في «جنيـف2».. أحمد طعمة لــ «عكاظ» :
الأحد / 28 / محرم / 1435 هـ الاحد 01 ديسمبر 2013 19:18
عبد الله الغضوي (اسطنبول ــ هاتفيا)
كشف رئيس الحكومة السورية المؤقتة الدكتور أحمد طعمة عن تغير طفيف في الموقف الروسي حيال الأزمة السورية، موضحا أن الروس في آخر لقاء مع الوفد السوري من الائتلاف في جنيـف، بدوا أكثر تفهما للأزمة السورية، إلا أنه لم يفـرط كثـيرا في التفاؤل. وحول إشارة بدء عمل الحكومة، قال الدكتور طعمة في حديث لـ «عكاظ» : إننا منذ اللحظة الأولى في تشكيل الحكومة ونحن نعمل في إطار إعداد البرنامج، كاشفا عن وجود وزيري العدل والإدارة المحلية في الداخل السوري. وأوضح رئيس الحكومة المؤقتة، أن من أبـرز صعوبات الحكومة هي التمويـل، والعمل من نقطة الصفـر، مشيرا إلى أنه في صدد زيـارة قريـبة إلى المملكة، ربـما تكون الأسبوع المقبل. وحول موقف الائتلاف من الإدارة الانتقالية التي أعلنها أحد الفصائل الكردية، قال طعمة: إننا لا نرى من هذه الإدارة شيئا على أرض الواقع، مبديا استعداد حكومته لتقديم الخدمات للمقيـمـين في مناطق هذه الإدارة.. فإلى تفاصيل الحوار:
• متى تنطلق الحكومة المؤقتة في عملها داخل المناطق المحـررة؟
ــ الحكومة بدأت في عملها منذ اللحظة الأولى لتشكيلها من خلال التواصل مع الداخل السوري، وهناك وزيـران من الحكومة مقيمان في الداخل وهما وزيرا العدل والإدارة المحلية، ووضعنا خططا أولية للبدء في إدارة المناطق المحررة وتـم التواصل مع الأركان من أجل حماية عمل هذه الحكومة، وبدون التنسيق مع الجيش الحر في الداخل لا تستطيـع الحكومة ممارسة أعمالها، وخصوصا رد الاعتداءات من قبل النظام على الشعب السوري. والحكومة في حالة عمل منذ اللحظة الأولى، ونحن الآن بانتظار الاجتماع المقبـل للأمانة العامة من أجل منح الثـقة للوزارات الثـلاث الأخرى وهي الداخلية والتعليم والصحة.
لكن حقيقة لم تبدأ المشاريـع على أرض الواقع، نظرا لغياب التمويـل في هذه الفترة.. وضرورة تأمين قوة عسكرية لحماية هذه الحكومة.. ونحن الآن منشغلون بوضع النظام الداخلي والأساسي للحكومة.. وحتى الآن لم يمض أسبوعان على تشكيـل الحكومة.
• ألم يتـم الحديث عن وزارة الخارجية في التشكيل الحكومي؟
ــ بالنسبة لوزارة الخارجية، تـم الاتفاق بعد تقليص عدد أعضاء الحكومة على تأجيـل وزارة الخارجية إلى حين الحصول على التمويـل الكافي.. وهي الآن في عهدة الهـيئة السياسية للائتلاف.
• البعض تحدث عن قوة خاصة ليست من الجيش الحـر لتأمين عمل الحكومة، على اعتبار انشغال الحـر بالقـتال على الجبهات؟
ــ هذه المعلومات ليست دقيقة أبدا، القوة المكلفة بحماية عمل الحكومة ستكون من المقاتـلين في الجيش الحـر، فلا نستطيـع أن نأتي بقوة من المريخ.. الجيش الحـر هو من سيؤمن المناخ الآمن لعمل الحكومة.
• ما هي الدول التي تعولون عليها في التمويـل؟
ــ هناك الكثير من الدول التي وعدت بتمويـل الحكومة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي نثق جدا بوعودها، بل هي من الدول التي تـتقدم في مسألة دعـم الشعب السوري، وفي هذا الإطار فإنـنا في صدد زيـارة قريـبة جدا للمملكة، ربـما تكون في الأسبوع المقبل.
• ما هي أبـرز الصعوبات التي تعـترض عمـل الحكومة؟
ــ هناك مشكلتان أساسيتان تواجهان عمـل الحكومة المؤقـتـة، الأولى أن هذه الحكومة تبدأ من الصفر في كل شيء، خصوصا من الناحية الإداريـة، فالنظام دمـر كل البنى التحتـية في المناطق المحـررة و أوغل في الأعمال التخريـبية، أما المشكلة الثانية فهي التمويل: وأعتـقد أن الحكومة المؤقـتة قادرة على حل الكثير من الأمور من خلال التمويـل الجيد.
• تـعلمون أن هناك الكثير من الفصائل المتخاصمة في الداخل.. هل للحكومة دور في توحيد هذه القوى؟
ــ بالتأكيد سيكون للحكومة الدور الأبـرز في توحيد الفصائل المقاتـلة على الأرض، بـل بدأت في هذه المهمة منذ بداية تشكيل الحكومة. وجرى اجتماع ثلاثي هام ونوعي بين رئيس الحكومة، وزيـر الدفاع أسعد مصطفى، وقائد هيئة الأركان اللواء سليم إدريس بحضور المجلس العسكري الأعلى وبحث سبل وآلية توحيد هذه الفصائل.. ونحن ماضون في توحيد كل القوى المقاتـلة على الأرض بهدف الإسراع بإسقاط النظام.
• «جنيـف 2» على الأبـواب .. لكن مازالت التوجهات متـضاربـة.. المعارضة تـقول: لا جنيـف بوجود الأسد.. والنظام يرفض الرحيـل.. فما هو مسار هذا المؤتمـر؟
ــ المسألة واضحة من خلال بنود «جنيـف 1» الذي يقول بضرورة تشكيل جسم حكم انتقالي بما فيه الجيش والأمن وأجهـزة الاستخبارات والبنك المركزي وجميـع مفاصل الدولة في سوريا، وأعضاء هذا الحكم الانتقالي لا يكون إلا بموافقة الطرفين، وعلى هذا فالأسد خارج هذه المرحلة، إذ يجب عليه تسليم السلطة إلى هذا الجسم الانتـقالي، ونحن ننـظر إلى «جنيـف 2» على أنه مؤتمـر إجرائي وليس تفاوضيا، بمعنى أن «جنيـف 2» للتنـفـيذ والتطبيـق لـ «جنيـف 1» بمواده المحددة.. وإذا تـم بالفعل تطبيق «جنيـف 1» فإن خروج الأسد سيكون نتـيجة لتطبيق هذه البنود، التي من أهمها استقلالية القضاء وبناء سوريا الديـمقراطية.
• في حال تـم الاتفاق على «جنيـف 2» وإجـراء عملية انتقالية.. هل هذه العملية ستلغي حكومة الائتلاف؟
ــ نحن نتمنى أن يتخلص الشعب السوري من هذا النظام الفاسد، وعندما يتـحقـق ذلك، لا مانع لدينا من وضع هذه الحكومة تحت تصرف الحكم الانتقالي، لكن أعتـقد أن هذا الأمـر سيطول، فريـثـما يتـم الاتـفاق نحن يجب علينا العمل لأجل خدمة الشعب السوري.. وهذه هي المهـمة الرئيسة للحكومة الآن.
• «15» الشهـر الجاري سيحدد الائتـلاف وفده التفاوضي إلى «جنيـف 2» .. هل من ملامح لهذا الوفد؟
ــ لم يتـم تحديد الوفد التفاوضي في «جنيـف 2» حتى الآن، وليس هناك من تفاصيل حول طبـيـعة هذا الوفد، إلا أن الوفد سيكون متوازنا ومنسجما يمثـل كافة أطياف المعارضة، وطروحاتـه ثابـتـة ومتماسكة تمثـل مطالب الشعب السوري في التخلص من نظام الأسد ورموزه المجرمة.
• وماذا عن هيئة التنسيـق .. هل ستكون ممثـلة في وفـد الائتـلاف؟
ــ أعـتـقـد أنها ستـمثـل بشخص واحد.
• هل تـعـتـقـد أن «جنيـف 2» كفيـل بحل الأزمة السورية؟
ــ ليس بالضرورة أن يحل الأزمة الآن، إلا أنه سيكون خطوة في طريق الحل وإنهاء الأزمة، والخطوة الأولى التي سيحقـقـها مؤتـمـر «جنيـف 2» هي إحراج النظام أمام المجتمـع الدولي وكشف أكاذيـبه ومراوغاتـه، فالنظام سيضـع العراقيـل أمام كل شيء ، ونحن سنضـع «فيتـو» على كل رموزه المجرمة، هنا قد تحصل حالة الاستـعـصاء في التـوصـل إلى حل.. بمعنى أنه لم يتـم الاتفاق على شيء ، وهنا يتـدخل المجتـمـع الدولي لإجباره على تطبيـق مبادئ «جنيـف1»..
• في الخامس والعشرين من الشهـر الماضي زار وفد من الائتـلاف جنيـف والتقى نائب وزيـر الخارجية ميخائيـل بوغدانوف.. هل لمس الوفد تغيرا في الموقف الروسي؟
ـــ الخلاصة التي توصل لها وفد الائتـلاف في لقائـهـم ممثـلين عن روسيا، هي أن الموقف الروسي أصبح أكـثر مرونـة، وبدؤوا أكـثر تفـهـما لمأساة الشعب السوري وإيـجاد حل .. فروسيا بدأت تـتحـدث بالتفاصيـل وتحدثـت أيضا عن بديـل الأسد الذي يمكن أن يقبلوا بـه.. هذا يعني عمليا يمكن أن يقبلوا بفكرة رحيـل بشار الأسد.
• وهـل أنتـم متفائلون؟
ــ لا نريد أن نفـرط في التفاؤل، لكن نقول إن الروس بدؤوا يقتربون مما نطرحه وليس ذلك بالقدر الكافي ولا على مستوى طموحاتنا، لكن نحن نرى أنه عندما يبدأ «جنيـف 2» سيكتـشف الروس مدى تعـنـت النظام وأنه لا يريـد إيـجاد حـل.. لكن في النهايـة الشعب السوري لن يعـد للـوراء.. وإن غدا لناظـره قريـب.
• يعـترض الائتـلاف على وجود إيـران في «جنيـف 2» ، بينما يقبـل بوجود روسيا وهما الدولتان الفاعلـتان في دعـم نظام الأسد؟
ــ لن نقبـل بوجود من يقتـل الشعب السوري على الإطلاق، ولن يكون لهـم مكان بين السوريـين.. هم يشاركون بالمال والعـتـاد والرجال في قتـل أبنائنا، فكيف نقبـل بوجودهم.
• البعض يقول إن الاتـفاق الإيـراني الغربي حول النووي يأتي في إطار صفـقـة عامة من بينها بقاء الأسد؟
ــ لا أتـفـق مـع هذا الأمـر، بالنسبة للإيـرانيـين فالنووي عندهم أهم من مليون أسد، هذا النووي كان حلم إيـران بهدف السيطـرة على المنطقة وإيـذاء الدول الخليجية الصديـقـة، وإذا كان الثـمن بقاء النظام .. فما أبخس هذا الثـمن، لكن لا أعتـقد أن المجتـمع الدولي أعطاهم ضمان بقاء الأسد .. هم اضطروا للتوقيـع على الاتـفاق النووي، لأسباب داخلية منها سوء الوضع الاقتصادي والخوف من ربـيـع إيـراني ضد هذا النظام الاستبدادي.
• ما هو موقـف حكومة الائـتـلاف من الإدارة الانتـقالية التي أعلنها الأكـراد في بعض المناطق الشمالية الغربـية؟
ــ إن طـرح الإدارة الانتقالية في هذه المرحلة، نوع من الضغط السياسي، هم لا يملكون مقومات هذه الإدارة من ناحية التمويـل، ولا تملك الأرضية السياسية الكافية، وليست لهذا العمل أية شعبية، وهم كلما طرحت الحكومة المؤقـتـة، كلما قـفـز هؤلاء إلى الإدارة الانتـقالية.. وعندما نالت حكومتي الثقة أعلنوا عن تشكيل هذه الإدارة، لكنها ليس لها على الأرض وجود.
• هل سيكون للحكومة المؤقـتـة دور في هذه المناطق؟
ــ نحن نتـعامل مع جميـع المواطنين على الأراضي السورية على قدم المساواة، لهم حقوق وعليهم واجبات، ونحن سعدنا عندما انضم المجلس الوطني الكردي إلى الائتـلاف .. وهذا نوع جديد من التحالفات لبناء سوريـا المستـقبـل.
• ألا تخشون من الصدام بين المقاتـلين الأكـراد والجيش الحـر في حال توجهتـم لخدمة المواطنين في هذه المناطق؟
ــ ربما نخشى، لكن الخشية ليست كبيرة، فلن نعطل أعمالنا لوجود تحديات كبرى، سنسعى للتعامل مع هذه التحديات بمرونة وحكمة، لكن في النهاية نحن ماضون في خطـتـنا لإدارة المناطق المحـررة.
• مازالت الحقول النفطية في المناطق الشرقية خارجة عن السيطـرة، ويستحوذ عليها مقاتـلون متنـوعون، هل من خطة لاستعادة السيطـرة عليها؟
ــ نحن الآن في صدد البحث عن شخصية مهمة من أهل المنطقة وقريبة من العشائر، على أن يكون خبيرا في شؤون النفط، للتواصل مع المقاتـلين الذين يفرضون السيطرة على آبار النفط، وأعتـقد أنه يمكن الوصول إلى قواسم مشتركة ونحـل إشكالية الآبار النفطية.
• اللاجئـون السوريون يعانون المـر في مخيـماتـهم.. فهـل من خطة واقعية لمساعدتـهـم، خصوصا مع مجيء فصل الشتاء؟
ــ لديـنا الخطـط الكافية والواسعة لتغطـية احتياجات اللاجـئين .. حقيـقـة مشكلـتـنا ليست في الخطـط والدراسات .. مشكلـتـنا في التمويـل، فإذا توفر التمويـل خلال شهـر فإن أمور الحكومة ستكون بخـير، وإلا فإن الحكومة ستكون في وضع حرج..
• هل مازالت فكرة الجيش الوطني قائمة؟
ــ بحسب المفهـوم من هذا الجيش، لكنني أقول إن المطـروح الآن هو إعادة ترتـيـب الجيش الحـر وتنـظـيـمه وفـق تراتـبـية عسكرية من أجـل تنسيـق كل الكتائـب بهدف واحد وهو إسقاط النظام.. والجيش الوطني إذا تـم القـرار بتشكيله فلن يكون إلا من خلال عناصـر وألويـة الجيش الحـر.. وهذا قـرار نهائي.. هؤلاء أبناء الشعب السوري الذين رفضوا نظام الاستبـداد .. ولا بـد من صهـرهم من أجل سوريا الجديدة.
• متى تنطلق الحكومة المؤقتة في عملها داخل المناطق المحـررة؟
ــ الحكومة بدأت في عملها منذ اللحظة الأولى لتشكيلها من خلال التواصل مع الداخل السوري، وهناك وزيـران من الحكومة مقيمان في الداخل وهما وزيرا العدل والإدارة المحلية، ووضعنا خططا أولية للبدء في إدارة المناطق المحررة وتـم التواصل مع الأركان من أجل حماية عمل هذه الحكومة، وبدون التنسيق مع الجيش الحر في الداخل لا تستطيـع الحكومة ممارسة أعمالها، وخصوصا رد الاعتداءات من قبل النظام على الشعب السوري. والحكومة في حالة عمل منذ اللحظة الأولى، ونحن الآن بانتظار الاجتماع المقبـل للأمانة العامة من أجل منح الثـقة للوزارات الثـلاث الأخرى وهي الداخلية والتعليم والصحة.
لكن حقيقة لم تبدأ المشاريـع على أرض الواقع، نظرا لغياب التمويـل في هذه الفترة.. وضرورة تأمين قوة عسكرية لحماية هذه الحكومة.. ونحن الآن منشغلون بوضع النظام الداخلي والأساسي للحكومة.. وحتى الآن لم يمض أسبوعان على تشكيـل الحكومة.
• ألم يتـم الحديث عن وزارة الخارجية في التشكيل الحكومي؟
ــ بالنسبة لوزارة الخارجية، تـم الاتفاق بعد تقليص عدد أعضاء الحكومة على تأجيـل وزارة الخارجية إلى حين الحصول على التمويـل الكافي.. وهي الآن في عهدة الهـيئة السياسية للائتلاف.
• البعض تحدث عن قوة خاصة ليست من الجيش الحـر لتأمين عمل الحكومة، على اعتبار انشغال الحـر بالقـتال على الجبهات؟
ــ هذه المعلومات ليست دقيقة أبدا، القوة المكلفة بحماية عمل الحكومة ستكون من المقاتـلين في الجيش الحـر، فلا نستطيـع أن نأتي بقوة من المريخ.. الجيش الحـر هو من سيؤمن المناخ الآمن لعمل الحكومة.
• ما هي الدول التي تعولون عليها في التمويـل؟
ــ هناك الكثير من الدول التي وعدت بتمويـل الحكومة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي نثق جدا بوعودها، بل هي من الدول التي تـتقدم في مسألة دعـم الشعب السوري، وفي هذا الإطار فإنـنا في صدد زيـارة قريـبة جدا للمملكة، ربـما تكون في الأسبوع المقبل.
• ما هي أبـرز الصعوبات التي تعـترض عمـل الحكومة؟
ــ هناك مشكلتان أساسيتان تواجهان عمـل الحكومة المؤقـتـة، الأولى أن هذه الحكومة تبدأ من الصفر في كل شيء، خصوصا من الناحية الإداريـة، فالنظام دمـر كل البنى التحتـية في المناطق المحـررة و أوغل في الأعمال التخريـبية، أما المشكلة الثانية فهي التمويل: وأعتـقد أن الحكومة المؤقـتة قادرة على حل الكثير من الأمور من خلال التمويـل الجيد.
• تـعلمون أن هناك الكثير من الفصائل المتخاصمة في الداخل.. هل للحكومة دور في توحيد هذه القوى؟
ــ بالتأكيد سيكون للحكومة الدور الأبـرز في توحيد الفصائل المقاتـلة على الأرض، بـل بدأت في هذه المهمة منذ بداية تشكيل الحكومة. وجرى اجتماع ثلاثي هام ونوعي بين رئيس الحكومة، وزيـر الدفاع أسعد مصطفى، وقائد هيئة الأركان اللواء سليم إدريس بحضور المجلس العسكري الأعلى وبحث سبل وآلية توحيد هذه الفصائل.. ونحن ماضون في توحيد كل القوى المقاتـلة على الأرض بهدف الإسراع بإسقاط النظام.
• «جنيـف 2» على الأبـواب .. لكن مازالت التوجهات متـضاربـة.. المعارضة تـقول: لا جنيـف بوجود الأسد.. والنظام يرفض الرحيـل.. فما هو مسار هذا المؤتمـر؟
ــ المسألة واضحة من خلال بنود «جنيـف 1» الذي يقول بضرورة تشكيل جسم حكم انتقالي بما فيه الجيش والأمن وأجهـزة الاستخبارات والبنك المركزي وجميـع مفاصل الدولة في سوريا، وأعضاء هذا الحكم الانتقالي لا يكون إلا بموافقة الطرفين، وعلى هذا فالأسد خارج هذه المرحلة، إذ يجب عليه تسليم السلطة إلى هذا الجسم الانتـقالي، ونحن ننـظر إلى «جنيـف 2» على أنه مؤتمـر إجرائي وليس تفاوضيا، بمعنى أن «جنيـف 2» للتنـفـيذ والتطبيـق لـ «جنيـف 1» بمواده المحددة.. وإذا تـم بالفعل تطبيق «جنيـف 1» فإن خروج الأسد سيكون نتـيجة لتطبيق هذه البنود، التي من أهمها استقلالية القضاء وبناء سوريا الديـمقراطية.
• في حال تـم الاتفاق على «جنيـف 2» وإجـراء عملية انتقالية.. هل هذه العملية ستلغي حكومة الائتلاف؟
ــ نحن نتمنى أن يتخلص الشعب السوري من هذا النظام الفاسد، وعندما يتـحقـق ذلك، لا مانع لدينا من وضع هذه الحكومة تحت تصرف الحكم الانتقالي، لكن أعتـقد أن هذا الأمـر سيطول، فريـثـما يتـم الاتـفاق نحن يجب علينا العمل لأجل خدمة الشعب السوري.. وهذه هي المهـمة الرئيسة للحكومة الآن.
• «15» الشهـر الجاري سيحدد الائتـلاف وفده التفاوضي إلى «جنيـف 2» .. هل من ملامح لهذا الوفد؟
ــ لم يتـم تحديد الوفد التفاوضي في «جنيـف 2» حتى الآن، وليس هناك من تفاصيل حول طبـيـعة هذا الوفد، إلا أن الوفد سيكون متوازنا ومنسجما يمثـل كافة أطياف المعارضة، وطروحاتـه ثابـتـة ومتماسكة تمثـل مطالب الشعب السوري في التخلص من نظام الأسد ورموزه المجرمة.
• وماذا عن هيئة التنسيـق .. هل ستكون ممثـلة في وفـد الائتـلاف؟
ــ أعـتـقـد أنها ستـمثـل بشخص واحد.
• هل تـعـتـقـد أن «جنيـف 2» كفيـل بحل الأزمة السورية؟
ــ ليس بالضرورة أن يحل الأزمة الآن، إلا أنه سيكون خطوة في طريق الحل وإنهاء الأزمة، والخطوة الأولى التي سيحقـقـها مؤتـمـر «جنيـف 2» هي إحراج النظام أمام المجتمـع الدولي وكشف أكاذيـبه ومراوغاتـه، فالنظام سيضـع العراقيـل أمام كل شيء ، ونحن سنضـع «فيتـو» على كل رموزه المجرمة، هنا قد تحصل حالة الاستـعـصاء في التـوصـل إلى حل.. بمعنى أنه لم يتـم الاتفاق على شيء ، وهنا يتـدخل المجتـمـع الدولي لإجباره على تطبيـق مبادئ «جنيـف1»..
• في الخامس والعشرين من الشهـر الماضي زار وفد من الائتـلاف جنيـف والتقى نائب وزيـر الخارجية ميخائيـل بوغدانوف.. هل لمس الوفد تغيرا في الموقف الروسي؟
ـــ الخلاصة التي توصل لها وفد الائتـلاف في لقائـهـم ممثـلين عن روسيا، هي أن الموقف الروسي أصبح أكـثر مرونـة، وبدؤوا أكـثر تفـهـما لمأساة الشعب السوري وإيـجاد حل .. فروسيا بدأت تـتحـدث بالتفاصيـل وتحدثـت أيضا عن بديـل الأسد الذي يمكن أن يقبلوا بـه.. هذا يعني عمليا يمكن أن يقبلوا بفكرة رحيـل بشار الأسد.
• وهـل أنتـم متفائلون؟
ــ لا نريد أن نفـرط في التفاؤل، لكن نقول إن الروس بدؤوا يقتربون مما نطرحه وليس ذلك بالقدر الكافي ولا على مستوى طموحاتنا، لكن نحن نرى أنه عندما يبدأ «جنيـف 2» سيكتـشف الروس مدى تعـنـت النظام وأنه لا يريـد إيـجاد حـل.. لكن في النهايـة الشعب السوري لن يعـد للـوراء.. وإن غدا لناظـره قريـب.
• يعـترض الائتـلاف على وجود إيـران في «جنيـف 2» ، بينما يقبـل بوجود روسيا وهما الدولتان الفاعلـتان في دعـم نظام الأسد؟
ــ لن نقبـل بوجود من يقتـل الشعب السوري على الإطلاق، ولن يكون لهـم مكان بين السوريـين.. هم يشاركون بالمال والعـتـاد والرجال في قتـل أبنائنا، فكيف نقبـل بوجودهم.
• البعض يقول إن الاتـفاق الإيـراني الغربي حول النووي يأتي في إطار صفـقـة عامة من بينها بقاء الأسد؟
ــ لا أتـفـق مـع هذا الأمـر، بالنسبة للإيـرانيـين فالنووي عندهم أهم من مليون أسد، هذا النووي كان حلم إيـران بهدف السيطـرة على المنطقة وإيـذاء الدول الخليجية الصديـقـة، وإذا كان الثـمن بقاء النظام .. فما أبخس هذا الثـمن، لكن لا أعتـقد أن المجتـمع الدولي أعطاهم ضمان بقاء الأسد .. هم اضطروا للتوقيـع على الاتـفاق النووي، لأسباب داخلية منها سوء الوضع الاقتصادي والخوف من ربـيـع إيـراني ضد هذا النظام الاستبدادي.
• ما هو موقـف حكومة الائـتـلاف من الإدارة الانتـقالية التي أعلنها الأكـراد في بعض المناطق الشمالية الغربـية؟
ــ إن طـرح الإدارة الانتقالية في هذه المرحلة، نوع من الضغط السياسي، هم لا يملكون مقومات هذه الإدارة من ناحية التمويـل، ولا تملك الأرضية السياسية الكافية، وليست لهذا العمل أية شعبية، وهم كلما طرحت الحكومة المؤقـتـة، كلما قـفـز هؤلاء إلى الإدارة الانتـقالية.. وعندما نالت حكومتي الثقة أعلنوا عن تشكيل هذه الإدارة، لكنها ليس لها على الأرض وجود.
• هل سيكون للحكومة المؤقـتـة دور في هذه المناطق؟
ــ نحن نتـعامل مع جميـع المواطنين على الأراضي السورية على قدم المساواة، لهم حقوق وعليهم واجبات، ونحن سعدنا عندما انضم المجلس الوطني الكردي إلى الائتـلاف .. وهذا نوع جديد من التحالفات لبناء سوريـا المستـقبـل.
• ألا تخشون من الصدام بين المقاتـلين الأكـراد والجيش الحـر في حال توجهتـم لخدمة المواطنين في هذه المناطق؟
ــ ربما نخشى، لكن الخشية ليست كبيرة، فلن نعطل أعمالنا لوجود تحديات كبرى، سنسعى للتعامل مع هذه التحديات بمرونة وحكمة، لكن في النهاية نحن ماضون في خطـتـنا لإدارة المناطق المحـررة.
• مازالت الحقول النفطية في المناطق الشرقية خارجة عن السيطـرة، ويستحوذ عليها مقاتـلون متنـوعون، هل من خطة لاستعادة السيطـرة عليها؟
ــ نحن الآن في صدد البحث عن شخصية مهمة من أهل المنطقة وقريبة من العشائر، على أن يكون خبيرا في شؤون النفط، للتواصل مع المقاتـلين الذين يفرضون السيطرة على آبار النفط، وأعتـقد أنه يمكن الوصول إلى قواسم مشتركة ونحـل إشكالية الآبار النفطية.
• اللاجئـون السوريون يعانون المـر في مخيـماتـهم.. فهـل من خطة واقعية لمساعدتـهـم، خصوصا مع مجيء فصل الشتاء؟
ــ لديـنا الخطـط الكافية والواسعة لتغطـية احتياجات اللاجـئين .. حقيـقـة مشكلـتـنا ليست في الخطـط والدراسات .. مشكلـتـنا في التمويـل، فإذا توفر التمويـل خلال شهـر فإن أمور الحكومة ستكون بخـير، وإلا فإن الحكومة ستكون في وضع حرج..
• هل مازالت فكرة الجيش الوطني قائمة؟
ــ بحسب المفهـوم من هذا الجيش، لكنني أقول إن المطـروح الآن هو إعادة ترتـيـب الجيش الحـر وتنـظـيـمه وفـق تراتـبـية عسكرية من أجـل تنسيـق كل الكتائـب بهدف واحد وهو إسقاط النظام.. والجيش الوطني إذا تـم القـرار بتشكيله فلن يكون إلا من خلال عناصـر وألويـة الجيش الحـر.. وهذا قـرار نهائي.. هؤلاء أبناء الشعب السوري الذين رفضوا نظام الاستبـداد .. ولا بـد من صهـرهم من أجل سوريا الجديدة.