ممارسات الصيادين تهدد بإبادة الثروة السمكية في ينبع

يستخدمون شباكا ممنوعة تسبب خللا في التوازن البحري

أحمد الأنصاري (ينبع)

دق شيخ الصيادين بمحافظة ينبع علي الزمعي، ناقوس الخطر الذي يهـدد الثروة السمكية، مبديا انزعاجه من بعض صيادي العمالة الوافدة لاعتمادهم على طرق صيد تعمل على إبادة الثروة البحرية بالبحر الأحمر، متخطين جميـع الخطوط الحمراء، ضاربـين عرض الحائط بالقوانين والأعراف البحرية. وقال الزمعي لـ «عكاظ» : «يجب أن تكون هناك وقفة حقيقية قبل فوات الأوان، فالعمالة الوافدة من الصيادين يستخدمون كل الأساليب المتاحة من أجل استخراج الأسماك من البحر أولا بالقراقـير «السخاوي» ــ أقفاص حديدية ترمى في البحر داخلها طعم من العجين ــ ، وتلك تعتبر بمثابة مقبرة البحر؛ لتلويـثـها البيئة البحرية من خلال الصدأ الناتج عنها بعد فترة من وجودها في أعماق البحر، كما يقومون بالصيد باستخدام الأشورة أو الشباك الممنوعة دوليا، ومحليا؛ لأنها تستهدف الأسماك الصغيرة، وتقضي على دورة الأحياء البحرية، وتسبب اختلالا في التوازن البيئي البحري، كما تقوم الوافدة باستخدام البنادق البحرية عبر الغوص، وهو صيد الهواة، الذي انتشر في الآونة الأخيرة، وذلك من شأنه تدمير الشعب المرجانية في المقام الأول، وإنهاء الحياة للأحياء التي تـتغذى عليها.. وحسب معلوماتي الشخصية فإن هناك ما بين 200 إلى 300 شخص يستخدمون البنادق في عملية الصيد بينبع، بالإضافة إلى صيد الأسماك في مواسم التكاثـر، ومنعها من إكمال عملية التزاوج، وتكوين جيل جديد.. فكل هذه الأسباب أدت إلى اختفاء الأسماك، وندرتها في البحـر».
وكشف الزمعي عن وجود زيـادة في أسعار بيـع الأسماك بشكل مبالغ فيه لم تشهده الأسواق منذ سنوات، إذ وصل الارتفاع إلى ما يزيد على 200 بالمئة في الأسعار الاعتيادية، مبينا أن سبب الارتفاع يرجع إلى قلة المعروض، وزيـادة الطلب؛ نظرا لأن الأسماك قليلة، والطلب عليها متزايد بشكل كبير، حيث زادت طلبات محلات الأسماك، والفنادق بينبع ثمانية أضعاف عن السابق.
وعن أنواع الأسماك التي ارتفع سعرها ذكر الزمعي أن جميـع أنواع الأسماك بدون استثناء زاد سعرها، مشيرا إلى أن «شكة» ــ ربطة السمك زنة 5 كيلو جرام ــ الناجل تباع بـ 600 ريال، بعد أن كانت بـ 300 ريال، وكذلك ربطة الطرادي وصلت إلى 600 ريال، بعد أن كانت تـتراوح بين 300 إلى 350 ريالا، وربطة الشريفي سجلت بعد الزيـادة 550 ريالا، بعد الارتفاع وصلت ربطة أبوعين إلى 360 ريالا، والحريد 350 ريالا. وعن دور الصياديـن بينبع في عملية ارتفاع الأسعار أشار الزمعي، إلى وجود ارتفاع واضح، نظـرا لزيـادة مصروفات الصيادين، وكثافة الطلب من قبل الأفـراد، والمطاعم، والفنادق.
وطالب محمد لافي العروي، وعبد الله السناني، ويوسف الرفاعي، «متسوقين بالسوق المركزي للأسماك» ، بوضع تسعيرة يومية من قبل القائمين على السوق؛ للحد من الارتفاع اليومي غير المـبرر من قبل البائعين بالسوق، وألا تـتـرك الأمور على أعنـتـها لمن يريد أن يرفع الأسعار دون حسيب أو رقـيب..
ويـبـين نبيل المصري «مسؤول المشتريات في أحد المطاعم بينبع» ، أن الأسعار تضاعفت ثـلاثـة أضعاف بسبب برودة الأجواء، واختفاء الأسماك، والشح في بعض الأنواع، نظرا لزيـادة الطلب من المطاعم، والفنادق خاصة على أنواع الهامـور، والشعور، والناجل، والطرادي، وذلك ما تسبب في ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه.