نبوءة الشعراء
الأحد / 12 / صفر / 1432 هـ الاحد 16 يناير 2011 22:17
حسن الحارثي
رحل محمد الثبيتي ــ قامة الوطن الشعرية السامقة ــ وظلت أحرفه نبوءة سيد البيد ووقعا في مقبل الأيام والأوجاع والوطن. رحل وهو يتهجى الحلم والوهم والصحو، وترك لنا عذوبته وتراتيله وعنفوان تضاريسه وشيئا من مسكنات الذاكرة. رحل وهو يغزل الوطن بحبات الرمل ويصوغ منه رحلة شهية للسماء.
لم يكن الشعر يوما حديثا يردد وكلاما يغنى قط، الشعر روح الزمن وإعادة تشكيل وعيه، هو نبوءة المثقفين والفلاسفة الذين يرسمون للوطن الخطى ويكتبون الرؤى الخالدة بعد أن تمكنوا من قراءة تفاصيل المرحلة فكريا وسياسيا وراحوا ينشدون تكامل الحاجات الإنسانية وغاياتها العظمى.
ولم يكن الشاعر الفرنسي العظيم فيكتور هوجو مجرد أديب منظر أو رجل بلاغي، لقد كان محاربا تنويريا في وجه الظلامية وصوتا جهورا للإنسان الفرنسي البسيط في القرن التاسع عشر، رغم أنه عاش النصف الأول من عمره نبيلا من نبلاء باريس.
كانت أشعار هوجو وكتاباته نضالية محضة، ترصد حاجة المواطن الفرنسي في تلك الحقبة للحرية والديموقراطية والتعددية وكان يمقت بأحرفه الحارقة، البورجوازية والتصنيف الطبقي وبربرية نابليون وسيادة الأصولية على الحداثة والتمدن. كان يقول «لن أتردد في قول أشياء تجتاز عتبات القرون».
طالب آنذاك بثلاثة أشياء، عدم استغلال الأطفال في العمل وتحسين وضع المرأة وحرية التعبير والنشر في الصحافة، ورغم أنه مات ولم تتحقق هذه المطالبات التي حشا بها أشعاره وروايته الخالدة «البؤساء» إلا أن هذه النبوءة رأت النور بعده بفترة وجيزة، وبات هوجو أهم وأقوى رجل في تاريخ فرنسا وما زال.
إنها نبوءة الشعراء، وإن كانوا يهيمون في كل واد، ولم يكن شعراء أوروبا ومثقفوها وحدهم من يستشعرون المرحلة ويكتبون أحلام الشعوب على ورق الحقيقة.
ديمومة :
فما زال في الغيب منتجع للشقاء ــ وفي الريح من تعب الراحلين بقايا
رحم الله محمد الثبيتي وغفر له وأسكنه فسيح الجنان.
harthy555@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة
لم يكن الشعر يوما حديثا يردد وكلاما يغنى قط، الشعر روح الزمن وإعادة تشكيل وعيه، هو نبوءة المثقفين والفلاسفة الذين يرسمون للوطن الخطى ويكتبون الرؤى الخالدة بعد أن تمكنوا من قراءة تفاصيل المرحلة فكريا وسياسيا وراحوا ينشدون تكامل الحاجات الإنسانية وغاياتها العظمى.
ولم يكن الشاعر الفرنسي العظيم فيكتور هوجو مجرد أديب منظر أو رجل بلاغي، لقد كان محاربا تنويريا في وجه الظلامية وصوتا جهورا للإنسان الفرنسي البسيط في القرن التاسع عشر، رغم أنه عاش النصف الأول من عمره نبيلا من نبلاء باريس.
كانت أشعار هوجو وكتاباته نضالية محضة، ترصد حاجة المواطن الفرنسي في تلك الحقبة للحرية والديموقراطية والتعددية وكان يمقت بأحرفه الحارقة، البورجوازية والتصنيف الطبقي وبربرية نابليون وسيادة الأصولية على الحداثة والتمدن. كان يقول «لن أتردد في قول أشياء تجتاز عتبات القرون».
طالب آنذاك بثلاثة أشياء، عدم استغلال الأطفال في العمل وتحسين وضع المرأة وحرية التعبير والنشر في الصحافة، ورغم أنه مات ولم تتحقق هذه المطالبات التي حشا بها أشعاره وروايته الخالدة «البؤساء» إلا أن هذه النبوءة رأت النور بعده بفترة وجيزة، وبات هوجو أهم وأقوى رجل في تاريخ فرنسا وما زال.
إنها نبوءة الشعراء، وإن كانوا يهيمون في كل واد، ولم يكن شعراء أوروبا ومثقفوها وحدهم من يستشعرون المرحلة ويكتبون أحلام الشعوب على ورق الحقيقة.
ديمومة :
فما زال في الغيب منتجع للشقاء ــ وفي الريح من تعب الراحلين بقايا
رحم الله محمد الثبيتي وغفر له وأسكنه فسيح الجنان.
harthy555@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة