جوائز الموسيقى والفنون للبيع لمن يريد شراء العالمية
هل تتلاعب بها اللجان المنظمة؟
الثلاثاء / 14 / صفر / 1432 هـ الثلاثاء 18 يناير 2011 20:50
علي فقندش ـ جدة، هناء البنهاوي ـ القاهرة
طالت الكثير من الاتهامات المهرجانات والمسابقات الفنية والبرامج المعتمدة على التصويت، مثل تلك التي تعتمد على تلفزيون الواقع الذي تزامن ظهوره مع ظهور الفضائيات في بداية التسعينيات الميلادية، هذا من جانب ومن جانب آخر طالت هذه الاتهامات اللجان التي تقف على تنظيم هذه الجوائز أو تلك في مهرجانات الموسيقى والغناء من ناحية والمهرجانات السينمائية والمسرحية وغيرها من الأنشطة ذات العلاقة، ومن أهم من وضعه سوء الظن في الاشتراك في صناعة هذه العلاقة غير الشرعية بين الفائزين المفترضين بهذه الجوائز والمهرجانات العربية الكبيرة التي بلغت شهرتها العالمية، شركات الإنتاج الفني المعنية بتقديم إنتاج هؤلاء المطربين أو النجوم بشكل عام، تعدد الاتهامات التي تطل برأسها بعد الإعلان عن جوائز مهرجان ما أمر جعلنا نطرح القضية في طاولة البحث ومع العديد من الفنانين وصناع الفن والفنانين، كذلك من العوامل التي جعلتنا نفتح هذا الملف، تلك الجوائز العالمية في دنيا الموسيقى والغناء التي حصل عليها مطرب الراي الجزائري الشاب خالد، خاصة بعد ألبومه «عائشة» الأمر الذي فتح شهية المطربين والمطربات في العالم العربي لتذوق طعم هذه الجوائز العالمية التي هي بالضرورة أقرب الطرق من وجهة نظرهم للوصول إلى العالمية، ولم يمض وقت طويل حتى تحقق للمطربين العرب ما أراوا من شهرة عالمية بحصولهم على هذه الجوائز، ولعل أبرزها جائزة الـ «ورلد ميوزك أوورد» التي تمنح للمطربين الأكثر تحقيقا للإيرادات وهو الأمر الذي يهم شركات الإنتاج الفني التي تصنع المنتوج الفني أو النجومية نفسها للفنان بتكاليف عالية وهو ما يشبه حالة الشاب خالد الذي كان نتاج صناعة نجوم من قبل شركة إنتاج غربية، وبذلك يتساوون هؤلاء النجوم العرب في نجوميتهم بكبار المطربين الغربيين الذين فازوا بهذه الجائزة مثل: مايكل جاكسون، سيلين ديون، برتيني سبيرز، ريكي مارتن، وغيرهم.ورغم أن حصول مطربينا العرب على هذه الجوائز مثل النجم عمرو دياب، إليسا، حصول تامر حسني العام الماضي على لقب مطرب القرن في أفريقيا، وفوز محمد حماقي بجائزة إم تي، تعد تشريفا لساحة الغناء العربي، ونظريا تعد مثل هذه الخطوات بمثابة نصر للأغنية العربية، لكنها عمليا باتت هذه الجوائز محط تشكيك واسع النطاق في مصداقيتها، خاصة بعد الجدل الكبير الذي صاحبها في السنوات الثلاث الماضية، وتفجير عدد من المطربين قنابل موقوتة بإعلانهم أنهم تلقوا عروضا من الشركة المنظمة لحفل توزيع الجوائز لشراء الجائزة مقابل مبلغ مادي في الغالب هو كبير.عروض لشراء الألقابوتصدر هؤلاء المطرين الإماراتي حسين الجسمي الذي قال: إنه تلقى عرضا لشراء الجائزة إلا أنه رفض ذلك تماما، بل أصر على حصوله على الجائزة دون أي مقابل مادي طالما أن اللجنة المنظمة لها جاءته بفكرة منحه إياها أو أنهم يوضحون أسباب اختياره، لكنهم مضوا في سبيلهم ليبحثوا عن غيره، ويشتعل الجسمي غضبا معلنا ذلك لوسائل الإعلام. ورغم كل تلك الضوضاء يومها استمرت هذه اللجنة التي تدير هذه الجائزة في عملها لتبيعها لنجم آخر وهو ما حدث علانية، كما المطربة شيرين عبدالوهاب أطلقت قنبلة مدوية، حين أكدت أن جائزة الميوزيك أوورد عرضت عليها مقابل 300 ألف دولار وهو ما رفضته تماما؛ لأن الجائزة التي تباع لا قيمة لها. واعتبرت أن مثل الجوائز تعد وهمية وتماثل من وجهة نظرها الألقاب التي يطلقها المطربون على أنفسهم تحقيقا لشهرة زائفة.وعلقت شيرين على الآراء التي تقول إن شيرين هاجمت الميوزيك أوورد لثقتها التامة في عدم قدرتها على الحصول عليها، قائلة: هذا الكلام يضحكني فأنا نجمة بشهادة الجمهور ومبيعات ألبومي كانت كبيرة للغاية، وحسب شروط الميوزيك أوورد من السهل أن أحصل عليها ولكن يبدو أن الشبهات التي تحوم حولها دفعت بعض المستفيدين منها للدفاع عنها.الموقف نفسه اتخذته المطربة نوال الزغبي من هذه الجائزة حين قالت: إنها رفضت شراء جائزة الميوزيك أوورد، لافتة إلى أنها ترفض الضحك على جمهورها الذي ساندها منذ انطلاق مشوارها الفني قبل سنوات، وقالت: إن هذه الجوائز تتدخل فيها المصالح الشخصية لشركات الإنتاج والتي تستثمر علاقاتها من أجل منح بعض الجوائز إلى مطربيها، وهو ما اعتبرته كارثة في دنيا الفنون. وبدوره يقول النجم الشاب جواد العلي:نعم هذا يحدث وحدث معي، إذ دعيت مرة للمشاركة في مهرجان أغنية عربي على أن أساهم بمبلغ مقطوع أدفعه للمشاركة كأحد نجوم المهرجان وإذا ما أردت جائزة أولى فإن علي أن أدفع مبلغا يوازي هذا المسمى واللقب الذي سأحصل عليه، وللحقيقة فكرت بداية لدخول المعمعة كفنان شاب إلا أنني وبعد تفكير عميق قلت لنفسي: لا، ليس من الجميل أن أكذب على نفسي. المنظمون يدافعونوأمام الشبهات التي طالت هذه الجوائز العالمية، باتت الاتهامات تكال لمن حصدها، ومنها أن هؤلاء المطربين والمطربات باتوا ينشغلون بالشهرة التي تحققها هذه الجوائز عن تطوير أدواتهم الغنائية، منشغلين بالألقاب أكثر من اهتمامهم بقيمة الغناء والفن ذاته، بل استغلال هذه الجوائز لضرب منافسيهم وتوظيف آلة الدعاية في الترويج لأعمالهم الفنية حتى ولو كانت هذه الأعمال ضعيفة فنيا.غير أن بشار زيدان مؤسس ستارز كافيه ممثل جوائز الموسيقى العالمية في الشرق الأوسط، ينفي هذه التهم عن الجوائز العالمية ويوضح أن جوائز الموسيقى العالمية World Music Awards هي من أهم الجوائز الموسيقية في العالم، والتي توزع سنويا منذ 20 عاما للفنانين الأكثر مبيعا حول العالم، وفي حفل توزيع الجوائز كل عام يغني 12 من النجوم الفائزين أشهر أغانيهم، ومن ضمنهم الفنان العربي الأكثر مبيعا، من أهم النجوم الذين كان لهم حضور قوي بالجوائز في الأعوام الماضية نذكر بيونسي، ماريا كاري، إليشا كيز، ريهانا، وبالطبع النجم مايكل جاكسون الذي كان له عدة مشاركات في الجوائز على مدى السنوات الماضية. وقال إن المعيار الوحيد لاختيار الفائزين هو أرقام مبيعات الألبومات في الأشهر الـ12 التي تسبق الحفل كل سنة، ووحدها أرقام المبيعات هي التي تحدد هوية الفنانين الرابحين، مؤكدا أن المصدر الرسمي لأرقام مبيعات الألبومات العربية هي مجلة ستارز كافيه الإلكترونية والموقع التابع لها هيت ماركر المتخصص بإحصاء أرقام مبيعات الألبومات العربية بشكل أسبوعي، المجلة تحصل على أرقام مبيعات الألبومات من خلال أكبر 65 متجرا موسيقيا موزعة في العالم العربي، من ضمنها المتاجر الكبرى التي تملك فروعا في دول عربية مختلفة، وبذلك تكون المجلة أكبر قاعدة بيانات مستقلة حول مبيعات الألبومات العربية، بعيدا عن شركات الإنتاج التي تسعى دائما إلى تمويه النتائج وفقا لمصالحها.وأرجع اللغط الذي يحصل في الشرق الأوسط؛ بسبب القنوات التلفزيونية الموسيقية وأنها تابعة لشركات الإنتاج وهي تكون معنية بشراء حقوق عرض الحفل في الشرق الأوسط؛ كونها معنية بالتسويق لنجمها الذي ربح الجائزة، لكن شراء حقوق العرض التلفزيوني يتم بعد اختيار الفائز.كما دافع المطرب محمد حماقي عن الجائزة التي حصدها قائلا: لم أسع يوما لجائزة نكرة تباع وتشترى، ولم أقم بعمل أي شيء لنيل أفضل مطرب عربي من M.T.V، ولكن نجاح البومي الأخير «حاجة مش طبيعية» في تحقيق مبيعات كبيرة، قد دفعت به إلى الصدارة ونيل هذه الجائزة العالمية. جوائز مشبوهةورغم هذه الدفوع من الجهات المنظمة لهذه الجوائز، غير أن عددا غير قليل من المطربين يرفضون هذه الجوائز ويشككون في مصداقتها ويرونها وبالا على فن الغناء ومنهم المطربة أنغام، التي وصفت هذه الجوائز العالمية بأنها «مشبوهة» وأنها لا تسعى إليها؛ لأن «سمعتها غير جيدة» ــ على حد تعبيرها ــ وتضيف: ومنذ فترة طويلة كنت أشعر بسعادة عندما يحصل عمرو دياب على جائزة عالمية؛ لأنه يستحق ذلك، وبمرور الوقت أصبحت الجوائز غير مفهومة، وهناك من يقول إنها تشترى أو الشركة المنتجة اشترتها لإحدى المطربات، وتساءلت هل يمكن الاستمتاع بجائزة بعد كل هذا اللغط وهل يمكن الافتخار بها؟. الفنان إيمان البحر درويش يستعجب من الجوائز الدولية قائلا: إنه لا يعرف من أين يأتي دياب وتامر بالجوائز، إلا أنه أكد أن جائزة الميوزيك أوورد تباع وتشترى وليست لها أي قيمة، وأن الخلاف الذي وقع أخيرا بين الفنان عمرو دياب والمنتج عمرو عفيفي على ثمن شراء الجائزة، هو أكبر دليل على ذلك.أما الفنانة اللبنانية مي حريري فقد أطلقت هجوما حادا على طريقة توزيع الجوائز الغنائية ووصفتها بأسلوب عمل المافيا.وقالت إنها لا تهتم على الإطلاق بتلك الجوائز أو الترشيح لها أو أسماء الفائزين بها، مشيرة إلى أن الجمهور هو الحكم العادل والمعيار الأساسي لنجاح أي فنان وليس شراء الجوائز بالمال أو العلاقات الشخصية والمجاملات.وأكدت مي أن تاريخها الطويل في الفن قد أكسبها خبرة ما يجري في الكواليس من تربيطات وتبادل المصالح، في حين أنها لا تجيد تلك اللعبة لأنها تفضل أن تكون أعمالها فقط هي المعبرة عنها.ووقف المطرب الفنان هشام عباس موقفا محايدا، حيث أعلن رفضه الإساءة لأية جائزة فنية دون وجود أدلة على ذلك، وقال: كل ما سمعناه من هجوم على جائزة الميوزيك أوورد يفتقر للمصداقية. وقال: إن خلافات بعض المطربين والمطربات الشخصية انتقلت إلى التشكيك في قيمة الجوائز، فمن يحصل على جائزة يشيد بها ومن يفشل في الوصول إليها يسيء إلى مصداقيتها وهذا يشوه سمعة النجوم أمام الجمهور؛ لأن الغيرة الفنية أحيانا ما تقتل العلاقات الإنسانية بين الفنانين.وكعادته في النقد اللاذع هاجم الموسيقار حلمي بكر معظم الجوائز العالمية وكذا الاستفتاءات التي وصفها بأنها مزيفة وقال: إنه بموجب هذا التزييف الفني أصبحنا نرى بعض أشباه المطربين يحصلون على جوائز يقال إنها عالمية رغم أنهم يفتقدون أدنى موهبة. وأرجع ذلك كله إلى صراع شركات الإنتاج ومحاولة تسليط الضوء علي نجومها. ويشير حلمي بكر إلى أنه رغم حصول عمرو دياب على الجائزة مرتين مع منتج ألبوماته السابق محسن جابر إلا أن جابر ومع بداية مشكلاته الشهيرة مع دياب ظهر في أحد البرامج التليفزيونية مهاجما الجائزة قائلا: إنه بالفعل دفع حوالى 130 ألف دولار عن كل مرة حصل فيها عمرو على الجائزة مع شركته. وأضاف إنه أمر طبيعي أن يحصل منظمو الحفل على هذا المبلغ؛ لأن مطربي الشرق الأوسط غير معروفين ولابد أن يتم تنظيم حملة دعائية لهم و «شعر» غنائي أيضا ولولا هذا المبلغ ما كان أحد سيعرف عن عمرو شيئا ولم يكن سيراه أحد وكان سيتم تسليمه الجائزة في السر.