الخبز أولا ..!
الاثنين / 04 / ربيع الأول / 1432 هـ الاثنين 07 فبراير 2011 21:26
خالد قماش
لم تكن مطالب الجماهير العربية الثائرة في تونس ومصر تتجاوز حدود الإصلاحات السياسية والاقتصادية ولم تتعد تطلعاتهم سقف الاستقرار النفسي والأمن المعيشي.
كانت الجموع الغاضبة تزحف وتجابه المياه الساخنة وتواجه الرصاص المطاطي بصدور طفحت بالقهر وتنتفض مختنقة بالغاز المسيل للدموع، فلم تعد تعنيهم الدموع شيئا بعد أن احتقنت في المحاجر عقودا من الزمن.
واللافت ــ في تصوري ــ أن الجماهير في مصر وتونس لم ترفع شعارا آيدلوجيا واحدا، ولم تتبن خطابات حزبية أو قومية أو دينية، وهذا يدل على أن الانتماء الوطني هو المتعمق في الوجدان العربي أكثر من أي شي آخر ، ويدل أيضا على فشل كل الشعارات التي اتخذت من الجماهير العربية سبيلا لتنفيذ أجنداتها البرغماتية ومصالحها الشخصية.
كنت أتساءل: ماذا لو أن الجماعات المتشددة أمسكت بزمام الأمور في تونس مثلا؟!
ولكم أن تتخيلوا كم ستتراجع هذه الدولة المنفتحة على ثقافات الغرب وخصوصا أوروبا إلى الوراء سياسيا واقتصاديا واجتماعيا؟! وبالذات إذا ما تم تطبيق سياسات إخواننا المتشددين هنا؟!
أولا: سيضرب شريان الاقتصاد الرئيسي في تونس وهو السياحة الذي يقدر بثلاثة مليارات دينار سنويا، وهذا سينعكس على الوضع المعيشي وعلى الدخل القومي للبلاد، ولكم أن تتخيلوا كم بيوت ستغلق وكم أسر ستقبع تحت خط الحاجة، إذا ما علمنا بأن للمرأة التونسية حضورا لافتا في الحياة العامة، إذ تبلغ نسبة النساء 26 % من القوى العاملة، و50 % من الطلاب، و29 % من القضاة، و24 % من الدبلوماسيين. ويتمتع البرلمان التونسي بحضور نسائي هو الأكبر بين برلمانات الدول المجاورة.
ولكنني في المقابل كنت أراهن على الوعي الجماعي للشعب التونسي لن يورطهم في هكذا مأزق، الذي قد يكلفهم الكثير وسيرغمهم على التخلي عن كل تلكم المكتسبات الحياتية والتراجع للوراء بسبب سيطرة حزب متشدد على كل مفاصل الدولة السياسية والاجتماعية.
لا أريد أن أتشعب عن الموضوع الرئيس، ولكن أود أن أختم بأن إرادة الشعوب الحية هي التي تصنع المستقبل، وهي التي تضيء عتمة الليل الطويل، وأن الخبز والكرامة هما الدافعان الحقيقيان والمحرضان الأساسيان لهذه الملايين التي أبت أن تموت جوعا على تراب أوطانها الذي يفيض بالخيرات والثروات .. ويكفي.
New91@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة
كانت الجموع الغاضبة تزحف وتجابه المياه الساخنة وتواجه الرصاص المطاطي بصدور طفحت بالقهر وتنتفض مختنقة بالغاز المسيل للدموع، فلم تعد تعنيهم الدموع شيئا بعد أن احتقنت في المحاجر عقودا من الزمن.
واللافت ــ في تصوري ــ أن الجماهير في مصر وتونس لم ترفع شعارا آيدلوجيا واحدا، ولم تتبن خطابات حزبية أو قومية أو دينية، وهذا يدل على أن الانتماء الوطني هو المتعمق في الوجدان العربي أكثر من أي شي آخر ، ويدل أيضا على فشل كل الشعارات التي اتخذت من الجماهير العربية سبيلا لتنفيذ أجنداتها البرغماتية ومصالحها الشخصية.
كنت أتساءل: ماذا لو أن الجماعات المتشددة أمسكت بزمام الأمور في تونس مثلا؟!
ولكم أن تتخيلوا كم ستتراجع هذه الدولة المنفتحة على ثقافات الغرب وخصوصا أوروبا إلى الوراء سياسيا واقتصاديا واجتماعيا؟! وبالذات إذا ما تم تطبيق سياسات إخواننا المتشددين هنا؟!
أولا: سيضرب شريان الاقتصاد الرئيسي في تونس وهو السياحة الذي يقدر بثلاثة مليارات دينار سنويا، وهذا سينعكس على الوضع المعيشي وعلى الدخل القومي للبلاد، ولكم أن تتخيلوا كم بيوت ستغلق وكم أسر ستقبع تحت خط الحاجة، إذا ما علمنا بأن للمرأة التونسية حضورا لافتا في الحياة العامة، إذ تبلغ نسبة النساء 26 % من القوى العاملة، و50 % من الطلاب، و29 % من القضاة، و24 % من الدبلوماسيين. ويتمتع البرلمان التونسي بحضور نسائي هو الأكبر بين برلمانات الدول المجاورة.
ولكنني في المقابل كنت أراهن على الوعي الجماعي للشعب التونسي لن يورطهم في هكذا مأزق، الذي قد يكلفهم الكثير وسيرغمهم على التخلي عن كل تلكم المكتسبات الحياتية والتراجع للوراء بسبب سيطرة حزب متشدد على كل مفاصل الدولة السياسية والاجتماعية.
لا أريد أن أتشعب عن الموضوع الرئيس، ولكن أود أن أختم بأن إرادة الشعوب الحية هي التي تصنع المستقبل، وهي التي تضيء عتمة الليل الطويل، وأن الخبز والكرامة هما الدافعان الحقيقيان والمحرضان الأساسيان لهذه الملايين التي أبت أن تموت جوعا على تراب أوطانها الذي يفيض بالخيرات والثروات .. ويكفي.
New91@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة