** لا أعرف بالتحديد ما الذي فعله نظام الرئيس المصري حسني مبارك لهذه الفئات من الشعب المصري المحتشدة في ميدان التحرير، وفي مدن مصرية أخرى ــ بالتأكيد ليس كل الشعب ــ والذين ينادون بإصرار باستقالة أو رحيل الرئيس أو بمعنى أدق عزله وخروجه بطريقة غير لائقة من منصبه؟!. لكن ما أعرفه أن هذا الشعب في مجمله شعب متسامح ولا يحمل أحقادا دفينة كالتي نراها ماثلة بوضوح في هذه الحشود الضخمة من الشعب المصري تجاه رئيسهم الذي قضى أكثر من ستين عاما في خدمة وطنه!. تصوروا أكثر من ستين عاما منها ثلاثون عاما كرئيس لجمهورية مصر العربية!. فإذا كان حكم الرئيس ديكتاتوريا حسب وجهة نظر هذه الحشود فإن موقفهم المتصلب والمصر على الرحيل هو ديكتاتورية لم تضع في اعتبارها رأي المجموعات الصامتة والصارخة المؤيدة للنظام المصري وكأنها تريد أن تنتقم من شخص الرئيس بما فعله نظامه فيهم حسب وجهات نظرهم على مدى العقود الماضية رغم الوعد بتلبية معظم إن لم يكن كل المطالب المعلنة عدا خلع الرئيس لأنه لا يليق أن يحدث وهو أحد أبطال أكتوبر ولم يتبق له غير عدة أشهر لتنتهي ولايته بعدما أعلن عدم رغبته ترشيح نفسه لولاية جديدة وهو المنطق احتكاما للعمر بغض النظر عن إشاعة التوريث؟!. هذه وجهة نظر أحد محبي مصر الشقيقة والحكم لله أولا وآخرا ثم للشعب المصري بكل أطيافه وما يصلون إليه خلال الأيام القادمة، وكل ما نتمناه السلامة لمصر الدولة والشعب، وإن كنت أذكر مستغربا: من الذي كانت تهتف له الجماهير: بالروح والدم نفديك ؟.. ليس هذا موضوعي بالتأكيد لأنه ينحصر في هذا السؤال: هل العرب مؤهلون الآن لتطبيق نظام ديمقراطي يتم فيه تبادل السلطة دون حساسيات؟، أشك في هذا، ليس تقليلا من شعوب المنطقة ونخبها مع الأخذ في الاعتبار ما جرى في تونس ومصر وإنما من الواقع التاريخي لمن سبقنا إلى هذه النظم النماذج المطبقة في الدول المتقدمة والتي نحاول نحن الآن تقليدها ؟!، وكما سبق وقلت لسنا مؤهلين لذلك الآن لأننا نحتاج إلى سنوات طويلة حتى نصل إلى الديمقراطية التي نتمناها ويتم فيها تبادل السلطة بشكل طبيعي كما حدث ويحدث في الدول النماذج لأنها أمضت قرونا تتقاتل وتجرب!، ولنا فيما حدث في العراق كمثال رغم كل ما فعلته أمريكا وحلفاؤها.
فالديمقراطية في نظري ثقافة تحتاج إلى أجيال لترسخ أقدامها وامتحانها الفرد منا: كيف يتعامل مع الرأي الآخر، وكيف يتعامل مع زوجته وأبنائه .؟!.
وسوسة: عودة إلى جدة وشجونها ؟.. الصديق عبد المعطي عبد اللطيف فاجأني بملاحظة صارخة عن مجرى السيول الذي يمتد من الشرق إلى الغرب والذي تم تسقيفه أخيرا مرت عليه السيول فكشفت عورته أيضا ؟!، فبدل أن يحتوي المجرى السيول إلى داخله جرفت حافتيه لتكشف فساده !؟.
*مستشار إعلامي
ص. ب 13237 جدة 21493 فاكس: 026653126


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة