هويات متماثلة

عزيزة المانع

الصديقة الحبيبة الدكتورة ابتسام حلواني، تجمعني بها زمالة العمل الأكاديمي، وزمالة الكتابة الصحافية، إضافة إلى صداقة حميمة تربطني بها منذ سنوات كثيرة، كان لها فضل المبادرة في نشوئها ونموها وثباتها رغم تباعد المدينتين اللتين تقطن كل منا فيها.
ولا أشك أن الذين كانوا يتابعون مقالات الدكتورة ابتسام، حين كانت تكتب في هذه الصحيفة، استطاعوا أن يستشفوا ما هي عليه من لطف المشاعر وسمو التعاطف الإنساني، فالدكتورة ابتسام من خلال معرفتي بها، يقلقها كثيرا ما تراه من مشكلات إنسانية أو اجتماعية يعاني منها البعض من الناس، فتظل تتبنى قضاياهم كما لو أنها قضيتها الخاصة، وهي في سبيل ذلك لا تبالي أن تنفق كثيرا من الوقت وتضيع كثيرا من الجهد في سبيل خدمة ما تراه حقاً لأحد يجب أن يتابع، أو ظلما يعاني منه إنسان يجب أن يزاح عنه.
هذا الصباح قرأت للدكتورة ابتسام مقالا منشورا في شبكة مصدر الإخبارية، بعنوان «ضياع هذه الحقوق لا يتوقف عند فقدانها» تناولت فيه قضية ثلاثة إخوة تقدم والدهم إلى الأحوال المدنية لاستخراج بطاقة عائلية له، وسلم حفيظة النفوس الخاصة به إلى الموظف المسؤول، إلا أنها فقدت من الملف، فظل الأب يتابع البحث عنها طويلا من غير جدوى، ثم توفي الموظف ولحق به الأب ثم أصغر الإخوة، وظلت المعاملة تحال إلى الحفظ كلما تابعها الأولاد محاولين حل مشكلتهم وإنهاء معاناتهم.
فشل الأولاد في استخراج بطاقة عائلة أو وثيقة تثبت هويتهم، تسبب في متاعب كبيرة لهم، فحسب ما جاء في المقال تسبب ذلك في حرمان أحد الأولاد من دخول اختبار الثانوية العامة لعدم السماح له بتعبئة الاستمارة من غير هوية. وألغي مشروع زواج الابنة لعدم وجود الهوية، غياب الهوية جعل هؤلاء الأولاد غير قادرين على الدراسة أو الزواج أو العمل، وباتت حياتهم تتوالد فيها المعاناة مرة إثر أخرى لذلك السبب.
وتتساءل الكاتبة بمرارة، كيف فشل الأولاد في استخراج هويات خاصة بهم، رغم أنهم يحملون جوازات سعودية وكذلك شهادات ميلاد، ورغم أن سجل والدهم ينص على أنه كان موظفاً في وزارة الداخلية في وظيفة (رئيس بلدية) حين كانت البلديات تابعة للداخلية، كما أنه سبق ابتعاثه إلى بريطانيا للدراسة على حساب وزارة الداخلية، وكذلك عمل في قطاع أمني في وزارة الداخلية؟!!
من المبررات التي أشارت الكاتبة إلى أنه استند إليها في حفظ المعاملة، مبرران: أحدهما «عدم تدوين معلومات الحفيظة في الكومبيوتر»، والآخر «وجود شخصين آخرين يحملان رقم الهوية نفسه»!!
تبريران، إن صحا، يثيران الاستفزاز!! بل إن أحدهما يمثل لغزاً!! لغز أن تعطي الأحوال للمواطنين أرقام هويات متماثلة، ثم تعترف بذلك من دون المبادرة إلى التحقيق وإجراء التعديل المطلوب؟!!

ص. ب 86621 الرياض 11622


فاكس 4555382-01


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة