النار والسخط

هادي الفقيه

في زحمة الأحداث وددت أن أتحدث عن موضوعين مهمين من نبض الشارع عقب كارثة جدة الثانية والعودة إلى المدارس:
1 - قرأت عبارة مكتوبة على مدرسة ابتدائية تقول للخارج والداخل من الأطفال أصحاب العقول الغضة: «ماذا تقول لربك غدا، وأخرى «هل اتقيت عذاب النار» يا الله أتوقع أن يتسمر طفل للتو فك الخط ليسأل ماذا يعني هذا، ولا أستغرب إن اعتراه الخوف من السؤال وألف سؤال وسؤال سينثره مع دخوله المنزل على والديه.
الدين هو مرتكز الحياة والمنظم لحياتنا لأنه وجد ليكون القانون الأخلاقي للكون المرتبط بحبل يمتد إلى السماء، وهي العبادة، لذا يجب أن نكرس في أذهان هؤلاء الطلاب المعاني الحقيقية للدين بزراعة الأخلاقيات التي أكد عليها الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما قال: «إنما بعثت متمما لمكارم الأخلاق»، واضحة صريحة لا يمكن أن تتحمل أي تأويل.
إن كل الدراسات تؤكد على دور الكلمة والصورة في الاستقرار داخل الذهن وتحولها إلى سلوك ممارس، لذا أعتقد أن مثل هذه الممارسات بدل أن تكون محفزا إلى المزيد من الإيجابية وانتشار المبادئ الفاضلة اجتماعيا ستسحب الحبل إلى الطرف الآخر من التشدد الذي سيكون دافعا للطرف الآخر من الحب إلى البعد عن الدين والعياذ بالله.
رسالة: حولوا جدران مدارسنا إلى لوحات من الحب والتسامح والسمو الأخلاقي.
2 - يدعوني المعلقون على كارثة جدة من غير أهلها إلى الضحك في أحيان كثيرة فهم يتحدثون عن سخط الله على جدة وفي الوقت ذاته يتحدثون عن التصريف والشبكات في الدول الغربية، وهل هذه الدول بعيدة عما يسمونه التصرفات المحرمة التي أدت إلى كارثة جدة؟، الحديث من أجل الحديث أمر به الكثير من الصفاقة.
هذا من جانب، ومن الجانب الآخر أصبح خطباء المساجد محللين ومحامين لدرجة أن إمام مسجد في حي النسيم الجداوي دعا المصلين إلى فضح المتسببين في الكارثة عبر رسائل الجوال، وكأنه لا يعلم أن التشهير لا يأتي إلى بعد حكم قضائي وهنا ليس دفاعا ولكن الأمر شرعي صرف لا يقبل اجتهادي أو اجتهاده، إضافة إلى أن القارئ المتعمق في أفكار هذا الإمام يرى مؤشرات يطول الحديث عن أبعادها الخطيرة.

hhf261@gmail.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة