منطق الحواري
الأحد / 17 / ربيع الأول / 1432 هـ الاحد 20 فبراير 2011 20:33
خالد قماش
في البرامج الحوارية، ما زال الجهل يهيمن على الذهنية العربية لدى بعض المثقفين أو المفكرين أو المحللين الرياضيين، وفي تصوري، يقاس مدى وعي هذا الضيف أو ذاك بمقدار الحلم والعلم اللذين تكتنزهما شخصيته، وكذلك توازنه في طرح القضايا وقدرته على قبول الرأي المخالف أو تقبله للنقد البناء.
وقد استطاعت بعض القنوات الفضائية ــ المستقلة منها ــ أن ترفع سقف هذا الهامش الحواري، والذي لم نعتده من القنوات الرسمية المتخشبة، وشهدنا معارك كلامية قد تصل إلى حد الشجار وتنحرف من الموضوعية إلى الشخصية.
أقول قولي هذا.. بعد أن شاهدت مقطعا مصورا لأحد البرامج الرياضية على القناة السعودية الرياضية، حيث كان الاستديو التحليلي يغص بالمنظرين الرياضيين المتعصبين، ولكن ما استرعى انتباهي هو خروج أحدهم على الأخلاق الرياضية والأعراف الإنسانية، بسبب تعصبه المقيت لنادي القرن ــ كما يزعمون..
الحوار كان يدور حول إحصاءات بعض الأندية في سجل الاتحاد الآسيوي، وقبول البعض ورفض البعض الآخر، ولكن سرعان ما تحول الحوار إلى عنصرية بغيضة ظهرت بعد أن بدأ المحلل الهلالي عبد الرحمن السماري يحلف بالله حول هذا الموضوع، بينما قاطعه خصمه الاتحادي اللدود عدنان جستنية بقوله: (قول رأيك بدون أن تحلف)، ففاحت رائحة الجهل المركب عندما قال السماري: (أنا أحلف لأني سعودي الأصل والمنشأ)، واستطرد قائلا بنشوة زائفة: (احمد ربك بوجود نادي الهلال الذي رفع اسم السعودية)!
وأنا هنا لست مع فلان أو ضد علان، ولكني أحاول أن أتلمس تشوهات فكرية، وانتشار ثقافة الأنا المتضخمة، وقصورا في الفكر، ونظرة استعلاء فارغة ليس لها أي مبرر أو سند منطقي، نابتة من عقلية يفترض أنها تؤسس الوعي الرياضي، وتنشر الخلق الراقي بين جحافل المشجعين والرياضيين.
وإلا فما علاقة (سعودي الأصل والمنشأ) بالرياضة التي هي لغة الشعوب الحديثة، وهي التي تؤلف بين قلوب الأعداء في السياسية، وتصنع ما تعجز عن صنعه جميع الخطب والدروس والمحاضرات والسياسات الدولية؟!
وإذا كان هذا هو منطق النقاد الرياضيين الذين يفترض أن يكونوا هم الأنموذج الأسمى لدى المهمتين بالرياضة، فكيف سيكون منطق لاعبي الحواري وأولاد الشوارع الخلفية؟! ويكفي.
NEW91@HOTMAIL.COM
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة
وقد استطاعت بعض القنوات الفضائية ــ المستقلة منها ــ أن ترفع سقف هذا الهامش الحواري، والذي لم نعتده من القنوات الرسمية المتخشبة، وشهدنا معارك كلامية قد تصل إلى حد الشجار وتنحرف من الموضوعية إلى الشخصية.
أقول قولي هذا.. بعد أن شاهدت مقطعا مصورا لأحد البرامج الرياضية على القناة السعودية الرياضية، حيث كان الاستديو التحليلي يغص بالمنظرين الرياضيين المتعصبين، ولكن ما استرعى انتباهي هو خروج أحدهم على الأخلاق الرياضية والأعراف الإنسانية، بسبب تعصبه المقيت لنادي القرن ــ كما يزعمون..
الحوار كان يدور حول إحصاءات بعض الأندية في سجل الاتحاد الآسيوي، وقبول البعض ورفض البعض الآخر، ولكن سرعان ما تحول الحوار إلى عنصرية بغيضة ظهرت بعد أن بدأ المحلل الهلالي عبد الرحمن السماري يحلف بالله حول هذا الموضوع، بينما قاطعه خصمه الاتحادي اللدود عدنان جستنية بقوله: (قول رأيك بدون أن تحلف)، ففاحت رائحة الجهل المركب عندما قال السماري: (أنا أحلف لأني سعودي الأصل والمنشأ)، واستطرد قائلا بنشوة زائفة: (احمد ربك بوجود نادي الهلال الذي رفع اسم السعودية)!
وأنا هنا لست مع فلان أو ضد علان، ولكني أحاول أن أتلمس تشوهات فكرية، وانتشار ثقافة الأنا المتضخمة، وقصورا في الفكر، ونظرة استعلاء فارغة ليس لها أي مبرر أو سند منطقي، نابتة من عقلية يفترض أنها تؤسس الوعي الرياضي، وتنشر الخلق الراقي بين جحافل المشجعين والرياضيين.
وإلا فما علاقة (سعودي الأصل والمنشأ) بالرياضة التي هي لغة الشعوب الحديثة، وهي التي تؤلف بين قلوب الأعداء في السياسية، وتصنع ما تعجز عن صنعه جميع الخطب والدروس والمحاضرات والسياسات الدولية؟!
وإذا كان هذا هو منطق النقاد الرياضيين الذين يفترض أن يكونوا هم الأنموذج الأسمى لدى المهمتين بالرياضة، فكيف سيكون منطق لاعبي الحواري وأولاد الشوارع الخلفية؟! ويكفي.
NEW91@HOTMAIL.COM
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة