التداوي بالكتابة
الجمعة / 22 / ربيع الأول / 1432 هـ الجمعة 25 فبراير 2011 20:04
أيمن بدر كريم
يكتب بعض الكتاب مقالات انتقادية تفاعلا مع الأحداث والأخبار، ويحبرون بأقلامهم كلمات تحاول رصد مشكلات المجتمع واقتراح حلول لها، ووصف معاناة كثير من المواطنين.
وإضافة إلى محاولة إيصال رسائلهم ووجهات نظرههم، يحرص بعضهم على الكتابة للتنفيس عن مشاعرهم المكبوتة، والتشافي بأقلامهم من بعض الاحتقان النفسي الذي يكدر خواطرهم.
من الملاحظ الأثر الإيجابي للكتابة النقدية على النفس البشرية، فبعض المشاعر والأفكار الكامنة، ترزخ تحت ضغط مضطرد، يجعل التعامل معها بشكل سليم مهمة صعبة، ويمكن عن طريق بثها في صورة كلمات التخفيف عن كاهل الشخص شيئا من الأثقال النفسية.
ولهذا، قد يكتب بعضهم مقالات ساخرة أو خواطر تدل على إحباط واضح أو تحليل منطقي لبعض الأحداث غير المنطقية، وهم يعلمون أنها ــ في غالب الظن ــ لن تغير شيئا من واقع حال ما كتبوا عنه، ثم يتبعونها بمقالات أخرى، لا تقل عنها إيجازا لواقع مثقل بالهموم، وانتقادا لمشكلات عصت على التغيير، ليس لشيء، إلا لما تفعله الكتابة من أثر يخفف عنهم آلامهم الثقافية، وينفّس عن معاناتهم الفكرية، بالرغم من سابق معرفتهم بتجاهل كثير من المسؤولين جميع ما جادت به قرائحهم، وشعورهم أنهم «يؤذنون في مالطا».
وفي السياق نفسه، تجد كثيرا من أصحاب المعاناة المزمنة يلجأون لكتابة النثر أو الشعر أو يسجلون ذكرياتهم ولا يفكرون في نشرها، فهم يحاولون تفريغ ما في نفوسهم من أفكار تتقلب على صفيح ساخن، ويطلقون العنان لمشاعر سجنها واقعهم الاجتماعي والعاطفي، ويتواصلون عن طريق أقلامهم الصادقة مع أمنيات أنفسهم وآمالها، يتمردون بها على واقعهم ويسطرون بها واقعا أجمل وقصصا أحلى.
وفي المجتمع السعودي، ما أحوج كثيرين إلى الخلوة بأنفسهم أحيانا، وكتابة ما يخطر في أفكارهم من كلمات، ليس ضروريا انتظام نسقها، يحاولون بها فهم بعض الأحداث الاجتماعية والسياسية المتسارعة، وإبداء آرائهم الخاصة في قضايا تسلب النوم من أعينهم، وامتصاص مشكلات سلوكية وإدارية منفلتة، وتحمل التصرفات المضطربة لبعض المسؤولين، في محاولة للتداوي بالكتابة، وممارسة رد فعل صحي إيجابي وتجنب الانهيار العصبي ــ قدر الإمكان ــ جراء الضغوطات النفسية المتزايدة.
abkrayem@gmail.com
وإضافة إلى محاولة إيصال رسائلهم ووجهات نظرههم، يحرص بعضهم على الكتابة للتنفيس عن مشاعرهم المكبوتة، والتشافي بأقلامهم من بعض الاحتقان النفسي الذي يكدر خواطرهم.
من الملاحظ الأثر الإيجابي للكتابة النقدية على النفس البشرية، فبعض المشاعر والأفكار الكامنة، ترزخ تحت ضغط مضطرد، يجعل التعامل معها بشكل سليم مهمة صعبة، ويمكن عن طريق بثها في صورة كلمات التخفيف عن كاهل الشخص شيئا من الأثقال النفسية.
ولهذا، قد يكتب بعضهم مقالات ساخرة أو خواطر تدل على إحباط واضح أو تحليل منطقي لبعض الأحداث غير المنطقية، وهم يعلمون أنها ــ في غالب الظن ــ لن تغير شيئا من واقع حال ما كتبوا عنه، ثم يتبعونها بمقالات أخرى، لا تقل عنها إيجازا لواقع مثقل بالهموم، وانتقادا لمشكلات عصت على التغيير، ليس لشيء، إلا لما تفعله الكتابة من أثر يخفف عنهم آلامهم الثقافية، وينفّس عن معاناتهم الفكرية، بالرغم من سابق معرفتهم بتجاهل كثير من المسؤولين جميع ما جادت به قرائحهم، وشعورهم أنهم «يؤذنون في مالطا».
وفي السياق نفسه، تجد كثيرا من أصحاب المعاناة المزمنة يلجأون لكتابة النثر أو الشعر أو يسجلون ذكرياتهم ولا يفكرون في نشرها، فهم يحاولون تفريغ ما في نفوسهم من أفكار تتقلب على صفيح ساخن، ويطلقون العنان لمشاعر سجنها واقعهم الاجتماعي والعاطفي، ويتواصلون عن طريق أقلامهم الصادقة مع أمنيات أنفسهم وآمالها، يتمردون بها على واقعهم ويسطرون بها واقعا أجمل وقصصا أحلى.
وفي المجتمع السعودي، ما أحوج كثيرين إلى الخلوة بأنفسهم أحيانا، وكتابة ما يخطر في أفكارهم من كلمات، ليس ضروريا انتظام نسقها، يحاولون بها فهم بعض الأحداث الاجتماعية والسياسية المتسارعة، وإبداء آرائهم الخاصة في قضايا تسلب النوم من أعينهم، وامتصاص مشكلات سلوكية وإدارية منفلتة، وتحمل التصرفات المضطربة لبعض المسؤولين، في محاولة للتداوي بالكتابة، وممارسة رد فعل صحي إيجابي وتجنب الانهيار العصبي ــ قدر الإمكان ــ جراء الضغوطات النفسية المتزايدة.
abkrayem@gmail.com