صحة «الليث» تستغيث

بدر بن أحمد كريِّم

من المؤلم بل من المفجع، أن ينقل الكادر الطبي والفني التابع لمركز الكلى في مستشفى الليث العام، المؤلف «المكون» من طبيب، ورئيسة تمريض، وأن يسحب جهاز الأشعة فوق الصوتية دون مبرر، بحجة مساندة العجز الواضح في كادر المستشفى، فيما يعاني المركز من فقدان كوادره، وعدم وجود سوى طبيب واحد، لمواجهة عشرات المرضى، الذين يقومون بغسل كلاهم يوميا، ومدير الشؤون الصحية في جدة لا يعلم عن ذلك شيئا، ولم يصله كما قال «شيء رسمي» ولما طرحت ــ بضم الطاء ــ عليه بعض الأسئلة أجاب: «أرجو أن ترسل لي تساؤلاتك في خطاب لأرد عليها» وحين ووجه «بأن لديه كاميرات في مكتبه، تتابع عمل المستشفيات في الليث ــ كما قال في تصريح صحفي ــ قال: «إن هذه الكاميرات وضعت لمتابعة الموظفين».
ليس هذا فقط ما حدث في المستشفى.. هناك أربعة أطباء قدموا استقالاتهم، الأول: استشاري مسالك بولية، والثاني: أخصائي مسالك بولية، والثالث: أخصائي نساء، والرابع: استشاري جراحة، وحين تسأل لماذا ؟ فلن أجيب من عندي، بل أنقل ما نشرته صحيفة المدينة المنورة (20 صفر 1432هـ، ص 7) من أن «أكثر من (70) قرارا إداريا صدر خلال الفترة الأخيرة، هي السبب وراء الاستقالات الجماعية، إضافة إلى المضايقة في الدوام اليومي، وعدم الإحساس بالأمان الوظيفي، وضغوط العمل، مع توافر فرص عمل أفضل في مستشفيات أخرى».
شيء آخر يضاف إلى ما سبق.. مراجعو عيادة الأسنان، يعانون من عدم وجود الطبيب (هو مدير المستشفى) «في عيادته بسبب انشغالاته الإدارية، واجتماعاته الفنية، وإشرافه الطبي» أي أن الرجل ــ وهو وافد وأنا أحترم جميع الوافدين من الأطباء وغيرهم ــ يحمل أكثر من بطيخة في يد واحدة، فضلا عن أنه ــ كما نشر ــ لم يحصل على تصنيف هيئة التخصصات الطبية السعودية، وهذه مسألة، لا أدري كيف يكون موقف الجهات المعنية منها.
أما القضية الأخيرة، فما تردد من أن عددا من الموظفين والأطباء، تلقوا «تهديدات من الإدارة، بفصلهم في حال خلافهم مع المدير الطبي» وهذا أثر بدوره على سير العمل، وأدى إلـى توقف تسع لجان في المستشفى عن عملها، وتعثر قسم الجودة الطبية، وتقلص عدد الممرضات المحدد من وزارة الصحة، من عشر إلى خمس ممرضات فقط.
لا ينبغي أن تمر مأساة المستشفى العام في الليث، دون مساءلة، وتحقيق.. والمطلوب توضيح الأسباب، والمبررات، فالمواطنون هناك ــ شأنهم شأن أي مواطنين آخرين ــ يحبون وطنهم، ويحرصون على وحدته، ويدافعون عنه بكل ما يملكون من طاقات وإمكانيات، وهم قبل ذلك وبعده، يتطلعون إلـى إنقاذهم، من أخطار أمراض قد تداهمهم في أي لحظة، فلا يجدون إمكانيات متوافرة في مستشفى يعالجهم، فمن يتحمل مسؤولية ذلك ؟
badrkerrayem @ hotmail.com
فاكس: 014543856

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة