المـاركة العربية؟!
الخميس / 17 / جمادى الأولى / 1432 هـ الخميس 21 أبريل 2011 20:20
حامد عباس
** كدت أبكي وأضحك في وقت واحد وأنا أرى برنامجا على الهواء من المفروض أنه يناقش موضوعا مضمونه ديمقراطية القرار. فيقدم الضيفان بالدليل الماركة العربية للديمقراطية بتبادل أقذع العبارات لفظيا، والأحذية عمليا فيثبتان للعالم وللمشاهدين مدى فهمنا لهذه التي نتشدق بها كل حين، والتي تعبر ببساطة عن تقبل الرأي الآخر، وتبادل السلطة بسلاسة نعجب لها نحن الذين نتمسك بالسلطة إلى آخر زنقة! وليؤكد كل ذلك وجهة نظري أننا لم نزل بعيدا عن طريق الديمقراطية الحق؟!
وعندما كنت أحضر مجالس النخب أو أسمع التقعر الذي يبديه هؤلاء أمام المايكروفونات عن.. وعن، أتأكد من سلامة موقفي، وأكاد أسأل كل واحد منهم كيف يتعامل مع من ولاه الله أمرهم ؟. اشتعلت الثورات الشعبية في العالم العربي بدءا من تونس ومرورا بمصر ووصولا إلى ليبيا فلم أر سوى الدكتاتورية بأسوأ أشكالها، ففور تمكن هؤلاء الثائرين من السيطرة حتى بدؤوا في الحكم على الذين فقدوا السلطة دون تحقيق لدقائق معدودات ليعرفوا بدافع الفضول كيف ومتى وأين؟! ونسوا مع بداية رحلة الانتقام أبسط قواعد الديمقراطية: المتهم بريء حتى تثبت إدانته؟!
المشهد يتكرر في تونس وفي مصر أول القرارات اجتثاث العهد السابق كله دفعة واحدة!، لم يفكروا حتى في إمكانية أن هناك من قد يكون نزيها. للتأكد فقط، أكرر للتأكد، حتى لا يذهب الطائع مع العاصي، ولم يكف هذا بل وإلغاء الحزب الحاكم سابقا ومصادرة كل ممتلكاته بأحكام يصفها خصومهم أنها سياسية دون أن يستغرق ذلك سوى بعض الوقت؟ لا دفاع ولا حتى مسرحية لدقيقة واحدة تبرر المشهد لنا لئلا نضحك على أنفسنا أكثر فالعالم يعرفنا وقد انتهى عنده مخزون الضحك والسخرية منا ومن أفعالنا وديمقراطياتنا ؟!.
في ليبيا لا غرابة فعالم القذافي عالم عجب!! اثنتان وأربعون سنة يتربع فيها على المنصب ويدوس كل شيء في ليبيا بما في ذلك دوس الليبيين أنفسهم، ويزعم: أنه لا منصب له!. وعندما طفح بهم الكيل ووجدوا فرصة الخروج للبحث عن نسمة حرية دكهم القائد بالطائرات والدبابات والصواريخ ولم يزل مما اضطر العالم للتدخل وللأسف بمزايدات سيدفع ثمنها الشعب الليبي المسكين، أي أن تدخل العالم لم يكن لسواد العيون وإنما لأغراض؟! فمعايير هذا العالم الصارمة تطبق على شعوبهم وفيما بينهم.
أما العرب فإذا كانوا لا يعطون اعتبارا لأنفسهم فهل يعطيهم العالم ما يحرمون منه أنفسهم وبأيديهم؟!.
* مستشار إعلامي
ص . ب 13237 جدة 21493
فاكس: 026653126
hamid-abbas@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة
وعندما كنت أحضر مجالس النخب أو أسمع التقعر الذي يبديه هؤلاء أمام المايكروفونات عن.. وعن، أتأكد من سلامة موقفي، وأكاد أسأل كل واحد منهم كيف يتعامل مع من ولاه الله أمرهم ؟. اشتعلت الثورات الشعبية في العالم العربي بدءا من تونس ومرورا بمصر ووصولا إلى ليبيا فلم أر سوى الدكتاتورية بأسوأ أشكالها، ففور تمكن هؤلاء الثائرين من السيطرة حتى بدؤوا في الحكم على الذين فقدوا السلطة دون تحقيق لدقائق معدودات ليعرفوا بدافع الفضول كيف ومتى وأين؟! ونسوا مع بداية رحلة الانتقام أبسط قواعد الديمقراطية: المتهم بريء حتى تثبت إدانته؟!
المشهد يتكرر في تونس وفي مصر أول القرارات اجتثاث العهد السابق كله دفعة واحدة!، لم يفكروا حتى في إمكانية أن هناك من قد يكون نزيها. للتأكد فقط، أكرر للتأكد، حتى لا يذهب الطائع مع العاصي، ولم يكف هذا بل وإلغاء الحزب الحاكم سابقا ومصادرة كل ممتلكاته بأحكام يصفها خصومهم أنها سياسية دون أن يستغرق ذلك سوى بعض الوقت؟ لا دفاع ولا حتى مسرحية لدقيقة واحدة تبرر المشهد لنا لئلا نضحك على أنفسنا أكثر فالعالم يعرفنا وقد انتهى عنده مخزون الضحك والسخرية منا ومن أفعالنا وديمقراطياتنا ؟!.
في ليبيا لا غرابة فعالم القذافي عالم عجب!! اثنتان وأربعون سنة يتربع فيها على المنصب ويدوس كل شيء في ليبيا بما في ذلك دوس الليبيين أنفسهم، ويزعم: أنه لا منصب له!. وعندما طفح بهم الكيل ووجدوا فرصة الخروج للبحث عن نسمة حرية دكهم القائد بالطائرات والدبابات والصواريخ ولم يزل مما اضطر العالم للتدخل وللأسف بمزايدات سيدفع ثمنها الشعب الليبي المسكين، أي أن تدخل العالم لم يكن لسواد العيون وإنما لأغراض؟! فمعايير هذا العالم الصارمة تطبق على شعوبهم وفيما بينهم.
أما العرب فإذا كانوا لا يعطون اعتبارا لأنفسهم فهل يعطيهم العالم ما يحرمون منه أنفسهم وبأيديهم؟!.
* مستشار إعلامي
ص . ب 13237 جدة 21493
فاكس: 026653126
hamid-abbas@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة