«الشعر المرئي» لحبيبي يثير سؤال الحداثة والمحافظة

اعتمد في تصويره 600 صورة و 25 لوحة و 1300 ساعة لانجازه

«الشعر المرئي» لحبيبي يثير سؤال الحداثة والمحافظة

محمد طالب الاحمدي (جازان)تصوير: فيصل مهدي

خرج على الساحة الادبية مساء أول أمس التصوير البصري للشعر بتقنيات سينمائية في نادي جازان الادبي كأول تجربة كسرت جدار الشعرية العربية بعد أن أمضى الشاعر الدكتور محمد حبيبي عشرة أعوام في كتابة النص وتنفيذ العمل واخراجه. ملأ الحاضرون والحاضرات القاعة في صمت غريب ينبئ عن دهشة واضطر آخرون للوقوف بعد أن شغلت مقاعد القاعة بالمهتمين فيما لم يكن بوسع بعضهم الدخول لمقر النادي أساسا عندما فشلوا في البحث عن مواقف لسياراتهم وبصيص أمل للحصول على العمل ضمن اهداءات النادي لكن الحبيبي ذيل عمله بأن حقوقه محفوظة لديه فقط . تنوعت توجهاتهم بين الحداثة والمحافظة التي انعكست في مداخلاتهم عقب قراءاتين نقديتين قدمهما كل من استاذ علم الجمال والادب الحديث بجامعة الملك سعود الدكتور معجب الزهراني واستاذ النقد بكلية المعلمين الدكتور أيمن بكر.
فحينما أثار الناقد اسماعيل مهجري ان العمل يدعو للتجرؤ لتغيير مصطلح الشعر الى أوسع من «الكلام الموزون المقفى» رد عليه ابراهيم الاسود بأن هذا ليس شعرا وانما ابداع جديد وفن حديث يصنف في الادب.
وعن الدلالات التي صاحبت النص كصوت الناي وصورة تعاليق الذهب على صدور النساء وأكفافهن مزينة بالحناء وعرض صور لأخريات حرفيات في المنازل والاسواق الشعبية القديمة فضلا عن توظيف التقنيات السينمائية علق القاص والمفسر الشيخ عثمان حملي لـ «عكاظ» نحن احتمالية رفضه بالتحفظ على التجربة، فيما لم ير الشاعر علي رديش أي مخالفة في العمل تدفع لرفضه والغائه من الساحة الادبية.
الاديب ابراهيم ابو هادي قدم مداخلة مزج فيها بين وصف الطبيعة القروية وأداء الشاعر الحبيبي في العمل تمهيداً لتدشين العرض.. فكان نص مجموعته الشعرية «غواية المكان» جزءاً من الدلالة حيث اعتمد الشاعر في تصويره على 600 صورة فوتوغرافية و25 لوحة تشكيلية ومقاطع حركية اشار في نهايته استهلاك العمل لألف وثلاثمائة ساعة لإنجازه واخراجه تجزأت في سبع سنوات في كتابة النص وثلاث سنوات للتنفيذ والاخراج على جزءين بواقع 34 دقيقة.
وقد وظف للدلالة على معاني النص صورا من واقع حياته القروية في «ضمد» حيث نشأ وتعلم كصناديق أبراج الحمام وألعاب الصبيان وبئر الحازمية والسير على الدواب والحرث والاحتطاب وباعة القطران في السوق وغروب الشمس وأعشاش الطيور والتنور «الميفا» والعشة والسعف والهندول «الحنتول» وصاحبها عزف الناي «المزمار» المسجل في سنة 1393هـ عن الراحل دعشوش حسن.
الدكتور أيمن بكر والدكتور معجب الزهراني قدما قراءتين في العمل حيث وصف الاول العمل بأنه يتحدى الذائقة مما يدعو لخلق أزمة في النقد تبدأ من الحاجة لبلورة مقولات يحتاجها النقد لتعديل تصوراته القديمة ومراجعة مقولاته التي تدعوه رتابة الاعمال الشعرية الى الاستكانة اليها. ودعا لتسمية التجربة بـ «الشعر العالم» أو «الشعر المرئي»، فيما دعا الدكتور الزهراني للتوقف عن الاجتهادات النقدية كل لا تسبب في إعاقة العمل.
يذكر أن العمل سينقل الى المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» فشهر محرم المقبل ضمن فعاليات منطقة جازان.. بتوصية من رئيس مجلس ادارة النادي الدكتور حسن حجاب الحازمي.