القارئ يريد إسقاط الورق
الأحد / 20 / جمادى الأولى / 1432 هـ الاحد 24 أبريل 2011 20:53
ياسر العمرو
لا أعرف وقع الصدمة على أبي محسد «المتنبي» عندما يستيقظ من مرقده على وقائع عصرنا، فتأتيه أصداء بيته الشهير الذي يحفظه كل جيل: أعز مكان في الدنا سرج سابح... وخير جليس في الزمان كتاب، ليبادر متسائلا عن الورق والطروس فيخير بين جهاز «كاندل» القارئ الإلكتروني الذي أنتجته شركة «أمازون» أو بجهاز «آي باد» ليقتني ما يشاء من متجر «آي بوك»، دون الحاجة إلى غبار المخطوطات أو حمل حزم الكتب، أو لعق الأصبع لتقليب الصفحات.. فذاك عهد بائد بعد أن ارتفع شعار: القارئ يريد إسقاط الورق.
شعور المرارة انتابني شخصيا وأنا أقرأ الخبر «المتوقع» الذي بثته شبكة CNN أمس الأول نقلا عن رابطة الناشرين الأمريكيين بتصدر مبيعات الكتاب الإلكتروني لأول مرة جميع أشكال الكتب الأخرى، وتأكيد موقع «أمازون» لنفس المعلومة بأن مبيعات كتبها الرقمية حلقت بعيدا عن الكتب الورقية، وهي حالة تجاوزت مرحلة التوازن إلى مرحلة التفوق التي صاحبت عصر الطفرة الإلكترونية، نعم.. قد لا يستوعب هذه النقلة معشر التقليديين من عشاق الورق لاسيما في مجتمعاتنا العربية ولكنها حقيقة لا تقبل النقاش مردها إلى أرقام المبيعات، الأمر الذي دفع «نيوكولاس نيغروبونتي» أحد عرابي الكتاب الإلكتروني إلى الإعلان الرسمي بعد تلك الإحصائية الثورية بأن أيام الكتاب التقليدي أصبحت معدودة، وفي خمسة أعوام سينتهي أمره وستكون البلدان النامية أسرع في استخدام الكتاب الإلكتروني من البلدان المتقدمة؛ معللا ذلك بتجربة الهاتف المحمول وانتشاره فيها بشكل أكثر ضراوة من بلاد التقنية الحديثة!.
حسنا.. أعرف ردة الفعل الأولية عند كثير من عشاق الورق، بأن قيمته وإن طال الزمن لا تضمحل وأنا من أوائل الموقنين بهذه المسألة، إلا أن معطيات كثيرة تحول بين هذا وذاك وأبرزها المدة الزمنية القصيرة التي استطاعت فيها الصحف الإلكترونية تسجيل حضورها مقابل الصحف الورقية، ومهما بلغت فينا الحسرة والألم؛ أن نكون مستوعبين للتغيرات المحيطة خير لنا من المكابرة، وهذا الأمر لمسته في مبادرة بعض شباب مصر الذين سيفتتحون اليوم أول معرض كتاب إلكتروني عربي باعتراف مباشر من اتحاد الناشرين العرب، وهي خطوة تستحق الإشادة لا لشيء إلا لروح المبادرة التي تواكب المشهد العالمي.
على النقيض تماما، مازالت دور النشر العربية نائمة في العسل أمام هذا الطوفان، فلم تبادر واحدة من تخصيص حيز للنشر الإلكتروني حتى الآن، رغم سهولته وعدم تكلفته اقتصاديا، ولا أعلم كيف ستتعامل مع هذه المتغيرات عندما تحضر في الوقت الضائع!.
yalamro@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة
شعور المرارة انتابني شخصيا وأنا أقرأ الخبر «المتوقع» الذي بثته شبكة CNN أمس الأول نقلا عن رابطة الناشرين الأمريكيين بتصدر مبيعات الكتاب الإلكتروني لأول مرة جميع أشكال الكتب الأخرى، وتأكيد موقع «أمازون» لنفس المعلومة بأن مبيعات كتبها الرقمية حلقت بعيدا عن الكتب الورقية، وهي حالة تجاوزت مرحلة التوازن إلى مرحلة التفوق التي صاحبت عصر الطفرة الإلكترونية، نعم.. قد لا يستوعب هذه النقلة معشر التقليديين من عشاق الورق لاسيما في مجتمعاتنا العربية ولكنها حقيقة لا تقبل النقاش مردها إلى أرقام المبيعات، الأمر الذي دفع «نيوكولاس نيغروبونتي» أحد عرابي الكتاب الإلكتروني إلى الإعلان الرسمي بعد تلك الإحصائية الثورية بأن أيام الكتاب التقليدي أصبحت معدودة، وفي خمسة أعوام سينتهي أمره وستكون البلدان النامية أسرع في استخدام الكتاب الإلكتروني من البلدان المتقدمة؛ معللا ذلك بتجربة الهاتف المحمول وانتشاره فيها بشكل أكثر ضراوة من بلاد التقنية الحديثة!.
حسنا.. أعرف ردة الفعل الأولية عند كثير من عشاق الورق، بأن قيمته وإن طال الزمن لا تضمحل وأنا من أوائل الموقنين بهذه المسألة، إلا أن معطيات كثيرة تحول بين هذا وذاك وأبرزها المدة الزمنية القصيرة التي استطاعت فيها الصحف الإلكترونية تسجيل حضورها مقابل الصحف الورقية، ومهما بلغت فينا الحسرة والألم؛ أن نكون مستوعبين للتغيرات المحيطة خير لنا من المكابرة، وهذا الأمر لمسته في مبادرة بعض شباب مصر الذين سيفتتحون اليوم أول معرض كتاب إلكتروني عربي باعتراف مباشر من اتحاد الناشرين العرب، وهي خطوة تستحق الإشادة لا لشيء إلا لروح المبادرة التي تواكب المشهد العالمي.
على النقيض تماما، مازالت دور النشر العربية نائمة في العسل أمام هذا الطوفان، فلم تبادر واحدة من تخصيص حيز للنشر الإلكتروني حتى الآن، رغم سهولته وعدم تكلفته اقتصاديا، ولا أعلم كيف ستتعامل مع هذه المتغيرات عندما تحضر في الوقت الضائع!.
yalamro@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة