مجلس التعاون إلى “اليوبيل” الذهبي
السبت / 18 / ذو القعدة / 1427 هـ السبت 09 ديسمبر 2006 19:13
د. طلال صالح بنان
مرحلة جديدة يمر بها مجلس التعاون لدول الخليج العربية. مرحلة ينهي بها ربع قرن، ليستقبل ربع قرن آخر. رغم تواضع إنجازات مجلس التعاون، في قضايا التكامل الاستراتيجية بين دوله، في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية والتنظيمية، إلا أن أهم إنجازات المجلس، أنه استمر هذه الفترة الطويلة، بصورة نمطية متواترة لم تتخللها أي فترات انقطاع في عمل مؤسساته، وخاصة مؤسسة القمة. هذا يعكس إرادة ماضية تجمع قادة دول المجلس للتمسك بخيار التكامل الذي يوفره المجلس، لينشأ تكتل إقليمي، بين الدول العربية الست، على ضفة الخليج العربي الغربية، يمثل نموذجاً للتكتلات الإقليمية، في المنطقة العربية، نحو تحقيق حلم الوحدة العربية، ليصبح واقعاً تعيشه الأجيال العربية، القادمة.
مجلس التعاون لدول الخليج العربية مَرَ في المرحلة الماضية، بفترة مهمة، تكرست فيها شرعيته.. وتبلورت خلالها جاذبية خياره.. وعظمت خلالها توقعات العائد منه. يُحسب لمجلس التعاون، أنه رسخ لشرعية دوله ومكانتها ونفوذها، في أهم منطقة استراتيجية، في العالم. ويحسب لمجلس التعاون، أنه تجاوز فترة كانت من أكثر الفترات سخونة في المنطقة، تخللتها ثلاثة حروب إقليمية كبرى، حتى أن إحداها تعرض للهوية الدولية والقومية لأحد أعضائه، ونجح في استعادة الكويت من غزو العراق، ولم يمض على تجربة المجلس عقدٌ من الزمان. ويحسب للمجلس أنه صمد طوال هذه المدة الطويلة، في الوقت الذي فشلت فيه مشاريع تكاملية ووحدة اندماجية، في النظام الرسمي العربي، مثل: الوحدة بين مصر وسوريا في نهاية الخمسينات وبداية الستينات.. وتجربة مجلس التعاون العربي، في نهاية الثمانينات.. وتجربة الاتحاد المغاربي، الذي يترنح، حتى يكاد أن يقع، أو وقع بالفعل.. واتحاد الجمهوريات العربية المتحدة، في بداية السبعينات.
من أهم إنجازات المجلس أنه صمد، طوال هذه المدة.. ولم تنجح فترات الفتور السياسي بين بعض دوله، حول قضايا ثنائية، أن تؤثر سلباً في مسيرته التكاملية. حتى عندما تتطور الخلافات بين دوله، مع قرب موعد عقد القمة الخليجية السنوية.. ويكون الجميع في انتظار عدم عقد القمة، تنعقد القمة، وبأعلى مستوى من التمثيل وكأنه لم يكن هناك، في الأساس، ما يمنع عقدها...!؟ لقد حقق المجلس، طوال هذه المدة، شرعية سياسية وإقليمية، تتجاوز كل ما قد يتطور من سوء فهم.. أو ما قد يعكر صفو العلاقات الثنائية بين دوله، ويكاد يعصف بالمجلس وتجربته. صمود مذهل للتجربة، رغم عوامل مضادة لفكرته وتجربته، كانت تأتي أساساً من البيئة الإقليمية والدولية، التي يسوؤها أن تنجح تجربة تكاملية في العالم العربي.. وتنجح في مقاومة الضغوط طوال، هذه المدة الطويلة، من مسيرة المجلس.
مرحلة مهمة بأبعادها السياسية والأمنية والاستراتيجية مرَ بها المجلس وتجاوزها، طول الربع قرن الماضي، تتلخص فيها مستوى إنجازاته الحقيقية. ولكن، كل هذا الإنجاز الكبير الذي تحقق للمجلس، طوال الربع قرن الماضي، وجعله من أهم حقائق المنطقة، إقليمياً ودولياً.. وجعله أكثر جاذبية لدول أخرى في شبه الجزيرة العربية، مثل اليمن، للانضمام إليه، من المتوقع أن يسفر عن وقائع تكاملية إقليمية حقيقية بين دوله، تتفوق فيها جاذبية خياره على ما يتفاعل من متغيرات مضادة تفرضها، صيغة الدولة القومية الحديثة، بين دوله.. وتلك التي تفرضها البيئتين الإقليمية والدولية، من حوله.
ليس هناك من وقت تتحمل شعوب المجلس ودوله ضياعه، في تسريع وتيرة التكامل الاقتصادي بين دوله. لابد أن من تفعيل مؤسسات اتفاقية الوحدة الاقتصادية بين دوله، بصورة تتجاوز ما يتفاعل من تداخل اقتصادي بين دول العالم، بفعل الالتزامات التي تفرضها معاهدة منظمة التجارة العالمية. لابد من تجاوز اتفاقية الاتحاد الجمركي بين دول المجلس، حتى لا تطغى عليها المناطق الحرة مع أطراف دولية وإقليمية أخرى. لابد من احترام موعد إنشاء المصرف الخليجي المركزي، وإصدار الوحدة الخليجية الموحدة، بحلول عام 2010. الكل ينتظر تفعيل الاتفاقية الأمنية.. والتغلب على صعاب تشكيل قوة درع الجزيرة.. وتطوير قوة عربية خليجية ضاربة ورادعة في منطقة الخليج العربي، تتكفل بتوفير أقصى درجات الأمن لدول المجلس، من أي مخاطر خارجية.. وتنفي أي ذريعة لوجود قوات أجنبية في المنطقة، بدعوى الدفاع عنها، وعن مكامن النفط الضخمة، في أرضها.
خلال ربع قرن، من الآن.. وربما أقرب نتوقع: تكاملاً اقتصادياً كاملاً وراسخاً وقوياً، بين دول المجلس... وكذلك، منعة أمنية عربية خليجية رادعة، ضد أي تهديد إقليمي أو دولي، ضد المنطقة... بالإضافة إلى مشاركة فعالة من قبل المواطن في دول المجلس من خلال مؤسسات فاعلة ونشطة للمجتمع المدني، توفر مشاركة شعبية فعلية في مؤسسات المجلس، ترسخ لشرعيته.. وتؤكد استراتيجية خياره.. وترفع من تكلفة الاستثمار، ومن ثم العائد منه، من قبل دول وشعوب المجلس.
طموح مشروع، أن نتوقع ذوبان لصيغة الدولة القومية الحديثة بين دول المجلس خلال ربع القرن القادم، لنحتفل جميعاً، بقيام منظمة إقليمية عربية قوية وراسخة في منطقة الخليج العربي، في شكل: الوحدة العربية الخليجية، أو الاتحاد الخليجي العربي.... وربما تدفع مسيرة التاريخ تجربة المجلس، ليؤخذ بها في العالم العربي من الخليج إلى المحيط، ليتطور في النظام العربي، كيان: منظمة الوحدة العربية.. أو الاتحاد العربي.. أو الولايات المتحدة العربية. مَنْ يدري..!؟
مجلس التعاون لدول الخليج العربية مَرَ في المرحلة الماضية، بفترة مهمة، تكرست فيها شرعيته.. وتبلورت خلالها جاذبية خياره.. وعظمت خلالها توقعات العائد منه. يُحسب لمجلس التعاون، أنه رسخ لشرعية دوله ومكانتها ونفوذها، في أهم منطقة استراتيجية، في العالم. ويحسب لمجلس التعاون، أنه تجاوز فترة كانت من أكثر الفترات سخونة في المنطقة، تخللتها ثلاثة حروب إقليمية كبرى، حتى أن إحداها تعرض للهوية الدولية والقومية لأحد أعضائه، ونجح في استعادة الكويت من غزو العراق، ولم يمض على تجربة المجلس عقدٌ من الزمان. ويحسب للمجلس أنه صمد طوال هذه المدة الطويلة، في الوقت الذي فشلت فيه مشاريع تكاملية ووحدة اندماجية، في النظام الرسمي العربي، مثل: الوحدة بين مصر وسوريا في نهاية الخمسينات وبداية الستينات.. وتجربة مجلس التعاون العربي، في نهاية الثمانينات.. وتجربة الاتحاد المغاربي، الذي يترنح، حتى يكاد أن يقع، أو وقع بالفعل.. واتحاد الجمهوريات العربية المتحدة، في بداية السبعينات.
من أهم إنجازات المجلس أنه صمد، طوال هذه المدة.. ولم تنجح فترات الفتور السياسي بين بعض دوله، حول قضايا ثنائية، أن تؤثر سلباً في مسيرته التكاملية. حتى عندما تتطور الخلافات بين دوله، مع قرب موعد عقد القمة الخليجية السنوية.. ويكون الجميع في انتظار عدم عقد القمة، تنعقد القمة، وبأعلى مستوى من التمثيل وكأنه لم يكن هناك، في الأساس، ما يمنع عقدها...!؟ لقد حقق المجلس، طوال هذه المدة، شرعية سياسية وإقليمية، تتجاوز كل ما قد يتطور من سوء فهم.. أو ما قد يعكر صفو العلاقات الثنائية بين دوله، ويكاد يعصف بالمجلس وتجربته. صمود مذهل للتجربة، رغم عوامل مضادة لفكرته وتجربته، كانت تأتي أساساً من البيئة الإقليمية والدولية، التي يسوؤها أن تنجح تجربة تكاملية في العالم العربي.. وتنجح في مقاومة الضغوط طوال، هذه المدة الطويلة، من مسيرة المجلس.
مرحلة مهمة بأبعادها السياسية والأمنية والاستراتيجية مرَ بها المجلس وتجاوزها، طول الربع قرن الماضي، تتلخص فيها مستوى إنجازاته الحقيقية. ولكن، كل هذا الإنجاز الكبير الذي تحقق للمجلس، طوال الربع قرن الماضي، وجعله من أهم حقائق المنطقة، إقليمياً ودولياً.. وجعله أكثر جاذبية لدول أخرى في شبه الجزيرة العربية، مثل اليمن، للانضمام إليه، من المتوقع أن يسفر عن وقائع تكاملية إقليمية حقيقية بين دوله، تتفوق فيها جاذبية خياره على ما يتفاعل من متغيرات مضادة تفرضها، صيغة الدولة القومية الحديثة، بين دوله.. وتلك التي تفرضها البيئتين الإقليمية والدولية، من حوله.
ليس هناك من وقت تتحمل شعوب المجلس ودوله ضياعه، في تسريع وتيرة التكامل الاقتصادي بين دوله. لابد أن من تفعيل مؤسسات اتفاقية الوحدة الاقتصادية بين دوله، بصورة تتجاوز ما يتفاعل من تداخل اقتصادي بين دول العالم، بفعل الالتزامات التي تفرضها معاهدة منظمة التجارة العالمية. لابد من تجاوز اتفاقية الاتحاد الجمركي بين دول المجلس، حتى لا تطغى عليها المناطق الحرة مع أطراف دولية وإقليمية أخرى. لابد من احترام موعد إنشاء المصرف الخليجي المركزي، وإصدار الوحدة الخليجية الموحدة، بحلول عام 2010. الكل ينتظر تفعيل الاتفاقية الأمنية.. والتغلب على صعاب تشكيل قوة درع الجزيرة.. وتطوير قوة عربية خليجية ضاربة ورادعة في منطقة الخليج العربي، تتكفل بتوفير أقصى درجات الأمن لدول المجلس، من أي مخاطر خارجية.. وتنفي أي ذريعة لوجود قوات أجنبية في المنطقة، بدعوى الدفاع عنها، وعن مكامن النفط الضخمة، في أرضها.
خلال ربع قرن، من الآن.. وربما أقرب نتوقع: تكاملاً اقتصادياً كاملاً وراسخاً وقوياً، بين دول المجلس... وكذلك، منعة أمنية عربية خليجية رادعة، ضد أي تهديد إقليمي أو دولي، ضد المنطقة... بالإضافة إلى مشاركة فعالة من قبل المواطن في دول المجلس من خلال مؤسسات فاعلة ونشطة للمجتمع المدني، توفر مشاركة شعبية فعلية في مؤسسات المجلس، ترسخ لشرعيته.. وتؤكد استراتيجية خياره.. وترفع من تكلفة الاستثمار، ومن ثم العائد منه، من قبل دول وشعوب المجلس.
طموح مشروع، أن نتوقع ذوبان لصيغة الدولة القومية الحديثة بين دول المجلس خلال ربع القرن القادم، لنحتفل جميعاً، بقيام منظمة إقليمية عربية قوية وراسخة في منطقة الخليج العربي، في شكل: الوحدة العربية الخليجية، أو الاتحاد الخليجي العربي.... وربما تدفع مسيرة التاريخ تجربة المجلس، ليؤخذ بها في العالم العربي من الخليج إلى المحيط، ليتطور في النظام العربي، كيان: منظمة الوحدة العربية.. أو الاتحاد العربي.. أو الولايات المتحدة العربية. مَنْ يدري..!؟