حديقة الأفكار؟!

حامد عباس

ليس غريبا على خالد الفيصل، زارع وحاصد الأفكار، فأنا أعرفه منذ زيارتي له في أبها عند تعيينه أميرا لمنطقة عسير ومتابعته ومتابعة أفكاره بالذات منذ ذلك الوقت، ومعجب بالشعارات التي كان يختارها لمواسم أبها الصيفية: لا عسير في عسير ولا أبهى من أبها وغيرهما، ولماذا أذهب بعيدا فاختياره لاسمه المستعار الذي كان ينشر تحته شعره المنشور والملقى والمغنى: دايم السيف، هو تورية رائعة لخالد الفيصل وذلكم يدل على حس لغوي رفيع ليس غريبا على شاعر جزل اللغة وفنان ومرهف الإحساس.
الجديد بالنسبة لي مجلسه العامر في جدة الذي تجمع فيه الجلسة تخصصا معينا وتدور فيها حوارات يستمع لها الأمير ثم يعلق بما يدل على استيعابه الدقيق لكل ما قيل فيها. أما المفاجأة فكانت الجلسة المخصصة للشباب عندما ضرب مثلا بشاب من أحد الأحياء العشوائية المتضررة من سيول جدة بعدم معرفته بالمشروعين الكبيرين اللذين سينفذان في المدينة وهو يعيش في حي متضرر ومستهدف ضمن التطوير الذي سيشمل كل الأحياء المماثلة. وكانت جزئية من الحوار في الجلسة المخصصة لأساتذة الجامعات والمثقفين والإعلاميين التي أحضرها لأول مرة وتدور حول المعلومة الغائبة رغم وجودها ونشرها في كافة وسائل الإعلام، ولماذا تغيب حتى عن المعنيين بها والذين من المفروض أن تكون مصدر سعادة لهم لأنها عندما تنفذ قد تنهي معاناتهم؟! لم أكن مستعدا للمشاركة فقد رغبت في الاستماع ومعرفة آلية إدارة الحوار إضافة لعدم إلمامي بعناصر الموضوع الذي يدور حوله باعتباري وصلت متأخرا عن بدء الجلسة ومع ذلك كدت أتطفل بالقول لأنهم يا سمو الأمير شبعوا من التصريحات ولم تعد تمنحهم أملا جديدا في أي شيء؟!
وهذه من الأسباب التي جعلت من الكثيرين غير مهتمين على الإطلاق بمتابعة ما يجري وبالذات في إعلامنا التقليدي الذي ظل مكانك سر رغم كل التطورات الهائلة في وسائل الاتصالات، واستبدل به الشباب الانترنت وفيس بوك وتوتير وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة والتقنيات المتاحة والتي تجتاز كل الحواجز التي ظل إعلامنا التقليدي أمامها غير قادر على كسر حاجز الخوف.
هذه المجالس التي انتقلت من عسير إلى منطقة مكة المكرمة بما فيها من زخم وما تحتويه من أماكن مقدسة ومن أنشطة وفعاليات على مدار العام أمام اختبار لا بد أن تجتازه بنجاح كل شرائح المجتمع وتخصصاته العلمية والأكاديمية والعملية والاقتصادية من أجل مستقبل أفضل. ولا أنسى الشرائح الشبابية التي أتمنى أن أحضر كمراقب إحدى جلساتها ولا أمانع لكل جلساتها ربما لأرفع معنوياتي وأخرج لساني لأندادي مؤكدا لهم بالدليل أنني شاب مستشهدا بعشرات الشباب وربما يعطف علي الأمير الجليل فيصدق على شهاداتهم ؟!.
المائدة التي ضمت كل الحاضرين تقريبا بعد صلاة العشاء دلت على ذوق ومذاق الفنان كما دلت إدارة الجلسة على حس إداري يعرف قيمة الوقت واستثماره بأفضل صورة إذ لم تستغرق أكثر من ساعتين بما فيها الصلاة والعشاء ؟!.

* مستشار إعلامي
ص. ب 13237 جدة 21493
فاكس: 6653126
Hamid_bbas@yahoo.com


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة